أحداث كرينك..من يشعل الصراع؟

348
دارفور
أحداث كرينك.. من يشعل الصراع؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تصاعدت وتيرة الأحداث الدامية في منطقة كرينك بولاية غرب دارفور، حيث شنت مليشيات مسلحة هجوما على المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 مواطن وجرح العشرات ونزوح أكثر من 80 ألف أسرة إلى وسط المدينة حيث مقر قيادة الجيش.. فيما يطرح السؤال، حول من يقف وراء الهجوم؟ ولماذا يتجدد الصراع في دارفور؟

تدابير أمنية

ولأن أحداث كرينك قد تتمدد، سارعت الحكومة لأحتواء الموقف، إذ أرسلت طائرة حربية لحسم التفلتات الأمنية، فيما عقدت لجنة الأمن بالولاية إجتماعا برئاسة شرطة الولاية، إتخذت خلاله جملة من التدابير الأمنية فيما يتعلق بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى رئاسة المحلية، بجانب تحريك قوات أخرى لتمشيط الطرق المؤدية إلى المحليات والعمل على محاربة الظواهر السالبة خاصة منع إستخدام الدراجات النارية، كما دعا ممثل والي غرب دارفور محمد زكريا الأطراف المتصارعة للاحتكام لصوت العقل والعمل على مساعدة الأجهزة النظامية لتعزيزالإستقرار ، مناشدا الإدارات الأهلية القيام بدورهم كاملا في إرساء قيم التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر.

دارفور

أسباب الصراع

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

و مشخصا أسباب الصراع في دارفور، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”: “إن الصراع في دارفور في الاصل هو صراع موارد وقد بدا النزاع منذ ثمانينات القرن العشرين بسبب الجفاف الذي ضرب الاقليم وتطور الى مجاعة مات بسببها الالاف وهلكت فيها ملايين من الماشية”، ويضيف، “بعدها تواصل النزاع بين المزارعين والرعاة ليتطور إلى قتال شامل بين القباىل العربية الرعوية وغير العرببة”، مستدركا “لكن تركز الصراع في ولايات شمال وغرب دارفور بسبب الطبيعة الجافة للولايتين وتركز الماء والمرعي في مناطق محددة وهو ما تسبب في نزاع واسع بين الرعاة والمزارعين تطور لاحقا بسبب التدخلات الأجنبية الي حركات متمردة احرقت الاخضر واليابس”، ورأى الفاتح أن الصراع نجحت فيه القوات المسلحة من جيش ودعم سريع وقوات شرطة في حسمه عسكريا، حيث قال إن طرد الحركات المتمردة خارج السودان قلل منه، مستدركا، ولكن بعد عودة الحركات المسلحة بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام عاد الصراع الى اصله الحقيقي اي نزاع بين القبائل علي الموارد من ماء ومرعي، وهذه اشياء بحسب الفاتح تتطلب انفاق تنموي ضخم لزيادة الموارد من ماء ومرعي وزرع لتحقيق الاستقرار للقبائل الرعوية ولاستيعاب الزيادة السكانية العالية غير المسبوقة التي حدثت في اقليم دارفور وجعلته يضيق باهله خاصة مع زيادة كبيرة في اعداد الماشية في العشرين سنة الاخيرة، وختم حديثه، اذن الهجوم علي كرينك جاء ضمن سلسلة طويلة من النزاعات القبلية التي لن تنتهي بحلول عسكرية فقط بل بمزيج من الحلول السياسية والتنموية والعسكرية تشمل نزع السلاح والغاء عرف الحاكورة وجعل الدولة والقانون هي الاصل في السيادة علي الارض، مؤكدا إنه وبدون انفاق تنموي لزيادة الموارد من مياه ومراعي وزرع ومن دون اصلاح اعراف حيازة الارض ونزع السلاح لن تهدا الحرب قط في دارفور.

صراع متجدد

عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي
عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي

أما الكاتب الصحفي عبداللطيف محمد سعيد، يقول لموقع “أفريقيا برس”، إنه صراع قبلي وقد تجدد وتكرر كثيرا ، وأضاف، بعد تعيين مناوي حاكما للإقليم كان يتوقع أن ينتهي الاقتتال، مستدركا، ولكن خابت الامال ولم يفلح الرجل في إخماد النيران، وأردف، لا يعقل أن يتكرر هذآ الأمر في ظل وجود دولة الا اذا كانت هناك جهات لها مصالح خلف هذه الفوضى، متسائلا، أين هيبة السلطة؟. ويرى سعيد أن أسباب الصراع تعود إلى المشاكل القبلية، مؤكدا إنها ستظل تتكرر ما لم تعالج اصل المشكلة، وتساءل سعيد، ماذا فعل مناوي وهو حاكم الإقليم؟ ولماذا لم يجد الحلول لتلك المشكلة؟ سيما وانه في كل مرة تفقد الأرواح، ونبه الكاتب الصحفي إلى أن الصراع يحتاج إلى معرفة أسبابه، بجانب إيجاد الحلول الجذرية له.

مجزرة جماعية

حذيفة محي الدين البلول، الناطق الرسمي بإسم التحالف السوداني وقيادي بالجبهة الثورية

يقول القيادي بالجبهة الثورية والناطق بإسم التحالف السوداني حذيفة محي الدين البلول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن ما تشهده ولاية غرب دارفور في محلية كرينك شيئ مؤسف ويمكن أن نصف ما يحدث بأنه مجزرة جماعية، واردف، الشيء المؤسف ايضا تكرار هذه الاحداث لأكثر من مرة خلال عام، وأضاف، إن السبب الأساسي في هذه الاحداث هي غياب الأمن في الولاية وضعف الإمكانيات خاصة بعد أن أصدرت قيادة الشرطة تقليص القوات في الإقليم الى اقل من 50% وسحبها للخرطوم، ويقول البلول إن اغلب ولايات الإقليم تفتقد لأبسط المقومات لحماية المدنيين خاصة بعد خروج قوات اليوناميد وتأخير تكوين القوة المشتركة لحماية المدنيين المتفق عليها في اتفاق جوبا للسلام، ويرى البلول أن الأحداث في دارفور تبدأ بسيطة وقد تكون مشاجرة بين شخصين ثم تصل إلى احتكاكات بسبب المرعي أو سرقة وسرعان ما تتطور وتأخذ البعد القبلي، كما ارجع البلول أسباب الصراع إلى انتشار السلاح في الإقليم والذي قال إنه يمثل العامل الأكبر في الحريق الذي يحدث نتيجة لاي نزاع، وأضاف، كذلك غياب هيبة الدولة تلعب دورا محوريا في ازدياد أعداد الضحايا وتكرار النزاع من وقت لآخر وكل الحلول التي تحدث مؤقتة وغير فعالة، و شدد على ضرورة أن تقوم الحكومة المركزية وحكومة الولاية بوضع حلول جذرية توقف هذا العبث في أرواح المواطنيين، معتبرا أن المدخل الأساسي لمعالجة جذور هذه الأزمة هو استبدال القوات النظامية في الولايات بعناصر ليس عندها ارتباط بالقبائل المشتركة لاي ولاية لجهة إنه و من خلال متابعتنا للأحداث نرى أن القوات النظامية في مراحل كثيرة تنحاز لقبائلها مما يساهم في تعميق الأزمة واتساع رقعتها. كذلك يقول البلول إن تنفيذ الترتيبات الأمنية وخاصة القوة المشتركة لحماية المدنيين من الضرورة بمكان أن تعطي الأولوية لاستقرار الوضع في الإقليم عموما على اعتبار أن تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية سوف يفتح الباب واسعا لعمليات نزع السلاح من المواطنيين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here