أحداث 6 يناير..من أطلق النار على المتظاهرين؟

22
أحداث 6 يناير..من أطلق النار على المتظاهرين؟

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أحداث دامية شهدها موكب 6 يناير المطالب بالحكم المدني، وفيما أعلنت لجنة الأطباء المركزية مقتل ثلاثة متظاهرين بقوات الأمن السوداني، نفت الشرطة إطلاق النار على المحتجين، في وقت كشفت فيه عن تعرضها لطلق ناري من مسلحين، قبل أن تعلن القبض عليهم وتباشر في التحقيق معهم.. فيما، يبرز سؤال عريض وسط المراقبين، فحواه؛ من يطلق النار على المتظاهرين؟

مداهمة وقبض

شرطة السودانوكانت مصادر أمنية واسعة الاطلاع كشفت عن مداهمة “القوات المشتركة” لمبنى تحت التشييد بمنطقة “أمدرمان- بانت- شارع الأربعين” والقبض على شخصين يشتبه في تورطهما في عملية إطلاق نار على المتظاهرين والقوات النظامية على حد سواء. وأفادت المصادر الامنية عن تحريز القوات النظامية لعدد 4 طلقة فارقة يعتقد انها من سلاح كلاشنكوف، مؤكدة إنها لا تزال تطوق المبنى الى حين اجراء المسح الميداني من قبل شرطة الأدلة الجنائية، وقالت إنه تم تحويل المشتبه بهم الى الخرطوم لإجراء التحريات. وأشار المصدر الأمني الى أن مشتبهاً به لم تحدد هويته، أطلق أعيرة نارية في مواجهة القوات النظامية في شارع الأربعين بانت لحظة تواجد المتظاهرين في ذات الطريق.

توثيق الانتهاكات

في المقابل، ترى لجنة الاطباء المركزية “جهة غير حكومية “؛ أن من يقتل المتظاهرين هي الاجهزة النظامية، إذ ظلت اللجنة توثق لكل الانتهاكات التي حدثت في المواكب والاحتجاجات منذ اندلاع الثورة في 2018 وحتى موكب 6 يناير والذي كشفت فيه عن إنتهاكات وجرائم بحق المتظاهرين، حيث قالت اللجنة في بيانها، قتل ثلاثة متظاهرين وأصيب العشرات جراء العنف الذي تستخدمه الاجهزة النظامية بحق المتظاهرين.

المؤتمر السوداني على الخط

وسارعت القوى السياسية بالتنديد والاستنكار لما حدث للمتظاهرين، إذ قال حزب “المؤتمر” السوداني؛ إن ممارسات السلطة “الانقلابية الديكتاتورية” تعيد ذات سيناريو الجرائم والقمع الذي انتهجه النظام البائد، مستدركا، لكنها ستلقى ذات المصير البائس بالإسقاط الكامل لا محالة، محمّلاً السلطة الانقلابية كامل المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات التي وقعت في 6 يناير ومنذ الانقلاب المشؤوم. ودعا الحزب الجماهيري إلى مواصلة التصعيد السلمي المقاوم للانقلاب، مؤكداً المضي في طريق الخلاص والمقاومة السلمية، برفقة كل قوى الثورة الحية وكامل قطاعات الشعب السوداني.

التهرب من الجرائم

كمال كرار
عضو مركزية الحزب الشيوعي ، كمال كرار. الحزب الشيوعي أحد الاحزاب السودانية التي تدافع عن الحكم الديمقراطي ودائما ما تتبنى قضايا الشارع ووتحدث بإسمه ، لكنها تجد رفض من شرائح كبيرة في المجتمع السودان.

القيادي بالحزب الشيوعي، كمال كرار، استغرب من بيان الشرطة الذي تبرأ من قتل المتظاهرين، مؤكدا أنه  تهرب من الجرائم والانتهاكات التي مارستها الاجهزة النظامية ضد المتظاهرين السلميين، وقال كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن المكون العسكري مسؤول مسؤولية مباشرة عن قمع المتظاهرين السلميين، على اعتبار أنه يعطي الأوامر للإدارات الشرطية والامنية الاقل منه وذلك حتى يستمر حكمه، كما قال كرار؛ إن قمع السلطات للمتظاهرين السلميين لن يتوقف طالما لم تهيكل السلطات والاجهزة النظامية التي جعلت الوثيقة الدستورية أمر هيكلتها في يد المكون العسكري، معتبرا القمع سلوك النظام البائد وأن من هم الآن على سدة الحكم هم إمتداد لهم، مؤكدا أن القمع يزيد الثوار إصرارا للمضي قدما في تحقيق أهدافهم.

أيادي خفية

الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير
الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير

بيد أن مراقبين لم يستبعدوا أن يكون هنالك “مندسين” داخل المواكب يطلقون النار على المتظاهرين بغرض تأجيج الصراع بين الشارع والمكون العسكري، لكن القانوني والقيادي بقوى الحرية والتغيير، الطيب العباس، يقول: “حتى لو كان هنالك مندسين، يجب على الاجهزة النظامية كشفهم وحماية المواكب السلمية وتأمينها من المتفلتين والمتربصين بأمن البلاد”، معتبرا ماحدث في موكب 6 يناير بالتجاوزات الخطيرة في حق المتظاهرين السلميين، كاشفا لموقع “أفريقيا برس” عن إنهم -بصفتهم محامين- بصدد تشكيل غرفة لتقييم الانتهاكات التي حدثت، ومن ثم سيصدرون تقرير عن الانتهاكات ومن المسؤول عنها، وعاب العباس عدم وجود وكلاء نيابة في المواكب، مؤكدا أن ذلك سبب الانتهاكات، وارجع عدم وجود النيابة لعدم التعاون بين الاجهزة النظامية والقانونية ، وقال العباس: “إن كل المواكب التي خرجت بعد الانقلاب أرسلت رسالة مفاداها”؛ انه لا صوت يعلو على صوت الشعب وأن الحكم المدني قادم لا محال”.

تعهدات كباشي

الفريق أول ركن شمس الدين كباشي – عضو مجلس السيادة الإنتقالي

ولأن الانتهاكات بحق المتظاهرين السلميين سيترتب عليها عقوبات دولية كما هو معلوم، كان لزاما على الدولة أن تجري تحقيقا شفافا حول من يقف وراء قتل المتظاهرين؟ فضلا عن محاسبتهم، وبالفعل هذا ماذهب إليه عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، إذ إتفق مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكى للشؤون الافريقية مولي في على ضرورة مراجعة وتطوير أساليب التعامل مع المظاهرات والتأكيد على إجراء تحقيق شفاف حول التجاوزات التي صاحبتها ومحاسبة المسؤولين عنها. وتلقى كباشى، إتصالا هاتفيا من “مولي في” ناقشا خلاله تطورات وتعقيدات الوضع بالبلاد، عقب إستقالة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ، وأكد كباشي أن التظاهرات السلمية حق مكفول للشعب السوداني مع الإتزام بعدم الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة للشعب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here