بقلم : بدرالدين خلف الله
تعود أزمة سد النهضة الأثيوبي بين الدول الثلاث أثيوبيا ومصر والسودان إلى مربع الخلافات الأول وسط تلويح عسكري. ولم تُقرب الجهود الإقليمية والدولية وجهات نظر البلدان الثلاث ولم تقنع تلك الجهود والرحلات المكوكية الجارة أثيوبيا بالعدول عن موقفها القاضي بملء السد الثاني في مايو المقبل. وتسعى إثيوبيا إلى توليد الطاقة الكهربائية عبر سد النهضة الذي تشيده منذ عام 2011 ووصل بناؤه إلى حوالي 79%.
مع اقتراب موعد ملء سد النهضة قام المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوت بجولة مباحثات في الدول الثالث تهدف لكسر جمود التفاوض ، غير أن الجولة استطدمت بتمسك أثيوبيا بالملئ الثاني للسد في موعده المحدد لكنها وعدت بعدم إلحاق أي ضرر على القاهرة والخرطوم.
تهديد
وجهت القاهرة تهديدات شديدة اللهجة إلى أديس أبابا وحذرتها من المساس بحقوقها المائية و قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة مياه واحدة من مصر وتأتي تصريحات السيسي ، عقب إبلاغ إثيوبيا لمبعوث الولايات المتحدة للسودان دونالد بون ، بتمسكها بالملء الثاني للخزان في يوليو المقبل وأضاف السيسي من قناة السويس ” مياه مصر خط أحمر ، ونراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أي تهديد ” ، وتعهد ” برد قاس يتردد صداه في المنطقة حال تأثرت حصة مصر لكنه عاد و أكد حل أزمة سد النهضة بالحوار والتفاوض.
مطالب سودانية
فيما طالب الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي للمساهمة في حل أزمة سد النهضة الأثيوبي. كما دعت الخارجية السودانية أمريكا للانخراط في تفاوض بناء يلزم الطرف الأثيوبي بعدم التصرف الأحادي.
تطمين
وفي محاولة لطمأنة مصر والسودان، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد “حين نحتجز المياه سنعمل على التأكد من أن هذا لن يؤثر على أشقائنا في مصر والسودان” ، موضحا “خلال الصيف تأتي مياه أمطار كثيرة، نعتزم الاحتفاظ بجزء قليل منها”، مدعيا أن تفويت الملء خلال الصيف المقبل سيخسر بلاده (نحو مليار دولار).
ودعا آبي أمام البرلمان إلى حل سلمي للأزمة وقال «لدى إثيوبيا كثير من المشاكل، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة، لا نحتاج إلى حرب واصفاً السودان بأنه بلد شقيق يحب شعبه إثيوبيا.
تأكيد
في الأثناء أكد المبعوثان الأمريكي دونالد بوث، والأوروبي روبرت فاندول، استعدادهما للتوسط في قضية سد النهضة وبذل كافة الجهود التي من شأنها حل الأزمة. وأكدا في بيان مشترك، إيمانهما بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن الخلاف حول السد، وفق مقاربة ترضي الأطراف الثلاثة، تضمن لإثيوبيا التمتع بالكهرباء، وللسودان سلامة أراضيه، وتأمين سدوده، ولمصر حقوقها المائية.
حسم عسكري
الصحفي والمحلل السياسي علم الدين عمر شدد على أن ملف سد النهضة يشهد تعقيدات كبيرة و أشار في حديثه لموقع أفريقيا برس أن الجانب الأثيوبي يحاول كسب الوقت وملء سد النهضة الثاني بطريقة أحادية دون موافقة مصر والسودان ووصف مواقف السودان ومصر بالموحدة تجاه أثيوبيا ولم يستبعد أن تسقط حكومة آبي أحمد نتيجة الضغوط الداخلية التي تنشأ كرد فعل لما تشهده أثيوبيا من صراعات داخلية وخارجية وقال إن التهديد المصري يشكل اشارة جديدة لإمكانية الحسم العسكري وتوقع أن تعود أثيوبيا إلى طاولة التفاوض لحل الأزمة حول ملف سد النهضة الأثيوبي.
ووافق السودان قبل أيام على مبادرة قدمتها الإمارات العربية المتحدة لتسوية أزمة سد النهضة لكنها مازالت في مرحلة التشاور ولم يبدي الجانب الأثيوبي حولها أي رفض أو قبول. ورفضت أثيوبيا في وقت سابق المفاوضات الرباعية الدولية المكونة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وتمسكت بمفاوضات الاتحاد الأفريقي.