أمريكا.. تسويق مبادرة حمدوك لتسوية الصراع الاثيوبي

151

بقلم : خالد الفكى

أفريقيا برسالسودان. تتقلص الأرض يومياً أمام أقدام رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد مقابل تمدد جبهة تحرير شعب تغراي التي أفلحت في فك الحصار المفروض عليها، وربما هذا جعل مناطق في إثيوبيا أشبه برميل بارود قابل للإشتعال، مما يمهد لرئيس وزراء السودان، عبدالله حمدوك، بتجديد طرح مبادرته لتسوية النزاع بُعيد موافقة أمريكية، يرى مراقبون أنها تمثل ضوء أخضر للرجل في ظل مخاوف دولية و إقليمية من تداعيات صراعات القرن الأفريقي.

المشهد الآن
الصراع المسلح مابين الحكومة المركزية الإثيوبية وجبهة تغراي ممتد منذ فبراير من العام الماضي بعد تنفيذ آبي أحمد لحملة عسكرية ضد حكومة تغراي تحت شعار انفاذ القانون، لتستمر المعارك بين الطرفين وحتى الآن.

الدكتور عبدالقادر جاز، خبير في العلاقات الدولية والسياسية

الآن المشهد السياسي في القرن الأفريقي بصورة عامة بحسب الدكتور عبدالقادر جاز الخبير في العلاقات الدولية والسياسية، تشوبه الكثير من الحذر والمخاوف. ويؤكد جاز لـ’أفريقيا برس’’، أن العلاقة مابين السودان وإثيوبيا مرت بمنعطف خطير أن لم يتم تداركها بواسطة الاتحاد الأفريقي ستأزم أوضاع كثيراً.
وكان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أجري مكالمة هاتفية جمعته برئيس الوزراء حمدوك ورئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد، ودعا ماكرون لوقف الأعمال العدائية في أقليم تغراي.
ثمة تساؤلات حائرة بشأن بنود وتفاصيل مبادرة حمدوك التى لم تُعلن رسمياً، الإ أن ماكرون قال إن تطور الوضع في اثيوبيا يستدعي الحوار السياسي وصولاً لتسوية سياسية.

عبدالمنعم أبو إدريس، صحفي مهتم بقضايا الشأن الأفريقي

وبشأن السيناريوهات المحتملة من قبل حمدوك لتقريب وجهه نظر الفرقاء الاثيوبين، يقول الصحفي المهتم بقضايا الشأن الأفريقي عبدالمنعم أبو إدريس لـ’’ أفريقيا برس’’، حتما محاولة لإقناع الأطراف بوقف إطلاق النار والجلوس لطاولةَ مفاوضات بغية التوصل لتسوية سياسية للخلاف.
كما يعتقد مراقبون أن الولايات المتحدة تدعم عبر عدة وسطاء مبادرة حمدوك لإيقاف التنازع الحكومة الاثيوبية وحكومة تغراي، حيث التوقعات تشير لدعم دولي مرتقب لانجاح المبادرة.
اتصال بلينكين مع حمدوك، ينظر إليه البعض بمثابة إشارة مرور خضراء من واشنطن للرجل؛ للمُضِي قُدُماً في تسويق مبادرته لرأب الصدع في إثيوبيا.

موافقة أمريكية
واتفق رئيس وزراء السودان، عبدالله حمدوك، ووزير الخارجية الامريكي أنطوني ج. بلينكين، على تشجيع جميع الأطراف الاثيوبية للانخراط في مفاوضات لوقف إطلاق النار، والدخول في حوار سياسي شامل للحفاظ على الدولة الإثيوبية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمُحتاجين.

دون شك فان رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك سيكون فى أمس الحوجة لدعم إقليمي ودولي خلاف الأمريكي المتوقع، ويُبين أبوإدريس بالقول لـ’’أفريقيا برس’’.. “حمدوك رئيس الدورة الحالية لمنظمة الايقاد ولذا تحركه سيحظى بدعم المنظمة الإقليمية ولا سيما أنه بدأت اتصالات بقادتها من أجل عقد قمة حول إثيوبيا”. وأوضح أبوإدريس أنه وعبر الايقاد يمكن أن يحصل على دعم الاتحاد الأفريقي كما أن الاتحاد الأوروبي قريب من تحركات حمدوك.

وناقش حمدوك و بلينكين، المخاوف المُشتركة في إثيوبيا، نسبةً لاتّساع دائرة المواجهات المسلحة التي امتدّت لإقليمي الأمهرة والعفر، وتدهور الأوضاع الإنسانية التيغراي.

كما وقفا على عودة القوات الإريترية ودخولها إثيوبيا، وهي مجمل أوضاع تؤثر على الاستقرار الإقليمي في القرن الأفريقي.

محمد حامد جمعة، كاتب صحفي مهتم بالشأن الإثيوبي،

الكاتب الصحفي المهتم بالشأن الإثيوبي، محمد حامد جمعة، يرى أن الولايات المتحدة الامريكية ليس لديها تأثير على اثيوبيا.
وأفاد جمعة ’’ أفريقيا برس’’..( لايوجد اي رد فعل إثيوبي والاتصال نفسه بين حمدوك ووزير الخارجية الامريكى لايعني وجود مبادرة).
وأجرت المديرة التنفيذية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور مع حمدوك، مباحثات شملت مناقشة الأزمة الإثيوبية والتداعيات المحتملة المتعلقة بالشأن الانساني.
نجاح المبادرة بحسب الكاتب الصحفى المهتم بالشأن الاثيوبي، محمد حامد جمعة ، يحتاج وجود جهة دولية مقبولة لدى الداخل الاثيوبي.
وتابع بالقول” الحكومة الاثيوبية غير راضية عن الولايات المتحدة الامريكية وربما ترفض أي مبادرة تقف خلفها واشنطن”.

ثمة مخاوف
الدكتور عبدالقادر جاز، الخبير في العلاقات الدولية والسياسية يوضح وجود مخاوف للحكومة السودانية من تهديدات الميليشيات الإثيوبية المدعومة التي تهدد أمن منطقة الفشقة. وأفاد جاز أن ملف تلك الاراضي وقضية سد النهضة قد تكون مهدد لما طرحه حمدوك حول إمكانية لملمة الصراع الأثيوبي الداخلي.

ويُشير لـ’’ أفريقيا برس’’، فإن كان أي مهدد أمني على إثيوبيا ينعكس سلباً على السودان بيد أن الخبرة الكبيرة لحمدوك دولياً ومعرفته بتفاصيل الصراع الأثيوبي تدعم خطواته في الحل. ورسم جاز صور قاتمة للاحداث، متوقعاً حدوث تغييرات كبيرة على الشرق الافريقي من واقع الصراع الداخلي الأثيوبي ومع دول الجوار.

وأوضح أن هذه مثل الحروب في هذا الحزام الذى يعتبرسابقاً حزام أخضر لامتلاكه ثروات هائلة من الأمن الغذائي والمائي، مشيراً بأن دولاً تريد تحويل هذا الحزام إلى ناري مما يفتح الباب لطرح مبادرة حمدوك الاطفائية. كما أن الصحفى المهتم بقضايا القرون الافريقى عبدالمنعم أبوإدريس، لم يستبعد أن سيحظي حمدوك بموافقة ابي أحمد بالنظر لمستجدات الاوضاع في إثيوبيا وتقدم التغراي وتفجر الاوضاع في أكثر من منطقة.

الدكتور محمد تورشين، أستاذ علوم سياسية وباحث متخصص في الشؤون الأفريقية

الدكتور محمد تورشين، أستاذ العلوم السياسية والباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، يري أن إتصال حمدوك وبلنكين يأتى فى أطار اهتمام واشنطن بملف القرن الأفريقى.

وقال لـ’’أفريقيا برس’’.. لا سيما تطورات الاوضاع فى اثيوبيا ومالات تدفق اللاجئين من حرب التغراي والتاثيرات على الإقليم العفر.
ونوه لمخاوف وقلق المجتمع الدولي من تلك الاثار مما قد يولد مجموعات متفلته حاملة للسلاح فى الاقليم ويلقى بظلال سالبة على القرن الافريقى والجيران ويهدد السلم والامن الدوليين.

وأكد تورشين أن اتفاق وزير الخارجية الامريكي مع حمدوك على المضى فى طرح مبادرته يعني أنها تمثل إرادة دولية وإقليمية وربما تكون طوق النجاة لحكومة آبي أحمد من حصار التغراي.

وتوقع الدكتور، محمد تورشين، استاذ العلوم السياسية والباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، قبول آبي أحمد بمبادرة حمدوك لكون إن حزب الازدهار بقيادة آبي وأن فاز بالانتخابات الإ أن الواقع يُشير لعدم سيطرته على المشهد الإثيوبي.

وأضاف” اعتقد ان واشنطن تحاول تسويق مبادرة حمدوك إنطلاقاً من النظر لمصالحها الإستراتيجية بالقرن الافريقى”. كما لفت الي اهتمام الولايات المتحدة حقوق الانسان فى اديس ابابا وتعليقها على مايجري من انتهاكات تجري خلال النزاع الاثيوبي بين الاطراف.

ويوضح تورشين أن حمدوك سيسعى لفتح قنوات للاتصال مع الاطراف الاثيوبية ولم يستبعد أن يقوم بزيارة عاجلة خلال ايام للعاصمة إديس ابابا لطرح المبادرة رسمياً على آبي احمد وخصومه. وشدد على أن الصراع الاثيوبي الاثيوبي لن ينتهي الا من خلال تسوية سياسية، لذا لن يكن أمام حكومة آبي أحمد طريق لفرض سياسة الامر الواقع كما يريد. ومضي للتأكيد “الوضع مختلف وصراع التغراي فجر الارض تحت اقدام آبي أحمد، ومبادرة حمدوك هي الحل لإستمراره فى السلطة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here