إغلاق الشرق .. خطر يهدد معاش المواطن

74

بقلم : أحمد جبارة

أفريقيا برسالسودان. أجمع خبراء إقتصاديون على أن إغلاق شرق السودان سينعكس سلباً على حركة الصادر والوارد، وهذا يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق المحلية، وأرجعوا ذلك إلى اعتماد السودان على الواردات لاسيما في السلع المستوردة، ولم يستبعد الخبراء أن يؤدي إغلاق الشرق لمشكلة كبيرة في الاقتصاد الوطني الذي يعاني من تعقيدات واختلالات منذ أمد بعيد.

ماذا قال مجلس الوزراء عن الإغلاق؟

وبحسب مجلس الوزراء فإن إغلاق ميناء بورتسودان والطرق القومية يعطل المسار التنموي في البلاد، كما اعتبر المجلس أن اغلاق الشرق تسبب في شح الأدوية، وأشار المجلس أيضاً إلى تعثر عدد من السلع الاستراتيجية من بينها الوقود والقمح، لافتاً إلى أن استمرار عملية الإغلاق سيؤدي إلى “انعدام تام” لهذه السلع، فضلاً عن التأثير الكبير على توليد وإمداد الكهرباء في البلاد، وتعهد المجلس في بيان؛ بالعمل على إيجاد حل سياسي لقضايا شرق السودان، ودعا المحتجين إلى بدء حوار مع الحكومة.

وضع معقد

عادل خلف الله – عضو اللجنة الاقتصادية في قوى الحرية والتغيير

عضو اللجنة الاقتصادية في قوى الحرية والتغيير، عادل خلف الله رسم صورة قاتمة للأوضاع الاقتصادية، إذ يقول في إفادته لـ”أفريقيا برس”:  إن إغلاق الميناء وطريق بورتسودان القومي سيهدد أمن ومعاش المواطن والاقتصاد ككل، باعتباره الرافد والمغذي لحركة الصادر والوارد، كما اعتبر ايضا أن الإغلاق مهدد اجتماعي على اعتبار أن الميناء يستوعب نسبة كبيرة من العمالة والإغلاق يعني نسبة كبيرة من البطالة.

كذلك اعتبر خلف الله الإغلاق حرباً على المواطن وتهديداً للأمن القومي، وقال: “إن بيان مجلس الوزراء وضع حجم المخاطر والتي بدأت نتائجها ملموسة في حركة الأسواق على اعتبار أن هنالك شح في بعض السلع والأدوية الأساسية، إضافة إلى مصانع قللت من معدلات انتاجها لأن لها ارتباطاً بادوات تشغيل لها علاقة بالخارج”.

تهديد عالمي

وذهب خلف الله إلى أبعد من ذلك، عندما قال: “إن الإغلاق سيخفض موازنة الدولة العامة باعتبار أن الإيردات الجمريكة ستقل وبالتالي تؤثر على الميزان التجاري”، وانتقد خلف الله النشاط الذي يقوم به ترك، لافتا الى أنه نشاط سياسي يخدم “الفلول” وحرب على الشعب ويعيق الانتقال في السودان، فضلا عن أنه عمل انقلابي، وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير عملية من مجلس الوزراء بعد البيان الذي أصدره وذلك بفتح الطريق.

وقال خلف الله إن هيئة الموانئ أكبر خاسر من الإغلاق لأن العديد من الموانئ في العالم  أرسلت إنذاراً وأكدت عدم دخولها السودان، مشيرا إلى أن خطوة الإغلاق أيضا مهددة لأمن البحر الأحمر لأنها منطقة استراتيجية للعالم وللمنطقة.

دعامة رئيسية

هيثم محمد فتحي – باحث اقتصادي

ولم يختلف الباحث الاقتصادي هيثم محمد فتحي عن خلف الله، إذ يقول فتحي خلال حزار مع “أفريقيا برس”: “إن الشرق هو الدعامة الرئيسية التي ترتكز عليها البرامج التنموية للدولة”، منوهاً إلى أن له تأثير على كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأضاف: “كذلك الشرق يعتبر أهم المناطق الرئيسية للموانئ البحرية السودانية التي تأتي محمّلة بالبضائع وإدخالها للسودان، ويعتبر مصدراً لتصدير المنتجات السودانية وأبرزها الصادرات الحيوانية”.

تعطيل التنمية

وعدد فتحي مميزات الشرق، وقال إنه يستقبل عابرين نظاميين براً وبحراً وجواً ، فضلا عن استيراد السيارات والشاحنات بالآلاف، فهو أحد أهم المصادر لاستقبال المركبات بشكل كبير ومن بعدها يتمّ توزيعها على جميع المناطق في السودان، بل هو المصدر الوحيد لاستيراد السيارات في السودان.

واعتبر فتحي أن الإغلاق يعمل على إفشال مشاريع اقتصادية استثمارية “حكومية أو قطاع خاص” بسبب عدم وصول المعدات ومدخلات الإنتاج في الموعد المحدد، وهو الأمر الذي يؤثر على الإنتاج لاسيما في مدخلات الانتاج الزراعي والصناعي، وأكد فتحي أن الإغلاق يعطل المسار التنموي في البلاد، ويضر بمصالح جميع السودانيين في حصولهم على الاحتياجات الضرورية.

هذا وقد حذر تجمع أصحاب المخابز من خروج 60% من من مخابز الدقيق المدعوم من الخدمة في الخرطوم بسبب شحّ كبير جراء إغلاق الطريق القومي بشرق السودان، بينما أعلنت غرف النقل خسائر يومية تقدر بـ(250ـ 400) ألف يورو. وكشف اتحاد غرف النقل عن خسائر يومية تقدر بـ(250ـ 400) ألف يورو، جراء إغلاق الطريق القومي بشرق السودان.

وأعلن مشرف قطاع اللواري والدفارات والترلات باتحاد غرف النقل السوداني محمد النور علي، في تصريح صحفي، عن احتجاز 1200 شاحنة محملة بالبضائع والوقود بلغت خسائرها اليومية 2 مليون دولار. ،وأشار إلى 349 شاحنة بضاعة محجوزة في بورتسودان و120 من شاحنات صوامع الغلال و135 “حاويات فيرنس” لمحطات توليد الكهرباء شاحنة دبل مقطورة و60 حاوية مقطورة واحدة و324 لوري ودفار بضائع عادي.

تكذيب الحكومة

سماهر المبارك – عضو تجمع الصيادلة

عضو تجمع الصيادلة سماهر المبارك، أبدت استغرابها من حديث مجلس الوزراء بشأن أن الاغلاق قاد إلى نفاذ مخزون الأدوية الخاصة، معتبرة ذلك غير صحيح، مشيرة في  حديثها مع “أفريقيا برس”؛ إلى أن أزمة الأدوية ازمة متكررة في كل الاوقات والأزمان وأن الدولة فشلت في حلها، مستبعدة تماما أن تكون بسبب إغلاق الشرق، مشددة على ضرورة أن تعمل الدولة على تنفيذ سياسات من شأنها توفر الدواء لاسيما الخاصة، ودعت سماهر الدولة للإلتفات للمواطن وتوفير معاشه بدلا  من وضع أزماتها في “شماعات” الغير .

بيان تحريضي

وردا على حديث مجلس الوزراء ، قال المجلس الأعلى لنظارات البجا وهوالذي-  يغلق الشرق -إنّ الإغلاق بالشرق لم يشمل الميناء الأخضر الشمالي ولا البحرية الملكية التي تمثل مركز التحكُّم في حركة جميع الموانئ مما يسمح بدخول الأدوية الخاصة وغيرها من الفيرنس للكهرباء والمدخلات الاستراتيجية ومنقولات المنظمات العالمية.

وأضاف المجلس في بيان له يوم الثلاثاء: إن حوالي 90% من الأدوية تنقل عبر المطارات، وأن مطار بورتسودان لم يشمله الإغلاق، لذا تتحمّل الحكومة أي إخفاق في عملية نقل الدواء، وكشف المجلس عن دخول 40 حاوية دواء أثناء التصعيد الثوري، ولم تقم الحكومة بإجراءات التخليص الجمركي رغم استمرار العمل بالميناء الرئيسي، ورغم عمل الجمارك، وأضاف: “ورغم إعلان التنسيقية عدم شمول الإغلاق للدواء وهو أمرٌ يدعو للحيرة وللوقوف عنده والتساؤل”، منوها إلى أنه: “لم تتصل أي جهة حكومية بخصوص أي أدوية حتى صدور بيان الحكومة، الذي اعتبروه بياناً تحريضياً ملفقاً واضح الغرض، يحاول تأليب الرأي العام على التنسيقية وتصوير حراك الإقليم الثوري السلمي وكأنه جريمة”، وأضاف: “لا يدركون أنهم بذلك البيان يكشفون ضعف حكومتهم، ويعلنون أنفسهم كمجرمين لأنهم لم يصلوا إلى كراسي السُّلطة إلا بإغلاق الطرقات القومية وانحياز الجيش”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here