أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. ما إن اعتمد جون غودفري سفيرا للولايات المتحدة في الخرطوم، حتى انخرط الرجل في مباحثات مكثفة مع كل القوى السياسية، ولجان المقاومة، وأسر الشهداء، وذلك بغية الخروج من الأزمة التي كادت تعصف بالسودان..آخر اللقاءات التي أجرها السفير الامريكي كانت مع سفراء دول بريطانيا والسعودية والامارات في السودان”الألية الرباعية” حيث ناقشوا جهود تقريب وجهات النظر بين الفاعلين السودانيين لحل الأزمة السياسية ومساعدة السودان في المضي قدما في عملية الانتقال.
لقاء مرتقب
وبالفعل نجحت الآلية الرباعية في اقناع بعض الأطراف الممانعة للجلوس مع المكون العسكري وهي قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، ومن المنتظر أن يجمع اللقاء مسؤولين في ائتلاف الحرية والتغيير وقادة الجيش والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام؛ لبحث الوصول إلى حل لإنهاء الأزمة؛ بتسهيل من الآلية الرباعية، وأبلغت مصادر موثوقة “سودان تربيون”، بعقد اجتماع بين لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية للحرية والتغيير وقادة الجيش وأطراف العملية السلمية، بناء على دعوة من الآلية الرباعية، وأشارت إلى أن الحركات ضمت كل من حركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس وتحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي والحركة الشعبية ــ شمال برئاسة مالك عقار، إضافة إلى حركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وتجمع قوى تحرير السودان التي يقودها الطاهر حجر. وكشفت المصادر عن أن أجندة الاجتماع تشمل إجراء مشاورات حول الوضع السياسي الراهن بجانب تقديم الحرية والتغيير لرؤيتها الخاصة بإنهاء الانقلاب واستعادة الحكم المدني.
إماكنية التقريب

قطع عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا، جعفر خضر بأنه يمكن أن تؤدي الآلية الرباعية إلى تقريب وجهات النظر بين قحت من ناحية والانقلابيين والحركات المساندة لهم من ناحية أخرى، مستدركا، “ولكنها لن نستطيع تقريب الفاعل الرئيسي في الشارع المتمثل في لجان المقاومة من هذه التسوية المحتملة”، وقال جعفر لموقع “أفريقيا برس” إن تقارب من الانقلابيين سيكون ثمنه غض الطرف عن الانتهاكات والاغتيالات التي حدثت من طرفهم، وأستعبد جعفر أن تشارك قحت العساكر من جديد و ذلك بعد تجربة الشراكة المريرة السابقة وأردف؛ إن فعلت قحت وشاركت العساكر فإن الشقة بينها ولجان المقاومة ستتسع بحيث يستحيل رتقها، وتابع؛ إن المطلوب من الولايات المتحدة الامريكية، حتى تكون متسقة مع سياستها المعلنة، ان تلجم التدخل الإماراتي السافر في الشأن السوداني بدعم الانقلاب ونهبه لثروات البلاد، فلا يعقل ان تكون الجهة المؤذية للشعب السوداني هي نفسها الساعية لإنجاح ثورته.
مواقف متباينة

فيما، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن الوضع السياسي في السودان في مرحلة الانسداد السياسي وفي ظل تمترس معظم القوى السياسية السودانية خلف مواقف محددة ومتباينة وهو ما جعلها عاجزة عمليا عن تحقيق شرط العسكر لتسليم السلطة التنفيذية، اي التوافق السياسي بين كل القوي السياسية السودانية عدا المؤتمر الوطني وبالطبع يصعب الانتقال للحل السياسي الآخر الذي طرحه العسكر اي الذهاب للانتخابات”، وعليه بحسب الفاتح؛ فإن هذا الوضع المعقد هو الذي جعل من تدخل القوى الأجنبية أمرا محتوما بل ومطلوبا للخروج من حالة الانسداد السياسي الحالي، وأستدرك “لكن يبدو ان العسكر لا زالوا متحفظين جدا في الدخول في مشاورات مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي لوحدهم من دون بقية القوى السياسية السودانية ولا يرغبون في إنتاج شراكة سياسية جديدة معهم” وقطع بأنه لا تستطيع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ان تحكم البلاد منفردة من دون الشراكة مع العسكر لأسباب كثيرة أهمها بحسب محجوب ان جميع مكوناتها عبارة عن أحزاب مجهرية لا وجود لها في الساحة السياسية وإن نفّذ حزب الأمة القومي بتهديده بالخروج منها لن تقوم لها قائمة، كما لفت إلى أن قحت باتت صلتها شبه مقطوعة مع لجان المقاومة التي اختار أغلبها التنسيق مع التحالف الجذري الذي يدعو له الحزب الشيوعي، وأردف؛ لذلك فإن الحل الوحيد القابل للتنفيذ هو تكوين تحالف سياسي سوداني يشمل كل الأحزاب السياسية السودانية عدا المؤتمر الوطني للخروج من حالة الانسداد السياسي الحالي والقبول بصندوق الانتخابات باعتباره الطريق الوحيد للحكم لأي من الأحزاب السياسية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس