الاتحاد الأوروبي .. في مرمى نيران القوى السياسية

17
الاتحاد الأوروبي .. في مرمى نيران القوى السياسية
حمدوك يلتقي سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالبلاد

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، بسفراء الاتحاد الأوروبي، غضب القوى السياسية في السودان، سيما قوى الحرية والتغيير، فالقاء الذي جمع السفراء بحمدوك، دعم الاتفاق السياسي الذي وقع في القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم بين البرهان وحمدوك، كما عبر السفراء ترحيبهم بذات الاتفاق وبنوده، واعتبره، خطوة أولى في اتجاه العودة لمسار التحول الديمقراطي، كما وصف الاتحاد الأوروبي إجرءات الخامس وعشرون من اكتوبر بالتدخل العسكري وليس بإنقلاب، وأكد السفراء مساندتهم للشعب السوداني حتى يحقق السلام والعدالة، معلنين دعمهم للنموذج السوداني والذي وصفوه، بالفريد في التحول المدني والديمقراطي في إشارة منهم للإتفاق السياسي الذي وقع بين حمدوك والبرهان.

تدحرج الاتفاق

عمر الدقير - قيادي في قوى الحرية والتغيير
عمر الدقير – قيادي في قوى الحرية والتغيير

أولى القوى السياسية التي هاجمت موقف الاتحاد الأوروبي، كان حزب المؤتمر السوداني، حيث انتقد رئيس الحزب عمر الدقير، البيان الصادر عن سفراء الاتحاد الأوروبي بالخرطوم عقب اجتماعهم بالدكتور عبد الله حمدوك و قال الدقير، وفقا لصحيفة السوداني، “تحاشى بيان سفراء الاتحاد الأوروبي أن يُسمِّي الأشياء بمسمياتها ووصف ما حدث في السودان يوم 25 أكتوبر الماضي بأنه (تدخل عسكري)، بينما هو انقلاب مكتمل الأركان أنفذ إجراءات الانقلابيين التقليدية المعروفة بما ذلك تجريف الدستور الحاكم وحل المؤسسات الدستورية وفرض حالة الطوارئ وقطع الاتصالات والإفراط في القمع الذي راح ضحيته أكثر من أربعين شهيداً ومئات الجرحى والمعتقلين”، وأضاف: “اتفاق 21 نوفمبر ليس خطوةً للأمام في اتجاه العودة للنظام الدستوري، كما يشير البيان الأوروبي بل هو تَدَحْرُجٌ للوراء، لأنه تأسّس على قرارات الانقلاب الذي هو في الأصل نقض للعهد الدستوري بالقوة وبإرادة أحادية.. كما غاب عن البيان أن مصداقية الاتفاق سقطت في أول اختبار له حيث لا يزال العديد من شباب الثورة تحت الاعتقال التعسفي بسبب ممارسة حقهم المشروع في التعبير السلمي عن رؤاهم السياسية، ولا تزال بعض المنابر الإعلامية ممنوعة من العمل، وليس هناك ما يضمن ألّا يقع المزيد من انتهاك الحريات وتضييق الحيز المدني مع سريان حالة الطوارئ”، وقال الدقير: “نُثمِّن مواقف دول الاتحاد الأوروبي الداعِمة لخيارات الشعب السوداني خلال حراك ثورة ديسمبر المجيدة وما بعده ، مستدركا، ولكننا نعتقد أن أي موقف يهدف لحل الأزمة السياسية الراهنة في السودان لن يكون ذا جدوى وسيكون أشبه بالزراعة في تربةٍ عقيمة إذا تجاهل الإرادة الشعبية ولم يُحسِن الإصغاء لأصوات الملايين التي تهدر في مدن السودان المختلفة، رفضاً للانقلاب وكلِّ ما يخرج من رَحِمِه من قرارات ومواثيق وإعلانات”.

موقف عدائي

كمال كرار ، قيادي بالحزب الشيوعي السوداني

من جانبه، شن الحزب الشيوعي السوداني، هجوما عنيفا على سفراء الاتحاد الأوروبي، إذ اعتبر موقفهم من الاتفاق السياسي بأنه موقف عدائي للشعب السوداني، وخيانة لدماء الشهداء، منوها إلى إنه وبهذا الموقف فإنهم يؤكدون عدم حرصهم على التحول الديمقراطي في السودان، واعتبر القيادي بالحزب كمال كرار، والذي تحدث لـ”أفريقيا برس” أن لقاء سفراء الاتحاد الأوروبي بحمدوك، بهدف تسويق وتبرير الانقلاب، وتصويره للشعب السوداني، كأنه المنقذ للازمة السودانية، وكشف كرار عن معلومات جديدة فحواها ” إنه ومنذ بداية الثورة كان المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الأوروبي يضغط على البشير المخلوع لطرح تسوية سياسية مع قوى سياسية وعسكرية تخدم مصالحهم” مؤكدا أن التسوية تجددت الان بعد الثورة مع حمدوك والبرهان، وأكد كرار أن الاتحاد الأوروبي، يخشى من حركة الجماهير على اعتبار أنها سوف تحدث تغيير جذري، وهو الامر، الذي قال عنه كرار، يتنافى مع مصالح الاتحاد الأوروبي والذي أيضا بحسب كرار يريد تغيير محدد يحافظ على مصالحه ويخدم أجندته، وأردف، لذلك سيدعمون انقلاب البرهان وحمدوك بكل السبل، مشيرا إلى أن ذات موقف الاتحاد الأوروبي، يشبه ويتطابق مع موقف المبعوث الاممي في السودان “فوكر” حيث يقول كرار عنه ” الان يبحث عن تسوية مع لجان المقاومة لإقناعها بقبول الاتفاق السياسي”.

موقف متناقض

عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير

وليس ببعيد عن كرار، فإن القيادي، بقوى الحرية والتغيير، والناطق بإسم حزب البعث الاصل، عادل خلف الله، يقول في إفادته لـ”أفريقيا برس”: إن الاتحاد الأوروبي يسعى لشرعنة الانقلاب وتجميله، مؤكدا إنه وجد رفضا غير مسبوق من الشعب السوداني، وأردف، حتى لو وجد الاتفاق السياسي سند إقليمي ودولي فإنه لا يصمد أمام إرادة الشعب السوداني، واعتبر خلف الله، موقف الاتحاد الأوروبي من الاتفاق بالمتناقض مع مواقفه السابقة التي كانت في بداية الثورة حيث بحسب -خلف الله – كان موقف داعم للثورة ومؤيد لها، متسائلا، لماذا تغيير المواقف الان؟ قبل أن يجيب قائلا، الاتحاد الأوروبي لايدعم الثورة والتحول الديمقراطي في السودان فقط يهمه من يحكم في السودان بغض النظر عن كيفيه مجيه للسلطة ، وأكد خلف الله، أن موقف الاتحاد الأوروبي مخزي وخذلان لإرادة الشعوب التي قال عنها لاتقهر حتى لو تكالبت ليها الدول والانظمة القمعية والدكتاتورية، مؤكدا أن إتفاق البرهان – حمدوك، لايملك حلول ديموقراطية لأزمة التطور الوطني، كما أكد أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتكريس الانقلاب وجعله واقعا، محذرا الحكومة من مغبة دخولها في تحالفات اقليمية معادية للشعوب وأهدافه.

تجليات الخطيئة

خالد عمر يوسف “سلك” – وزير شؤون مجلس الوزراء

من جهته دون وزير شؤون مجلس الوزراء السابق، خالد عمر يوسف الشهير بـ(سلك) على صفحته بفيسبوك قائلاً، بيان سفراء الاتحاد الأوروبي يسمي انقلاب 25 اكتوبر ب”التدخل العسكري – military intervention”، و عبد الله حمدوك يواصل السير في طريق الهاوية عبر بذل الجهد لشرعنة الانقلاب ولحشد الدعم لاتفاق 21 نوفمبر الذي لم يجد شعبياً سوى العزلة الجماهيرية والسياسية.

وتابع، اختار حمدوك أن يقف على النقيض من شعبه، وهو خيار يمثل أقصى تجليات الخطيئة، فإرادة الشعب لا تعرف الهزيمة”. وأضاف: “الدعم الدولي للانتقال الديمقراطي مهم ومطلوب، ولكن تظل العبرة بمن يحدد طبيعة هذا الانتقال .. المحدد الرئيسي هو الإرادة الشعبية التي انتصرت في ثورة ديسمبر، والتي ستنتصر على انقلاب 25 أكتوبر، ومن يجافي خيارات شعبنا في الداخل أو الخارج لن يجني شيئاً سوى الهشيم”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here