الاتفاق بين العسكر والقوى السياسية.. هل يصمد؟

68
الاتفاق بين العسكر والقوى السياسية.. هل يصمد؟
الاتفاق بين العسكر والقوى السياسية.. هل يصمد؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. رفض واسع للإتفاق الإطاري الذي سيوقع بين قوى الحرية والتغيير وبعض القوى السياسية مع المكون العسكري، الامر الذي أفرز تساؤلات عديدة على شكلة، هل سيصمد الاتفاق طويلا ؟ وماهي مواقف القوى السياسية الرافضة للاتفاق؟

موعد التوقيع

أعلنت قوى الحرية والتغيير ، أنه سيتم التوقيع على الاتفاق السياسي الإطاري الإثنين المقبل، في خطوة قالت إنها ستؤدي إلى تأسيس سلطة مدنية انتقالية تعمل على إنهاء أزمة البلاد ، وقالت الحرية والتغيير إن الاتفاق على هذا الموعد جاء بعد اجتماع تم مساء الجمعة، ضم القوى الموقعة على الإعلان السياسي، وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، وبحضور دولي. وأصدر مجلس السيادة السوداني بيانا أكد فيه أن توقيع الاتفاق سيتم في الموعد المذكور. والقوى الموقعة على الإعلان السياسي هي: قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية السودانية والحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل والمؤتمر الشعبي.

من هم الرافضون؟

ترفض الاتفاق قوى سياسية وكيانات عريضة أبرزها لجان المقاومة التي تقود التظاهرات ، بجانب الحزب الشيوعي وقوى الحرية والتغيير “التحالف الجذري” و”التوافق الوطني” ، فضلا عن كيانات اجتماعية وأهلية ومبادرة نداء أهل السودان، وحزب المؤتمر الوطني المحلول وأحزاب تتبع للاسلاميين.

صمود الاتفاق

جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

أكد عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر بأن الاتفاق بين قحت والعسكر لن يصمد طويلا لكنه قد يمدد عمر الانقلابيين قليلا، وبرر بأنه لن يصمد لجهة إنه معزول عن جماهير الشعب السوداني، بجانب ان الانقلابيين الشركاء في الاتفاق الاطاري لن يلتزموا بما توافقوا عليه فقد خبرنا تجربة شراكة 2019 التي قال عنها جعفر كشفت حرص الانقلابيين على عرقلة كل مساعي المدنيين وانتزاع الملفات من أيديهم. وأضاف لـ”أفريقيا برس” الاتفاق سيمدد عمر الانقلابيين لانه سيجد مباركة ودعم من الدول الاقليمية والمجتمع الدولي الذين سيدعموا الحكومة الجديدة التي يسيطر عليها العسكريون من خلف جدار..

وقال جعفر، نحن لا نعلم تفاصيل الاتفاق فقد افتقرت المحادثات إلى الشفافية، وتجاوزت القوى الثورية المُمسكة بزمام الشارع وعلى رأسها لجان المقاومة، في حين ضمت قوى لا علاقة لها بالثورة كالمؤتمر الشعبي صانع نظام الإنقاذ. ويقول جعفر، لن ترضى قوى الثورة بوجود البرهان وحميدتي في المشهد السياسي، ناهيك عن منحهم الحصانات وحمايتهم من المحاكمة وان ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة لن يطويها النسيان، وهي من الجرائم ضد الإنسانية التي لا يجوز فيها العفو. ويرى جعفر إنه وحسب ما جاء في تصريحات ياسر عرمان فإن الاتفاق الإطاري، قد أجل القضايا الرئيسية “العدالة، الإصلاح الأمني والعسكري. واتفاق جوبا، وتفكيك نظام 30 يونيو؛ أي بحسب جعفر فإن الاتفاق قد أعطى فقط شرعية للانقلابيين، الذين عجزوا عن الحكم لعام كامل، جراء المقاومة الباسلة. ويرى خضر أن الإبقاء على البرهان وحميدتي يخدم مصلحة الإمارات والسعودية ومصر وإسرائيل الذين يستخدمون برهان وحميدتي كعملاء ومرتزقة في حرب اليمن و ويوظفونهم لنهب الذهب، ويوظفوا تهافتهم لتجميل وجه إسرائيل القبيح. ويقول جعفر: وواضح أن لأمريكا وأوروبا مصالح خفية، مستدلا بما أسماه: تمويل الاتحاد الاروبي للدعم السريع، من قبل، في موضوع الهجرة. وطالب جعفر القوى الثورية بضرورة تنظيم نفسها لتكون قادرة على هزيمة الانقلابيين والمؤتمر الوطني، مشيرا إلى إن تنظيم واستقلالية ووحدة لجان المقاومة هو نواة وحدة قوى الثورة وبشارة النصر.

خيانة عظمى

مجدي تيراب، عضو لجان مقاومة الخرطوم

عضو لجان مقاومة الخرطوم مجدي تيراب قال لـ”أفريقيا برس” إن التسوية بمثابة خيانة عظمى للشهداء، معلنا رفضها، ومتوعدا في ذات الوقت اسقاطها، وأضاف، اسقاط الاتفاق هو المدخل لحل الازمة السياسية وسنعلن التصعيد المستمر من اليوم حتى يتم اسقاطه، وقال تيراب إن القبول بالتسوية يعني تجريب المجرب وتحويل الثورة لمشروع يعترف به الانقلابيين، ويقصم ظهرها. ودعا كافة لجان المقاومة في السودان للإستعداد لمعركة الذي قال بينهم وبين فلول النظام والعسكر والذين اتفقوا معهم من قوى الحرية والتغيير.

مراوغة البرهان

الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد كتب على صفحته في الفيسبوك: مواكب الكرامة خلال الأيام والأشهر القادمة عليها التوجه إلى المكان الصحيح والمطالبة بخروج الرجل الأزمة من كابينة قيادة الجيش السوداني، وأضاف، الخطر الماثل اليوم وغداً علي حاضر ومستقبل الشعب السوداني هو الفريق البرهان وليس فولكر، مشيرا الى أن البرهان هو من قام ويقوم بتكريس حالة التطبيع مع إسرائيل، كما قال إن الفريق البرهان هو من ظل يراوغ طيلة سنوات الثورة المصنوعة ويرفض الإنتقال إلى صندوق الإنتخابات وتمكين الشعب السوداني من حقه في أن يقول كلمته ويحدد مصيره. ويرى عبدالحميد أن البرهان بضعفه وتردده جعل من واقع اللامبالاة سيد الموقف في إدارة الشأن السوداني، مؤكدا إنه ظلّ لاعباً على كل الحبال دون أن يصدق في موقف.. أو يلتزم بكلمة، وختم حديثه: هاهو البرهان يعيد الحرية والتغيير إلى واجهة الفعل السياسي مجدداً.. يعيدهم رغم أنف كل من قال له إن هؤلاء القوم لا قواعد ولا مكان لهم في قلوب وخاطر الشعب السوداني.. ومع هذا سيعيدهم بكامل الصلاحيات، ويضيف، لامعني لمواكب الكرامة إن لم تحدد عدو الوطن الحقيقي في الوقت الحالي..العدو الحقيقي رجل إسمه الفريق عبد الفتاح البرهان.

رفض الاتفاق

هشام الشواني، الناطق باسم مبادرة نداء أهل السودان

أما الناطق باسم نداء أهل السودان هشام السوداني، يرى في حديثه لـ “أفريقيا برس” إن الاتفاق لن يصمد طويلا، مؤكدا إنه ينتج حكومة هشة وسقوطه لا يتجاوز الشهرين، وحذر الشواني العسكر من المضي قدما في اتفاق مع قحت، إذ قال: نعتقد أن القيادة العسكرية والبرهان تحديدا لو مضى في أي شكل من أشكال التسوية الثنائية سوف يكون إرتكب خطأ كبيرا بمعنى جرب المجرب واتضح فشله. وهذه التجربة في نظر الشواني كانت معزولة وضعيفة لذلك اي اتفاق آخر سيكون مصيره مصير الاتفاق الاول والذي في نظر الشواني كان فاشلا.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here