الاعتقالات.. هل توقف وتيرة الجماهير المتسارعة؟

52
الاعتقالات.. هل توقف وتيرة الجماهير المتسارعة؟
الاعتقالات.. هل توقف وتيرة الجماهير المتسارعة؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. شهدت العاصمة السودانية الخرطوم سلسة من الاعتقالات طالت سياسيين من قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة. وأعتبرت قوى الحرية والتغيير أن هذه الاعتقالات تعرقل العملية السياسية في البلاد، كما أنها تدل على عدم رغبة السلطات في المشاورات التي تطرحها الأمم المتحدة، في وقت وصفت فيه الاعتقالات لقياداتها بالكيدية والسياسية.

من هم المعتقلون؟

صورة أرشيفية تجمع القيادين بقوى الحرية والتغيير خالد عمر ووجدي صالح

اعتقلت الأجهزة النظامة القيادي البارز في قوى الحرية والتغيير، وحزب المؤتمر السوداني خالد عمر، خلال اجتماع لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، ولم تتضح حتى الآن أسباب اعتقاله، غير أن مراقبين يرون أن الهدف من الاعتقال؛ إسكات صوت السياسين، وقمعهم على اعتبار أن لديهم تأثير كبير على مخاطبة الشارع وتحريكه لإسقاط الحكومة.

كما اعتقلت السلطات عضو لجنة إزالة التمكين “المجمدة” والقيادي في قوى الحرية والتغيير وجدي صالح، وكتب صالح من داخل السجن في تغريدة عبر تويتر قائلا: إن الشرطة ألقت القبض عليهما وتم تحويلهما والتحفظ عليهما في القسم الشمالي في الخرطوم”، واشتكى وجدي من عدم بدء إجراءات التحري معهما، قبل أن يسارع بتغريدة أخرى موضحا فيها بأنه وجهت له تهمة الخيانة العامة.

لجان المقاومة على خط الاعتقال

وواصلت السلطات حملات اعتقالها، إذ قالت تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم، إن قوة أمنية مشتركة قامت بمداهمة مقر لجان مقاومة منطقة “جنوب الحزام”، وقالت التنسيقية في بيان “إن القوة ما زالت تحتل المقر”، وأضافت: “تعد هذه المداهمة الثانية للمقر خلال شهر، وتعد انتهاكا واضحا على الحريات التي تحاول السلطة الانقلابية تضييقها يوماً بعد يوم”.

هذا وتعد لجان المقاومة المحرك الأساسي للتظاهرات في السودان، كما نجحت في إسقاط النظام السابق، ويرجح أن يكون لها دور كبير في الحراك الذي ينتظم الآن، والذي يسعى لإسقاط الحكومة، إذ تشكل ضغط كبير على المكون العسكري -الحاكم في البلاد – من خلال المواكب والمظاهرات والاعتصامات التي تقودها.

اعتقالات أخرى

كذلك اعتقلت السلطات الثلاثاء الماضي، كاتب بيانات تجمع المهنيين وعضو اللجنة المركزية للأطباء، مهند محمد حامد المشهور بـ”ياو ياو”، وكشف مقربون من حامد أن قوة عسكرية ألقت القبض عليه حيث اقتادته إلى جهة غير معلومة، فيما لم يتم التحقق من أسباب مذكرة التوقيف بحقه، لكن بحسب مراقبين رجحوا لموقع “أفريقيا برس”، أن يكون السبب هو إحصائية لجنة الاطباء بشأن عدد الشهداء في المواكب والتي بحسب ذات المراقبين، تشكل هاجسا على الحكومة لما تتضمنه من أرقام كبيرة ومخيفة.

وقد أثارت البيانات الصادرة عن لجنة الأطباء المركزية حول عدد القتلى والجرحى في المظاهرات خلال الفترة الأخيرة جدلا واسعا حول صحتها، كما أن جميع المنظمات الحقوقية تعمتد في إدانتها للسلطات الأمنية في السودان على بيانات اللجنة.

آلة البطش

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

وتعليقا على تلك الاعتقالات، تقول القيادية بحزب المؤتمر السوداني عبلة كرار، إن الانقلابيين لايملكون سلاحا سوى إستخدام آلة البطش والاعتقالات التعسفية وإستخدام إجراءات الطوارئ الجائرة وغير القانونية للزج بالشرفاء في المعتقلات، وتضيف: “ويسيرون في ذات نهج نظام البشير عندما كان يعلق باعدائه تهما جاهزة ومعدة بواسطة جيوبه في الأجهزة العدلية”، وأدانت عبلة في حديثها لموقع “أفريقيا برس” بشدة الاعتقالات حيث قالت: “ندين بشدة ونستنكر إتجاه النظام الانقلابي لتلفيق التهم الباطلة لأعضاء لجنة إزالة التمكين ومحاولته البائسة في تشويه سمعتهم والزج بهم في غياهب السجون لإسكات صوتهم والحد من تأثيرهم السياسي”، وختمت حديثها قائلة: “وجدي صالح محامي يمتلك حصانة ولايصح أن يتم القبض عليه قبل أخذ الأذن من نقابة المحامين”.

استخدام معيب

نورالدين صلاح، نائب أمين أمانة السياسات العامة بحزب المؤتمر السوداني

بدوره، يرى القيادي في قوى الحرية والتغيير، نور الدين صلاح، أن السلطة الانقلابية تريد إيقاف المد الجماهيري المتزايد ضدها باعتقال كل الناشطين في الفضاء العام سواءاً بالاعتقالات التعسفية أو باستخدام معيب للأجهزة العدلية في مواجهة خصومها، وقال صلاح لموقع “أفريقيا برس”؛ إن هذه الاعتقالات لن تحد من الحراك الثوري الباسل الذي ينظم البلاد سيما أن الثوار يؤمنون بأن إطلاق سراح الوطن وفك أسر المعتقلين، لن يتحقق إلا بضخ مزيد من المعتقلين إلى السجون، ما يعني زيادة وتيرة المقاومة إلى حدها الأعلى الذي يسقط النظام الانقلابي.

استهداف لجان المقاومة

عادل خلف الله
عادل خلف الله، الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني، وقيادي في قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي”.

واستنكر حزب البعث العربي الاشتراكي، مداهمة قوات الانقلاب، لمقر تنسيقية لجان مقاومة جنوب الحزام، واعتبر ذلك دليلا إضافيا على ضيق الانقلابيين بالحريات الديموقراطية، وبحق أبناء وبنات الشعب السوداني في التجمع والتعبير السلميين، وقال عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث في تصريح صحفي؛ إن الانقلابيين يخطون بتسارع مضطرب باتجاه بناء نظام دكتاتوري دموي، يستند إلى القمع ومصادرة الحريات، ولفت خلف الله الانتباه، إلى هذا التطور من القمع المنهجي يستهدف لجان المقاومة على اعتبار أنها القلب النابض للثورة في تقدمها نحو استعادة الانتقال الديموقراطي والحكم المدني. وقال خلف الله: “لقد تبين بما لا يقبل الشك، تصميم النظام، في إطار مسعاه الدموي لإجهاض الثورة، على تفكيك لجان المقاومة، كما يبدو من الحملات المنظمة التي تسبق المواكب المليونية وتلك التي تليها، وحتى في أثناء المواكب، والتي تستهدف اعتقال أعضاء اللجان والناشطين، ولم يستبعد خلف الله، في ضوء هذا الاستهداف الممنهج للناشطين وأعضاء اللجان أن يكون للانقلابيين، الذين حفزوا قواتهم بالإفلات من العقاب، دور في التخطيط والتوجيه لاغتيال الناشطين وأعضاء اللجان، من خلال القمع المفرط والمميت بالرصاص والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here