أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. لاقى حديث -الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس – عن إمكانية قيام الانتخابات قبل موعدها، رفضا واسعا من القوى السياسية، ففي الوقت ، الذي يرى فيه البعض، أن قيام الانتخابات في الوضع الراهن ، يعد هروب من الازمة الوطنية المستفحلة ، حذر البعض الاخر، من قيام الانتخابات ، مؤكدين ، إنه سيؤدي إلى مفاقمة الازمة الراهنة وبقاء عناصر النظام الانقلابي وحلفائهم في السلطة.
حديث فولكر
وقطع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، رئيس البعثة السياسية “يونيتامس” فلوكر بيرتس بقرب انتهاء الأزمة السودانية. وقال “ إنه وخلال الأشهر القليلة القادمة فإن المؤشر الرئيس للعودة إلى مسار انتقالي ديمقراطي سيكون استعادة الفضاء السياسي وهو أمر مهم بشكل خاص قبل الانتخابات في يوليو 2023 عندما يتم تسليم السلطة إلى مدني منتخب” وتابع: “إن الانتخابات قد تعقد في وقت مبكر من المخطط لها”.
رفض الشيوعي
وسارع الحزب الشيوعي، برفض مقترح فولكر، إذ قال في بيان تلقته “أفريقيا برس”، إن إجراء انتخابات عامة مبكرة سيؤدي الى مفاقمة الأزمة الراهنة وبقاء عناصر النظام الانقلابي وحلفائهم في السلطة. ووضع الحزب عدة شروط أكد على ضرورة تحقيقها قبل الشروع في إجراء الانتخابات والتي أبرزها إسقاط النظام الحالي، وتفكيك نظام الإنقاذ، وحل المليشيات، والقصاص للشهداء، وعقد المؤتمر الدستوري. وأشار الحزب إلى أن قيام انتخابات في ظل هذه الظروف سيؤدي إلى مفاقمة الأزمة الراهنة، وبقاء عناصر النظام الانقلابي وحلفائهم في السلطة.
شروط الانتخابات
ويرى القيادي بقوى الحرية والتغيير، عادل خلف الله، أن الانتخابات المبكرة تحتاج إلى شروط أهمها احصاء سكاني، بالاضافة إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد، وتجهيز الأحزاب للإستحقاق الدستوري، وقطع بأن قيامها في وقت مبكر لن يخرج البلاد من أزماتها ، وأنها ستكون غير شفافة في ظل الوضع الانقلابي الذي يعيشه السودان ، وقال خلف الله لموقع “أفريقيا برس” إنهم ضد قيام انتخابات مبكرة، مؤكدا إنها ستأتي بالانقلابين الذين هم الان على سدة الحكم، ونوه إلى أن قيام الانتخابات من شأنه أن يفاقم الاوضاع ويزيد الاوضاع الغير مستقرة أكثر تعقيدا.
تفجير الأوضاع
بينما يقول عضو المكتب السياسي لحركة “حق” مجدي عبدالقيوم “كنب” في إفادته لموقع “أفريقيا برس”: “احيانا تكون الانتخابات سببا فى إدخال الدول في أزمة كما يحدث فى العراق الآن، فليست الانتخابات صندوق اقتراع بل عملية طويلة مرتبطة بسلسلة من الاجراءات والخلاف حول ايا منها كفيل بتفجير الاوضاع كقانون الانتخابات نفسه مثلا او لنقل التعداد السكاني”، منوها إلى أن الحديث عن الانتخابات المبكرة تروج لها دوائر معلومة لها مصلحة في ذلك، وتابع، “مهام الانتقال كثيرة ومنها قضايا حيوية لم تكتمل بعد ولنقل فقط عملية الدمج والتسريح للفصائل المسلحة وكذلك التحاق القوى التي لا زالت تحمل السلاح في عملية السلام”، وأضاف: “كذلك الانتخابات ليست محض عملية اقتراع فقط بل هنالك إجراءات كثيرة تعقبها وتحتاج لوقت أطول”، وختم كنب حديثه بالقول: “لست مع الانتخابات المبكرة صرف النظر عن جاهزية الاحزاب، حتى نتائج الانتخابات نفسها تتسبب احيانا فى تفجير الاوضاع في دول كانت مستقرة قبل الانتخابات”.
أوضاع غير مستقرة
ويرى مراقبون أن الانتخابات لن تحل مشكلة، كما أن قيامها غير ممكن على اعتبار أن الأوضاع الآن في السودان غير مستقرة، مستدلين بالتظاهرات والمواكب التي تخرج بين الفنية والأخرى، مؤكدين أنها مهدد حقيقي للإنتخابات، ودعا المراقبون إلى ضرورة أن تحقق الحكومة أهم مطالب الفترة الانتقالية والتي ابرزها القصاص للشهداء وتحقيق السلام ومن ثم تتجه للإنتخابات، مؤكدين أن ذلك لن يحدث خلال عام، وأكدوا أن الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة ستقابلها دعوات بالرفض سيما وأن البيئة السياسية غير مهيأة في معظم القوى السياسية، وأن الخلافات بينها ستلقي بظلالها على المشهد السياسي، لذلك بحسب المراقبين؛ من الصعب إجراؤها في وقت مبكر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
