بقلم: أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. صب رئيس مجلس السيادة الفريق أول، عبدالفتاح البرهان جام غضبه على البعثات الأجنبية في السودان حيث إتهمها بإثارة الفتن ضد الجيش السوداني، في وقت تعهد فيه بإتخاذ إجراءات بحقها، بينما يتمدد السؤال، هل تعدت البعثات الأجنبية الخطوط الحمراء؟
تحذيرات علنية

وتعليقا على الحديث الساخن الذي أطلقه البرهان، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب في إفادته لـ”أفريقيا برس”: تصريحات السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان بخصوص تعليقات سياسية و تدخلات الدبلوماسيين الأجانب في العلاقة بين الجيش السوداني والمكون المدني هي تندرج ضمن التحذيرات العلنية المقصود بها التنبيه والتحذير وهي خطوات تأتي دوما قبل اتخاذ خطوات أكثر حزما وتابع، وبما ان معظم التدخلات والتعليقات تأتي من قبل دبلوماسيين يمثلون دول مانحة للسودان فإن رئيس مجلس السيادة لا يرغب في أزمة دبلوماسية معها ويريد بهذا التحذير العلني إرغام البعثات الدبلوماسية على مراعاة الوضع الحساس للقوات المسلحة لتجنب أزمة دبلوماسية مع الحكومة الانتقالية.
خطورة البعثات

أستاذ السياسة الخارجية بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية السودانية، عبدالرحمن أبوخريس يرى تصريحات البرهان بشأن ماتقوم به السفارات الأجنبية في السودان جاءت في توقيت السودان يسعى فيه لتحقيق التحول الديمقراطي بصورة سليمة وبطريقة سلسة، لذلك بحسب أبوخريس، فإن البرهان شعر بالخطر من حالة عدم تحقيق هذه الهدف وأن تصريحاته التي أطلقها رسالة للسفارات فحواها “إننا في طريق التحول الديمقراطي فلا تفسدوها بإثارة الفتن”، واتفق ابوخريس مع البرهان حول ماتقوم به السفارات، مؤكدا أنها تهدد الامن القومي وهو الامر الذي يجعل هنالك عدم استقرار سياسي وبالتالي في حالة عدم الاستقرار لن يكون تحول ديمقراطي، وقال ابوخريس لـ”أفريقيا برس”؛ إن البعثات الدبلوماسية تعدت مهمام عملها وتجاوزت إتفاقية ڤينا للعلاقات الدولية والتي نصت على عدم التدخل في الشأن الداخلي، مؤكدا أن مهام البعثات الدبلوماسبة تحقيق المصالح المشتركة مابين الدولة المرسلة والدولة المستقبلة فيها ، واضاف، يفترض أن تنأى هذه السفارات عن اي صراع داخلي وان تكون محايدة ولا تخل بعملها، مشيرا إلى أن اي تدخل منها يعد إنتهاك للسيادة الوطنية ويعتبر عمل غير مرغوب فيه، مؤكدا إنه من حق الحكومة أن تتدخل بحيث يمكن طرد هذه البعثات أو بإطلاق تحذيرات من عدم تكرار التدخل، والذي أكد ابوخريس إنه تدخل يسعى لتأجيج الصراع وخلق الفتن بين أبناء الشعب الواحد.
معلومات مضبوطة

فيما يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير، مجدي عبدالقيوم “كنب” في مجمل إفادته لـ”أفريقيا برس”: “اذا كان البرهان يتحدث من واقع معلومات مضبوطة بمعنى أن الاجهزة الاستخباراتية تملك ادلة من خلال واقيع محددة بشأن ماتقوم به البعثات الأجنبية في السودان فهذا مفهوم مع أن طبيعة العمل الدبلوماسى تمايز الخطوط فيه دقيق والخط الفاصل رفيع جدا” ، وتابع: “لذلك لا استطيع القول إن البعثات الدبلوماسية تخطت الخطوط الحمراء، ام لا، فهذا يستلزم معرفة تفاصيل ولم نقرا ما يشىء بان هناك ثمة قضية محددة اثيرت فى السياق”.
تصريحات متأخرة

لكن الخبير العسكري العميد ياسر أحمد الخزين، لديه راي مختلف عن الحديث السابق، إذ قال في إفادته لـ”أفريقيا برس”؛ إن تصريحات البرهان جاءت متاخرة، وكان منذ أبن عوف الذي خلع البشير أن يتم استدعاء سفراء الدول الأجنبية الذين كان يشاركون مع الثوار اعتصامهم في القيادة العامة، فضلا على مخاطبتهم بأنهم اشخاص غير مرغوب فيهم وعليهم مغادرة البلاد فورا، وأضاف، لاتوجد دولة في العالم تحترم سيادتها الوطنية أن تسمح بسفراء دول أخرى الجلوس مع متظاهرون أمام قيادة جيشها الذي يمثل رمزية البلاد وسيادتها، بل مع الجلوس تناول معهم الوجبات وعقد اللقاءات أمام مرى ومسمع السلطات الامنية و وزارة الخارجية السودانية، وقطع بأنه لايمكن أن يجتمع اي سفير سوداني في الخارج مع ناشطين سياسيين ورؤساء أحزاب داخل السفارة السودانية في تلك الدول والتفاكر بشأن بلدهم دون علم مخابرات تلك الدول ، مشيرا إلى أن هذا يحدث مع سفراء أجانب في السودان، مؤكدا إنه نشاط سياسي يخالف النظم الدولية والبرتكولات السياسية والاعراف الدبلوماسية، واردف، وكان السودان عاد مجددا للإستعمار والوصايا تحت التاج البريطاني ، منوها إلى إنه تجاوز ويتم بغرض تأليب الجيش مستدلا بشعارات “معليش .. معليش ماعندنا جيش” التي رفعت في التظاهرات، وحذر الخزين قائلا “هذه الشعارات لإيجاد شرخ بين الجيش و الشعب من جهة وداخل المنظومة العسكرية من جهة أخرى وهذه الغاية القديمة المتجددة بهدف تفكيك الجيش وإضعافه وذلك عبر هيكلته وفق عقيدة جديدة توافق أهواء مخابرات تلك الدول الأجنبية ” وطالب الخزين البرهان بإستدعاء سفراء الدول الأجنبية والذي- قال إنهم استباحوا حرمة البلاد وسيادتها الوطنية- ولفت نظرهم عبر وزارة الخارجية، إن لم يكن انهاء فترة عملهم، فضلا عن مخاطبة دولهم لكي يتم استبدالهم بسفراء يحترمون الاعراف الدبلوماسية والسيادة الوطنية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس