التشكيل الوزاري الجديد هل ينقذ السودان من أزمته الراهنة ؟

77
حمدوك يتلقى تنويراً حول تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد
حمدوك يتلقى تنويراً حول تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. بضع أيام تفصل عن التشكيل الوزاري الجديد لحكومة الفترة الانتقالية السودانية بعد عامين من الاطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير ، وشهدت فترة مابعد الإطاحة اوضاعاً إقتصادية متردية رغم انها حققت نجاحا مهماً في الملفات الخارجية والاتفاقات الدولية على رأسها إزالة اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب.

يأتي التشكيل الوزاري واجزاء واسعة من السودان تشهد احتجاجات مستمرة تندد بانعدام الخدمات الأساسية كالوقود والخبز وانقطاع التيار الكهربائي.

اكتمال الترشيحات

أبلغ مصدر في المجلس السيادي أفريقيا برس بأن المجلس تسلم أسماء المرشحين للوزارات مع إجراء الفحص الأمني قبل تسليمها الى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لاختيار الوزراء.

ومن المتوقع أن يبقي رئيس الوزراء السوداني على بعض الوزراء الحاليين، وأبرزهم وزير الري ياسر عباس، ووزير العدل نصر الدين عبد الباري، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح.

وكان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير قد اجاز في اجتماع قبل يومين قائمة المرشحين للحكومة الجديدة، توطئة لرفعها لرئيس مجلس الوزراء، ومن المتوقع بحسب المصادر الرسمية إعلان الحكومة السودانية الجديدة في الرابع من فبراير المقبل.

وسحب تجمع القوى المدنية، مناديبه من اجتماع المجلس المركزي للحرية والتغيير و الخاص باجازة ترشيحات مجلس الوزراء.

محاصصة حزبية

يقول الصحفي و رئيس تحرير موقع الساقية برس معتصم الشعدينابي ” بما أن التشكيل محصور في تنظيمات وكتل محددة، وهناك توافق على ذلك بنص اتفاق السلام وقبله الوثيقة الدستورية فهذا يعني أنه لا يخرج عن المحاصصة الحزبية، ولكن تحاول الجهات المعنية بتقاسم السلطة تغبيش هذه الحقيقة بالحديث عن اختيار أكثر المرشحين كفاءة من بين حصة كل حزب”.

ويضيف الشعدينابي لموقع أفريقيا برس “أما عن حل الأزمة الحالية فمن الصعب أن تنتهي الضائقة المعيشية ويتبدل الحال بمجرد تبادل الكراسي بين وزراء لا فرق يذكر بين سلفهم وخلفهم”.

وأشار إلى أن الازمة الاقتصادية والوزراء الجدد تحكمهم ميزانية مصادق عليها وليس أمامهم غير تسيير الأعمال كيفما اتفق، واردف هذا ما يجعل المدة المتبقية من الفترة الانتقالية فترة للتجريب واكتساب (الخبرة والاحتكاك) على حساب قضايا ملحة ينتظر المواطن معالجتها.

وفي ذات الاتجاه يتفق الكاتب الصحفي السماني عوض الله مع ما قاله الشعدينابي ويقول لموقع أفريقيا برس إن التشكيل يمضي حتى الآن في اتجاه المحاصصات الحزبية والكتل الاخرى ورهن ذلك أن يقوم رئيس الوزراء باتخاذ خطوة دون ذلك ويتجاوز أخطاء الحكومة الحالية التي لم تكن ذات كفاءة. وعلل سبب تأخير التشكيل الوزاري إلى المحاصصات الحزبية وكشف أن كل كتلة تريد أن تأخذ نصيبها من التشكيل.

واستبعد السماني من أن تقوم الحكومة بحل الأزمات الحالية التي يشهدها السودان ورهن ذلك في حالتين الأولى أن تكون هناك مساعدات خارجية كبيرة وقروض ومنح. الثانية التركيز على الإنتاج والإنتاجية والتوجه نحو الزراعة.

و يرى المحلل السياسي طلال إسماعيل أن التشكيل الوزاري الجديد يعتمد على مبدأ تقسيم الحقائب الوزارية بناءً على اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة في جوبا، كما أنها تستند على اتفاق سياسي خاص بقوى إعلان الحرية والتغيير بضرورة ترشيح وزراء من القوى السياسية بدلا عن اعتماد مبدأ الكفاءات وأضاف لذلك يغلب الطابع الحزبي على الحكومة الجديدة المتوقع تشكيلها بخلاف الحكومة الانتقالية الحالية المنتهية صلاحيتها في ٤ فبراير.

ووصل سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني 316 جنيه مع ارتفاع حاد لمعظم السلع الرئيسة والخدمات الاساسية ، و بحسب إحصاءات رسمية يعيش نحو 60 % من الشعب السوداني تحت خط الفقر.
ويأمل الشعب السوداني في التشكيل الجديد أن يضع حداً لمعاناته التي طال أمدها.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here