الحزب الشيوعي: بعد وقف الحرب سوف نناضل حتى تحقيق شعارات الثورة

53
الحزب الشيوعي : بعد وقف الحرب سوف نناضل حتى تحقيق شعارات الثورة
الحزب الشيوعي : بعد وقف الحرب سوف نناضل حتى تحقيق شعارات الثورة

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أكد القيادي في الحزب الشيوعي السوداني كمال كرار، موقف الحزب الرافض لاستخدام السلاح لتحقيق أجندات سياسية، مشددًا على ضرورة إنهاء الحرب من خلال مفاوضات السلام. وأضاف في حوار مع “أفريقيا برس”، أن الخاسر الأكبر من الحرب هو الشعب السوداني، مطالبًا بضغط شعبي لتحقيق وقف إطلاق النار. كما أوضح أن الحزب الشيوعي انسحب من “قحت” لعدم توافقه مع أهداف الثورة ولتأييد الحكومة لسياسات اقتصادية لا تخدم الشعب. وأكد أن الحزب سيواصل النضال لتحقيق شعارات الثورة، خاصة بعد وقف الحرب، من خلال “تحالف قوى التغيير الجذري”، وأبرزها عودة الجيش للثكنات وحل قوات الدعم السريع.

ما هو موقف الحزب الشيوعي من التقدم الذي يحرزه الجيش في العاصمة الخرطوم أمام قوات الدعم السريع؟

موقفنا المبدئي هو دعم السلام ورفض الحرب واستخدام السلاح لتحقيق أجندات سياسية. منذ البداية أكدنا أن الحرب لن تفرز منتصرًا أو مهزومًا، بل الخاسر الوحيد هو السودان وشعبه. هذا الأمر أصبح واضحًا بعد مرور أكثر من 17 شهرًا على اندلاع الحرب. الآلاف من المدنيين الأبرياء قُتلوا، والعديد من الجرحى والملايين إما نزحوا أو لجأوا إلى الخارج. نناشد بضرورة وقف إطلاق النار ونطالب بضغط شعبي على الأطراف المتنازعة لتحقيق هذا الهدف.

في حال حسم الجيش السوداني المعركة لصالحه، ما هو مستقبل “تقدم” السياسي سيما إنها تتهم بأنها مساندة للدعم السريع؟

كل الحروب في السودان انتهت على طاولة المفاوضات، وهذه الحرب ليست استثناء. ستتوقف، ولكننا، إلى جانب قوى ثورية أخرى، سنواصل النضال فور وقفها. سنطالب بتحقيق أهداف ثورة ديسمبر، بما في ذلك شعار “العسكر إلى الثكنات والجنجويد ينحل” ( قوات الدعم السريع). الشعب السوداني سيحكم على مواقف جميع الأطراف، العسكرية والمدنية، عندما يسترد ثورته وسلطته.

البعض يقول إن الحزب الشيوعي كان يتنبأ بهذا الوضع، حيث خرج من تقدم “قحت” سابقاً، مدركاً بأنها ستنحاز لقوات الدعم السريع لذلك خرج من كل التحالفات.. هل هذا صحيح؟

خرجنا من “قحت” ببيان مشهود كانت خلاصته أن حكومتها انحرفت عن أهداف الثورة ولم تعد تمثل الثوار. استند هذا القرار إلى العديد من الأسباب التي دفعتنا إلى اتخاذه. شعرنا أن المسار الذي اتبعته الحكومة لم يعد يعكس تطلعات الشعب السوداني أو مبادئ ثورة ديسمبر التي ضحى من أجلها الشعب.

وقلنا إن قوى الحرية والتغيير “قحت” كانت تتآمر على توصيات اللجنة الاقتصادية للحرية والتغيير، وتقف إلى جانب سياسات الحكومة الداعمة لتحرير السلع الأساسية ورفع الدعم، واعتماد توصيات صندوق النقد الدولي. هذه السياسات تتعارض مع أهداف الثورة، وقد كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعتنا إلى اتخاذ قرار الانسحاب.

وبعد تشكيل هياكل السلطة الانتقالية، ما زالت بلادنا تواجه الأزمات نفسها. تعمل السلطة الانتقالية على تقليص الحريات وانتهاك الحقوق في محاولة لوقف المد الثوري، مما أدى إلى إفراغ شعار الثورة “حرية، سلام، وعدالة” من معناه الحقيقي.

تلك كانت فقرات من البيان الذي أصدرناه في نوفمبر 2020 بعد انسحابنا من “قحت”.

أما بخصوص مليشيات الدعم السريع، فقد جعلتها الوثيقة الدستورية قوة نظامية بموافقة قوى الحرية والتغيير (قحت) وقيادة الجيش. تم تعيين قائدها نائبًا لرئيس المجلس السيادي، ومنحوه صلاحيات واسعة. والجيش نفسه كان له دور في تشكيل هذه المليشيات، مما جعلها جزءًا من المشهد العسكري والسياسي السوداني.

إلى أين يتجه الحزب الشيوعي بعد وقف الحرب، وما هي البرامج التي سيطرحها للجماهير؟

البرنامج كان موجودًا بالفعل، وقاعدته إعلان قوى الحرية والتغيير والمواثيق التي تم توقيعها سابقًا. منذ انسحابنا من “قحت”، واصلنا العمل على بناء جبهة واسعة من القوى التي تسعى للتغيير الجذري. وفي يوليو 2021، تم تأسيس “تحالف قوى التغيير الجذري”. نعتقد أن المستقبل لهذا التحالف لأنه يمثل صوت غالبية الشعب ويهدف إلى استرداد الثورة وتحقيق أهدافها.

كيف تنظر لاتهام الإمارات للجيش السوداني بقصف مبانيها في الخرطوم، وكيف تعلق على رد الحكومة السودانية؟

هذه الاتهامات المتبادلة والنفي المتبادل الآن ستُطرح جميعها على طاولة لجنة تحقيق وطنية ودولية، لتحديد المتورطين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. لن يفلت أحد من العقاب، حيث يتوقع أن تتناول اللجنة تلك الجرائم التي أسهمت في تكريس الإفلات من العقاب الذي ألحق ضررًا كبيرًا بالبلاد. بعد وقف الحرب، ستنكشف الحقائق وسيتضح كل شيء، مما سيساعد في تحقيق العدالة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here