الحكومة القادمة..من أي حاضنة ستشكل؟

269

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ثمة تسأولات كثيرة بشأن تشكيل الحكومة القادمة تدور في أذهان الكثرين، أبرزها، هل ستكون من الكفاءات المستقلة؟ أم ستشكل من الأحزاب السياسية سيما الموالية للعسكر؟ وهل ستشمل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير؟ وكيف سيكون حظ الإسلاميين في التشكيل الوزاري القادم؟ وهل سيرتضي بها الشارع؟ ..”أفريقيا برس” طرحت الاسئلة أعلاه على الخبراء والسياسين، فخرجت منهم بالحصيلة التالية؟

تحالف أضداد

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي في حزب الأمة القومي عروة الصادق في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ إن العسكر فكروا بالانفراد في تكوين الحكومة منذ أيام خلت وحاولوا أيجاد حواضن أشمل وأوسع من مجموعة القصر، وفي سبيل ذلك تنافسوا فيما بينهم فالجيش، يقول عروة عنه: “له تحالف يتخلق كحاضنة، والدعم السريع له نفس الشيء”، مؤكدا أن كلا التحالفين تحالف أضداد، ولا انسجام ولا برنامج مشترك ولا ميثاق ملزم بينهم، متوقعا أن يتم تشكيل الحكومة من قوى مدنية كما هو الحال في مجلس السيادة الحالي، مستدركا، ولكنها ستكون داجنة من قوى الانقلاب وبقايا سدنة النظام السابق، مشيرا الى أن من يقبل المشاركة في الحكومة سيقبل بتوجيهات العسكر، مؤكدا أن الحكومة القادمة لن تجد تأييدا من الشارع والمجتمع الدولي، سيما بعد الإتيان بفلول النظام السابق من عناصره الإخوانية المتشددة وجماعات العمل الجهادوي والعمليات الخاصة والأمن الشعبي، وهو الأمر الذي أجمعت قوى الثورة بحسب عروة على رفضه واجمعت على التصدي له كل يوم.

قفزة في الظلام

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

بالنسبة للقيادية بحزب المؤتمر السوداني عبلة كرار، فإن تشكيل الحكومة القادمة من قبل العسكر سيكون قفزة جديدة في الظلام وستمايز بشكل قاطع القوى السياسية المصطفة مع قوى الشارع وتطلعات السودانيين للوصول للتحول المدني الديمقراطي والقوى السياسية المصطفة مع الانقلاب والعاملة بكل جهدها على شرعنته، وتابعت، “كما هو واضح فإن هذا الانقلاب مدعوم من قوى ما يسمى بالوفاق الوطني ولاحقا تكشفت الحبال السرية التي تربطه مع النظام المباد وأيضا التحق به من الداعمين من القوى السياسية كالاتحادي الأصل والاتحادي جناح يوسف محمد زين بالإضافة لقوى أهلية تقليدية متنافرة ومثال لتلك القوي الأهلية قبائل شرق السودان وأطراف العملية السلمية بموجب اتفاق جوبا والذين سيكون لديهم نصيبهم من تشكيل تلك الحكومة”، وتوقعت عبلة بأن يواجه الانقلابيون صعوبات بالغة في إحداث توافق بين كل تلك المتناقضات والمتنافرات السياسية وستذهب أدراج الرياح جميع الالتزامات التي برر بها الانقلابيون قيام انقلابهم بسعيهم لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وأضافت، كذلك سيكون تشكيل تلك الحكومة بداية لانهيار هذه القوى السياسية وهذا الانقلاب وسيكون تشكيلها أيضا وقودا يمد الحراك الثوري بالمزيد من الزخم والحيوية، وبشأن موقفهم من تشكيل القادمة، تقول عبلة في حديثها لموقع “أفريقيا برس”؛ “موقفنا من تشكيل تلك الحكومة سيكون عدم الاعتراف بها وبشرعيتها مثلها مثل الانقلاب وسنعمل على اسقاطها مع من أتى بها وشكلها من الانقلابيين العسكريين والمدنيين.

موقف مبدئي

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

جزم عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، أحمد حضرة بأنهم لن يشاركوا في حكومة العسكر القادمة، متعهدا بأنهم سيسقطون أي حكومة يتم تشكيلها من العسكر، وأردف، “نحن في قلب الشارع المقاوم للإنقلاب وسنسقطه بإذن الله”، وقال حضرة لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن ما رفعه الانقلابيون من شعارات مثل تكوينهم لحكومة من كفاءات مستقلة لا يمكن أن تتحقق على اعتبار إنه ليس هنالك كفاءات وطنية مخلصة ستقبل بأن تشارك في الحكومة، وتوقع حضرة بأن الحكومة ستشكل من الأحزاب الموالية للإنقلاب، جازما بأنها تخرج منهم، وختم حديثه، “موقفنا مبدئيا رفض الانقلاب نفسه وكل ما يترتب عليه من اي آليات فلا يعنينا مجلس سيادة أو حكومتة في شيء”.

تسوية قادمة

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب في تصريح لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن الوضع السياسي في السودان بعد فشل زلزال ستة ابريل بات جاهزا لاستقبال تسوية سياسية لأن أهم شروط نجاح أي تسوية سياسية هي يأس الأطراف السياسية السودانية من أن تفرض منفردة وجهة نظرها تجاه كيفية تكوين الحكومة الانتقالية”، وأضاف “توجد في الوقت الحالي عدة مبادرات سياسية أهمها مبادرة الميرغني التي يبدو انها قد تكتسح الساحة السياسية في ظل التنسيق المعلن بين الاتحادي الديمقراطي الأصل وحزب الأمة القومي، وبما انهما اكبر حزبين في السودان وهما ايضا اكثر حزبين جاهزين للخوض في انتخابات”، ويقول الفاتح إن تنسيق بينهما سيكون له اهمية كبيرة في تحقيق الاستقرار السياسي ومن السهل عليهما الاستعانة ببعض الاحزاب السياسيه لبناء حكومة توافق سياسي سوداني، ومضى الفاتح قائلا “اما المجلس المركزي لقوي الحرية والتغيير بعد لقائه بوفد الجبهة الثورية وتسلمه مبادرة الجبهة الثورية صرح بانه منفتح لدراسة مبادرة الجبهة الثورية وعليه لا يوجد عمليا ما يمنع من رجوع قحت للحكومة الانتقالية”، مستدركا “لكن من المؤكد انها في حال رجعت لن تحكم وحدها بل ضمن تحالف سياسي عريض يضم أكبر حزبين في السودان أي حزبي الأمة والاتحادي الأصل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here