الحوار..هل سيخرج السودان من أزماته؟

14
الحوار..هل سيخرج السودان من أزماته؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. إنطلق الحوار المباشر بين بعض الأطراف السياسية والمكون العسكري في الخرطوم، برعاية الآلية الثلاثية لحل الأزمة في البلاد، فيما غابت عنه قوى إعلان الحرية والتغيير “المجلس المجلس المركزي” وتجمع المهنيين ولجان المقاومة، والحزب الشيوعي .. فهل سيكون الحوار المخرج للأزمة السودانية؟

وقفة المجتمع الدولي

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية ابتدر جلسة إجرائية في يوم الاربعاء ورفع جلسات الإنعقاد إلى يوم الأحد في غياب كامل للجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوي الحرية والتغيير والحزب الشيوعي، مستدركا؛ لكن كانت المفاجأة الأبرز هي انعقاد جلسة تفاوضية مباشرة بين قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” وبين المكون العسكري في منزل السفير السعودي وهو اللقاء الذي قال عنه الفاتح من دونه يصعب التوصل إلى اتفاق تسوية سياسية جديدة، مستدلا بإعلان سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية في بيانين منفصلين حيث قالا؛ إن اللقاء آمن على إعلاء مصلحة السودان أولا وايضا على إشراك كل أصحاب المصلحة من القوى السياسية، وقد أكدت كل سفارة في بيانها على أن لقاء قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” والمكون العسكري ليس بديلا للحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية، وهذا يعني في نظر الفاتح ان الترتيبات تجري على قدم وساق لإدخال قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” في المفاوضات التي تشرف عليها الآلية الثلاثية، وهذا الأمر إن تم بحسب الفاتح فان من المتوقع دخول الحزب الشيوعي في الحوار حتى لا يصبح جسما معزولا عن العملية السياسية، في وقت قال فيه الفاتح إن المجتمع الدولي يقف بقوة خلف إنجاح الحوار وصولا لتكوين حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية سيما وإن مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية بحسب الفاتح ركزت في كل أحاديثها عن المخاوف من انهيار الاقتصاد السوداني، كما قالت ان مصلحة السودان تتطلب من الجميع تقديم تنازلات للوصول إلى اتفاق تسوية سياسية جديد يفضي إلى حكومة بقيادة مدنية تقود البلاد لانتخابات شفافة ونزيهة.

بداية غير موفقة

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية
عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

ويرى الباحث في العلوم السياسية عبدالقادر محمود صالح، أن انطلاق فعاليات الحوار السياسي بين المكون العسكري والجبهة الثورية والمؤتمر الشعبي وبعض الشخصيات ذات الوزن الإعلامي الرشيق، لا يعكس سوى ذات المنهجية التي كان يستخدمها النظام البائد لشغل الرأي العام المحلي والدولي بجدية النظام حول مسألة الديمقراطية والاستقرار السياسي، وقال صالح لموقع “أفريقيا برس”؛ إن بداية الحوار غير موفقة ولن تثمر في إيجاد منعطف جديد للخروج من عنق الزجاجة، فمكونات الحوار يقول عنها صالح لا وزن لها في الحراك الثوري السوداني، بما فيها قادة المكون العسكري نفسهم، وأضاف “في رأيي استجابة الآلية الثلاثية لإطلاق الحوار دون الفاعلين السياسيين وأصحاب المصلحة الحقيقيين، جاء نتيجة لضغوط محلية وإقليمية للقفز من مربع الجمود السياسي إلى مربع الحوار الانقلابي-الانقلابي ومن ثم تجنب اللوم من قبل المجتمع الدولي بعدم رغبة المكون العسكري في الحوار السياسي”، ويرى أن إنطلاق الحوار نفسه، يؤكد البداية الفعلية لاعتراف الآلية الثلاثية التي تمثل مصالح القوى الفاعلة في المجتمع الدولي بالحكم العسكري الراهن، وأضاف “لذلك لا أرى أن هذا الحوار سوف يؤدي إلى توافق سياسي حقيقي يعبر عن تطلعات جماهير الشعب السوداني وقواه الثورية الحية، بل على العكس من ذلك وبشكل عفوي”، إذ يقول صالح توحدت القوى الثورية بمختلف أشكالها على شعار اللاءات الثلاث، “لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية”، وتجسدت هذه الوحدة في رفضها مبدئيا لهذا الحوار وعدم تسجيل الحضور.

الخطة “ب”

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حيدر المكاشفي يرى أن الحوار الذي عقدته الآلية مع القوى السياسية سيفشل في إنهاء الأزمة، واضاف في مقال له؛ حتى لو انتهى الحوار إلى اختيار رئيس وزراء وتعيين الحكومة نتوقع استمرار الأزمة ربما بأشد مما كانت عليه، منوها إلى إنه ستستمر التظاهرات من جانب الشارع، وسيقابلها عنف السلطة وتواصل عمليات القتل، متسائلا ثم ماذا بعد الحوار؟ وتبدو إجابة هذا السؤال بحسب المكاشفي معروفة سلفا من واقع جملة شواهد وحيثيات، أبرزها؛ إنه وبعد فشل الحوار ونهاية مهمة الآلية الثلاثية يقول المكاشفي سيلوح العسكريون مجددا بكرت خطتهم “ب” وهي الانتخابات المبكرة وكذلك بمن حضر، فكثيرا ما كان العسكريون يلوحون بكرتين كلما ضاق عليهم الخناق، كرت التوافق الوطني وكرت الانتخابات، ولعل هذا التكتيك بحسب المكاشفي جعلهم يسارعون في خطوة دراماتيكية عجيبة للتحول مائة وثمانين درجة من خانة العداء السافر للبعثة الأممية ورئيسها فولكر وحوار الآلية، لداعمين بلا حدود للبعثة وللحوار، ولا تفسير لهذا التحول الكبير سوى أنهم أعدوا عدتهم لما يخدم خطتهم، ولهذا وبعد الفشل المتوقع لحوار الآلية سيعملون على تنفيذ الخطة البديلة “ب”؛ الانتخابات المبكرة بمن حضر لمنح شرعية زائفة لانقلابهم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here