السيسي في الخرطوم في زيارة تخيف الجارة أثيوبيا

77

بقلم : بدرالدين خلف الله

تقارب سوداني مصري وسط حراك دبلوماسي وعسكري كبير بين الخرطوم والقاهرة في الآونة الأخيرة يأتي مع استمرار توترات الحدود بين السودان وأثيوبيا و تفاقم الخلافات حول سد النهضة واقتراب الملء الثاني للسد وسط مخاوف مصر والسودان .

تنظر الجارة الإثيوبية إلى زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أنها توحيد لموقف القاهرة والخرطوم ضد مواقفها حول سد النهضة لاسيما وأن أديس أبابا درجت على اتهام طرف ثالث يدفع العسكريين في السودان إلى خوض حرب مع إثيوبيا.

وفي ذات الاتجاه وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في زيارة رسمية يرافقه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وتناولت المباحثات تطوير التعاون وتعزيز القضايا المشتركة بينهما. وفسر المراقبون الخطوة بأنها بحث أثيوبي لحلفاء جدد في المنطقة للوقوف مع أديس أبابا في أزمتها المستفحلة.

مباحثات الرئيسين

تناولت مباحثات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي و رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان بالقصر الجمهوري السوداني مستجدات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي بإعتباره ملف يمس صميم المصالح الحيوية لمصر والسودان بوصفهما دولتي المصب في حوض النيل.
وأوضح الرئيس المصري في تصريح صحفي عقب المباحثات المشتركة مع رئيس مجلس السيادة ، بالقصر الجمهوري أن مصر والسودان إتفقا علي أهمية الإستمرار في التنسيق والتشاور حول هذا الشأن ، مبيناََ أن البلدين أكدا أهمية العودة لمفاوضات جادة وفعالة بهدف التوصل في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل إلى إتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناََ بشأن ملء وتشغيل سد النهضة وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويعزز أواصر التعاون والتكامل بين شعوب المنطقة.
وقال الرئيس المصري إن هناك تطابق في الرؤى بين البلدين بشأن رفض أي نهج يقوم على السعي لفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب وهو ماتجسد في إعلان إثيوبيا عن نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة حتى إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق ينظم الملء والتشغيل ، مما سيلحق أضراراََ جسيمة بمصالح مصر والسودان.

اتفاف على مسار التفاوض

اتفق السودان ومصر على مسار المفاوضات من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة للتوسط في العملية التفاوضية وهي الآلية التي إقترحها السودان وأيدتها مصر والتي تهدف لدعم جهود رئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية الرامية لتعظيم فرص نجاح مسار المفاوضات.

دعم مصر للسودان

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد دعم مصر للسودان في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وقال إن العلاقات السودانية المصرية شهدت زخماََ يستحق الإشادة على مدار المرحلة الماضية والمتمثل في إرتقاء مستوى التنسيق بين حكومتي البلدين عبر الزيارات المتبادلة و التشاور المكثف والمستمر وهو الجهد الذي يهدف في مجمله، لتكثيف التنسيق السياسي وتنفيذ مشروعات في عدد من المجالات الحيوية بين البلدين .

في الجانب الآخر أعلن رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان توصل السودان ومصر إلى رؤى موحدة تخدم تقدم وتطور ونماء شعبيهما وتسهم في استقرار الدولتين.

تعزيز للتعاون المشترك

وكان الجيشان السوداني و المصري وقعا اتفاقية للتعاون العسكري في مجال التدريب وتأمين الحدود، وتأتي الاتفاقية بعد أشهر قليلة من أول زيارة من نوعها إلى الخرطوم يقوم بها قادة القوات المسلحة المصرية.
وأعقب ذلك مناورات جوية للجيشين السوداني والمصري بقاعدة مروي شمال السودان تعد أيضاً المرة الأولى في تاريخهما.
في ذات السياق اعتبر رئيس هيئة أركان الجيش الفريق أول محمد عثمان الحسين أن الهدف من الاتفاقيات والمناورات العسكرية تحقيق الأمن القومي المشترك للبلدين عن طريق بناء قوات مسلحة قوية البناء .

عدم اعتراض

وفي ظل خشية أثيوبيا من التقارب المصري السوداني أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي لـ”سكاي نيوز عربية”،أن أديس أبابا ليس لديها مشكلة من توقيع أي اتفاقيات بين السودان ومصر ما لم توجه ضد إثيوبيا.
وقال مفتي إن “مصر والسودان دولتان ذات سيادة، ويمكنهما أن تفعلا أي شيء معا يمكنهما أن توقعا على أي اتفاقيات سواء كان عسكريا او اقتصاديا أو تجاريا، ما دامت لا توجه ضد إثيوبيا نحن لا نعترض على أي معاهدة توقعان عليها .

رسالة لإثيوبيا

الصحفي والمحلل السياسي محمد عيسى لفت في حديثه لموقع أفريقيا برس إلى أن الهدف من زيارة السيسي للخرطوم هو أن السودان يود إرسال رسالة محددة لإثيوبيا التي تتواتر الأنباء عن تحشيد قواتها على الحدود وبجانبها إرتريا التي أشار إليها الفريق ياسر العطا في زيارته للقوات المرابطة في الحدود مؤخراً.
ومضى محمد عيسى في القول إن الزيارة هي إتفاق السودان ومصر على تجاوز وساطة الاتحاد الافريقي بالإعلان عن تبنيهنا لتوسيع الوساطة لتصبح رباعية لتضم بجانب الاتحاد الإفريقي، الإتحاد الأوربي ، الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وعودة هذه الأخيرة للملف سيمثل ضغطا كبيرا علي إثيوبيا التي تجاهلت وساطة أمريكا من قبل.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here