الشارع السوداني.. هل يطيح بالبرهان؟

5

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يواجه الانقلاب الذي قام به القائد العام للجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، رفضا واسعا من الشارع السوداني، والذي ظل في حراك مستمر منذ 25 أكتوبر الماضي وحتى الآن، ماجعل المراقبين يضعون سيناريوهات محتملة، أبرزها تلك التي تؤكد مقدرة الحراك السلمي على الإطاحة بالبرهان .. فهل يتحقق السيناريو؟

حراك منتظم

ما إن تم اعلان بيان الانقلاب، حتى بدأت قوى الثورة في السودان تنظم صفوفها وسط الاحياء، كما إنها حددت جداول للتصعيد الثوري، وبالفعل خرجت مظاهرات ليلية عشية الانقلاب، وردد الثوار هتافات مناوئة للبرهان، ومطالبين في ذات الوقت بضرورة التراجع عن قراراته. وبالرغم من انقطاع الانترنت من قبل السلطات، إلا أن الثوار لجأوا إلى اساليب أخرى وذلك بإستخدام المنشورات الورقية وتوزيعها على الأحياء، فضلا عن كتابة الرسائل النصية وإرسالها للهواتف، و الكتابات على الجدران.

و بعد ايام  من الانقلاب خرج الثوار في مليونية 30 أكتوبر التي دعا لها تجمع المهنيين ، كما تواصل الحراك في مليونية 13 نوفمبر و17 نوفمبر  فضلا عن دعوات العصيان المدني التي أنتظمت في المرافق الحكومية.

 مخزون نضالي

جمال إدريس الكنين – رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري

عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، جمال إدريس الكنين ، أبدى تفاؤله بإنتصار الشارع في معركته مع الانقلابيين على اعتبار أن الشعب السوداني له مخزون كبير من النضال المتراكم في مقارعة الدكتاتوريات ، وأشار الكنين إلى أن الشعب السوداني يملك في رصيده ثلاثة ثورات الامر الذي يعطيه خبرة تنظيمية لموأجهة الانقلابيين ،واضاف ، كل ما تورط النظام الانقلابي في الانتهاكات إزداد إصرار الشارع على الاستمرار في ثورته وعدم التراجع عنها ، كما إنه كلما سقط شهيد سيعطي الهام للثوار لمقارعة النظام الانقلابي ، وشدد الكنيين في حديثه لـ”افريقيا برس”على ضرورة توحيد قوى الثورة باعتبارها مهمة كما أن التوحيد -بحسب الكنين- سيقود الشارع إلى مزيد من الانتصارات على الانقلابيين، وقال الكنيين، إن هنالك ثمنا كبيرا دفعه الشعب السوداني في هذه الثورة والذي يتمثل في الشهداء والمفقودين ، مؤكدا كلها ايضا عوامل محفزة ومشجعة تجعل الثوار يواصلون في درب النضال والصمود حتى سقوط البرهان ، وأردف ، الشعب السوداني معروف لايهاب الموت ويتطلع دائما للحرية والكرامة والعدالة وفي سبيل ذلك لا يتهاون حتى لو كلف الامر حياته وروحه .

التنصل عن البرهان

صلاح الدين الدومة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية

أستاذ العلوم السياسية ، صلاح الدين الدومة ، يرى في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن الشارع السوداني الان يضيق الخناق على البرهان مستدلا بالانتهاكات التي مورست ضد المتظاهرين السلميين ، واردف ، إن لم يكن الشارع قوى وفي طريقه للإنتصار لما كان هنالك قمع واستخدم قوى مفرطة لوقف الالة السلمية والتي يرى الدومة أنها منتصرة لا ريبة فيها ، وقال الدومة ، إن البرهان الان بدأ يفقد حلفائه في الداخل والخارج ، وهنا يقول الدومة ، أن قيادات الجبهة الثورية التي تشكل حاضنة سياسية له اعتبرت ماقام به البرهان انقلاب، وإنهم لم يتفقوا معه على ذلك ، وأضاف ، كذلك المجتمع الدولي- والذي جزء منه مساند له- أصبح يشدد على ضرورة عودة الحكومة المدنية المنحلة ، منوها إلى إنه سيجد نفسه وحيدا خلال الايام الماضية ، ولم يستبعد الدومة أن يتنحي البرهان في غضون اسبوع ، معضضا ذلك بالحراك المستمر من الشارع السوداني ، بجانب الضغوطات الخارجية، وتنصل بعض حلفائه بالداخل والخارج ، وقال الدومة : الان البرهان لا يستطيع تشكيل حكومة كما إنه لن يجد رئيس وزراء يملك وزن ثقيل لرئاسة مجلس الوزراء اللهم إلا الانتهازيين والذين لايملكون كفاءة وقدرة للمنصب ، وأضاف ، كذلك لن يجد وزراء على اعتبار أن ماقام به بالبرهان يعتبر ضد إرادة الشعب السوداني وأن لا أحد يعمل معه ويقف في تيار ضد الشعب ، مشيرا إلى أن 90٪ من الشعب السوداني ضد قراراته ، وزاد ، الان الوقت يمضي وكل ما مضى الوقت ليس في صالح البرهان حيث تزازد الاوضاع سوا والدعم الخارجي يتوفق وتنهار الدولة ولن يكون له خيار سوى التراجع عن قراراته .ولفت إلى أن الشارع السوداني يجد مساندة قوية من المجتمع الدولي الامر الذي يجعل فرص انتصاره كبيرة ، متوقعا أن تشهد الايام القادمة تصعيد ثوري جديد وعنيف يقود إلى مآلات جديدة في المشهد السياسي .

خيانة العسكر

يقول عضو لجان مقاومة فضل حجب هويته في حديث سابق لـ”افريقيا برس” إن المكون العسكري انقض على السلطة ورمى بشركائه في السجون والمعتقلات السرية ، مشيرا الى انه خان العهد والمواثيق ، متعهدا في ذات الوقت بأنهم في لجان المقاومة عازمون على إسقاطه ومقامته بالطرق السلمية ، معلنا عن جدول تصعيدي ثوري حتى سقوط البرهان ، وكشف عن إنهم سيقمون ندوات سياسية بالاحياء والنوادي والميادين العامة ، وهاب لجان المقاومة في المدن الاخرى في العاصمة بمواصلة التتريس في كل شوارع العاصمة وشل الحياة العامة بإستثناء الحالات المرضية ، واردف ، سيكون شهر اكتوبر ونوفمبر بمثابة كابوس للبرهان وزبانيته ، كما إننا على استعداد لتعطيل الانقلاب وقواه العسكرية وقوانينه الجائرة ، وتابع ، أما افنونا جميعا أو فرضنا سلطتتنا المدنية الكاملة وأن الردة مستحيلة .

طموح سياسي

كمال كرار ، قيادي بالحزب الشيوعي السوداني

من جهته، قال القيادي بالحزب الشيوعي ، كمال كرار ، إن الشعب السوداني سيهزم الانقلاب وسيدحره ويجدد مسار الثورة ، كما إنه وبحسب كرار الذي تحدث (للجريدة) فإن ذات الشعب سيلغي الشراكة بين المكون العسكري والمدني التي كانت قولا وليس فعلا ، وكشف عن ما أسماه “الطموح السياسي ” لبعض القيادات العسكرية والتي قال إنها تطمح بأن تكون على رأس المشهد السياسي وذلك حفاظا لمصالحها ومصالح دول خارجية ، ونوه كرار إلى أن الانقلاب تم التحضير له مبكرا ، مستدلا بإضاف الحكومة التنفيذية من قبل المكون العسكري ، بجانب عدم استكمال هياكل السلطة وعدم تحقيق مطالب الثوار ، وصولا إلى اعتصام القصر الجمهوري واغلاق الشرق ، ونبه إلى الانقلاب الان يسير على الارض ضاربا مثالا بالاعفاءات التي تمت في الخدمة المدنية وعودة “الفلول ” للمؤسسات الحكومية ، مستدركا ، لكن هذه الاجراءات أصبحت من سابع المستيحلات في أن تستمر حيث سيتم مقاومتها بالعصيان المدني والشارع ” مشيرا إلى أن كل هذه الاجراءات السلمية ستجد مساندة دولية واقلمية على اعتبار أن الانقلاب أصبح مرفوض من المجتمع الدولي ، وتوقع كرار أن يلقن الشعب السوداني الانقلابيين درسا ويحاسبهم بمافيهم المدنيين الذين اعترفوا بالانقلاب وهئيوا له البئية ، واصفا اياهم بأنهم خونة الثورة والثوار ، وقال كرار ، إن الانقلاب لن يستمر ولن ينجح على اعتبار إنه جاء في ظل نهوض شعبي يطالب بالتحول المدني والديمقراطي ، مستدلا بمليونية 21أكتوبر و30 أكتوبر ، مؤكدا أن ذلك سيقفل الباب في وجه الانقلابيين مهما إستخدموا من قوى عسكرية أو وقوف بعض الدول إلى جانبهم.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here