بقلم: أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. من المقرر أن تشهد الايام القادمة في السودان مولد اعلان سياسي جديد يضم بعض قيادات قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” ومجموعة الميثاق الوطني” مع المكون العسكري ، ليشكلوا بذلك حاضنة سياسية لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي مازال في عزله شعبية منذ أن قبل بالعودة إلى منصبه مع قائد انقلاب 25 اكتوبر الفريق عبدالفتاح البرهان.
متى سيكون الاعلان؟
وبشان عملية الترتيبات للحاضنة السياسية الجديدة والاعلان السياسي، قال مصدر مطلع في قوى الحرية والتغيير لـ”أفريقيا برس “: إنهم أكملوا كل الترتيبات للحاضنة السياسية الجديدة وأن الترتيبات وصلت نهاياتها، كاشفا عن توافق كبير بين قوى الثورة وقوى التغيير على الاعلان السياسي المرتقب، مؤكدا إنهم لايستثنون أحدا فيه، وأضاف: “الباب مفتوح لكل قوى الثورة والاحزاب التي تسعى لتحقيق غايات وأهداف التحول الديمقراطي في البلاد، وتوقع المصدر أن يتم التوقيع على الاعلان السياسي و بشكل رسمي يوم الاثنين أو الثلاثاء القادم.
ماهي بنود الاعلان السياسي؟
وكشفت تقارير إعلامية عن أهم ما يتضمنه الاعلان السياسي، ومن أبرزه؛ أن الوثيقة الدستورية هي الحاكم للفترة الانتقالية، وأن الحريات العامة غير قابلة للانتهاك، وشدد على ضرورة الاعلان لاستكمال الهياكل الدستورية والعدلية. وأكدت التقارير أن الإعلان السياسي لن يكون دستوراً لحكم الفترة الانتقالية، واعتبرت أن هذه شائعة، لأن دستورها يتمثل بالوثيقة الدستورية، فيما نوهت التقارير إلى أن الإعلان السياسي هو برنامج سياسي لعمل المسائل المطلوبة لإنجاز الفترة الانتقالية، كذلك نص على الاعلان على ضرورة تحديد تسليم رئاسة السيادة للمدنيين، ومن المتوقع أن يقدم المكون العسكري في الاعلان تنازلات للمدنيين وذلك لتفادي فرض عقوبات عليهم من الكونغرس الأمريكي.
رفض الاعلان
وبالرغم من أن الاعلان السياسي لم تتضح بنوده بشكل مؤكد، إلأ أن القوى السياسية سبقته بالرفض القاطع، واعتبرته شرعنة جديدة لإنقلاب البرهان واتفاق حمدوك والبرهان، معلنة إنها لن تتعامل معه، وهنا تقول قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي ” إن الدعوة للميثاق السياسي الذي يعكف عليه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع أفراد فى تجاوز تام للشارع ولقوى الحرية والتغيير وكافة قوى الثورة والتغيير خارجها، واعتبرت أنه ما هو إلا امتداد لبناء الحاضنة السياسية للانقلاب. وقال المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير في بيان له اصدره عقب اجتماعه الاول الذي التأم أمس الاول ان رئيس الوزراء الذي اتت به قوى الحرية والتغيير لا يملك اية صلاحية دستورية للتوقيع على اتفاق او طرح ميثاق سياسي يهدف فى الأساس ويفتح الطريق لابدال قوى الحرية والتغيير الرئيسية بكيانات هلامية ذات صلة بالانقلاب منذ بدايته، ولا تؤمن بالديمقراطية يصفها رئيس الوزراء بأنها معقولة المواقف ويعتمد عليها فى تكوين حكومته القادمة من تكنوقراط، مساندين للانقلاب، ودعا كل القوى الحية لرفض ذلك الميثاق المطبوخ بليل وطالبت بتشكيل أوسع جبهة لمقاومة الانقلاب.
واكدت قوي الحرية والتغيير انها ستسعى للعمل مع كل القوى الرافضة للانقلاب والمتمثلة في كافة قوى الثورة والتغيير وأعلنت عن اعتزامها اجراء مشاورات واسعة وشفافة حول كيفية بناء أوسع جبهة للمقاومة فى الداخل ويشمل ذلك لجان المقاومة ومنظمات النساء وقوى الثورة والتغيير المنضوية وغير المنضوية تحت تحالف قوى الحرية والتغيير، وتنظيمات السودانيين في المهجر والمجتمع المدني والشخصيات الفاعلة في كل المجالات والمبدعين والمثقفين ليس لاسقاط الانقلاب فحسب، بل لبناء نظام ديمقراطي جديد يحظي بدعم وتأييد الشعب.
تجميل الانقلاب

وتعليقا على الاعلان السياسي المرتقب، يقول القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار ، في إفادته لـ”أفريقيا برس” إنه سيكون مثله ومثل الاعلانات السابقة حيث لن يجد قبول شعبي، معلنا رفضهم التام له، واعتبر كرار الاعلان بمثابة تجميل لقرارات البرهان واتفاقه مع حمدوك، واردف، كذلك الاعلان سيجد سند من بعض قيادات المجلس المركزي للحرية والتغيير الذين يسعون بكل قوى بأن يصبحو حاضنة سياسية لحمدوك والبرهان، في وقت اكد فيه رفضهم لجميع الهياكل التي ستنتج عن الاعلان السياسي، ولم يستبعد أن تكون هنالك محاصصة جديدة في السلطة، سيما في المجلس التشريعي، والمفوضيات.
اعلان منقذ

لكن رئيس حزب الامة القومي -أحد الداعمين لإتفاق البرهان وحمدوك- فضل الله برمة ناصر، يرى أن الاعلان السياسي سيكون المنقذ للأزمة السياسية التي يشهدها السودان، مؤكدا في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن ذات الاعلان سيجد توافقا من كل القوى السياسية، منوها الى إن من يرفضه غير حادب على مصلحة البلاد، في وقت رفض فيه من يروج للإعلان بأنه شرعنة لإنقلاب البرهان، كما أكد إنه سيجد قبولا من الشارع على اعتبار أن هنالك بنود أساسية تتعلق بمطالب الجماهير حيث، بحسب برمة هي تسليم رئاسة السلطة للمدنيين، وإنه داعم للتحول المدني والديمقراطي في السودان، وكشف برمة بأن الاعلان سيشمل أطراف من قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي ” وكل مجموعة الميثاق الوطني، بجانب المكون العسكري، داعيا القوى الثورية والسياسية للإصطفاف حوله وعدم شيطنته.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس