أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثارت تصريحات الناطق باسم لجان المقاومة، بشأن إقصاء كوادر الشيوعي لكل من يختلف مهم داخل اللجان، استفهامات واسعة، أبرزها؛ هل الشيوعي يريد “شق” صف لجان المقاومة؟ أم السعي للسيطرة عليها؟ وكيف يرى الخبراء حديث لجان المقاومة؟
ماذا قالت لجان المقاومة؟
وقال الناطق باسم تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم، عثمان سر الختم، إن كوادر الحزب الشيوعي تعمل على إقصاء كل من يختلف مع أيديولوجيتهم داخل اللجان وعن خط حزبهم، وأضاف؛ “وإذا فشلوا في ذلك يفضل خيارهم الأفضل وهو شق اللجنة”.
حديث منطقي

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب في تصريح لموقع “أفريقيا برس”؛ إن لجان المقاومة تعتبر الجائزة الكبرى لأي حزب سياسي، ولهذا تتنافس الأحزاب السياسية في السيطرة عليها بعد أن نجح الحزب الشيوعي في تحطيم وحدة قوى الثورة وانهاء سيطرة قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي على الشارع ولجان المقاومة وتجمع المهنيين، وأضاف، لقد نجح الحزب الشيوعي في شق تجمع المهنيين إلى قسمين أحدهما يتبع له والآخر يتبع للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وعبر تبني برنامج ثوري مصادم يرفض فيه أي مشاريع للحوار والتفاوض، وأردف، كذلك سعى الحزب الشيوعي للسيطرة على لجان المقاومة في ولاية الخرطوم لجعلها خارج التسوية السياسية التي ترغب في تنفيذها الآلية الثلاثية بقيادة فولكر وود لباد ،مشيرا إلى أن حديث الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة في ولاية الخرطوم منطقي وفيه قدر كبير من الصراحة والوضوح.
تغول حزبي

لكن عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر، يرى أن عثمان سر الختم لم يتناول هذا الموضوع كناطق رسمي باسم لجان مقاومة الخرطوم، موضحا إنه اتضح أن نشاطه كناطق رسمي قد تم تجميده وفقا لبيانين صدرا من لجان المقاومة، وأضاف، لقد تناول سر الختم هذا الأمر في حسابه الخاص على تويتر وبالتالي فهو وحده من يتحمل مسؤولية هذا القول، وإن كان شغله لموقع الناطق الرسمي يلقي عليه بعض التبعات خاصة وأنه سمى حزبا بعينه وأدانه، مستدركا، ولكن بعض وسائل الإعلام روجت للأمر وجانبها الصواب بنسبة كلام سر الختم للجان، وقال جعفر لموقع “افريقيابرس”؛ إنه “يمكننا القول بصورة عامة إن العمل المخطط من أي حزب للسيطرة على لجنة مقاومة او نقابة هو جريمة أخلاقية بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى و إن الشعار الذي ينبغي ان يلتزم به الكل ويجب على جميع الأحزاب السياسية أن ترفع يدها عن لجان المقاومة وألا تعتبرها ساحة لتكملة صراعاتها السياسية العقيمة”، ويرى خضر إن الترياق الوحيد لحل مشكلة التغول الحزبي على الفضاء العام، هو البناء القاعدي للجان المقاومة والنقابات والبناء المؤسسي لكل منظمات المجتمع المدني، ولفت إلى إن المرحلة التي يمر بها السودان تتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية لإسقاط الانقلاب وتأسيس الدولة السودانية الجديدة.
فلسفة الشيوعي

ويتفق مع خضر القيادي بحركة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “الدقيق ان هذه وجهة نظر الأستاذ عثمان فالذي يمكن اعتبره يمثل اللجان كهيئة، اما بيان او تصريح رسمي اما افادة لقناة فهذا يندرج تحت وجهة النظر الشخصية صرف النظر عن صحتها او عدمها”، وفي رده على سؤال، هل الشيوعي يسعى لشق لجان المقاومة؟ يجيب كنب قائلا “هذا السؤال ينطلق من فرضية أن أعضاء الشيوعي ليسو جزءا من هذا التشكيلة وهذا غير صحيح بالطبع، وبالتالي لا اعتقد أن هذا القول صحيح على الأقل نظريا اذ مبلغ معرفتي ان قضية بناء التنظيمات الديمقراطية قضية مركزية بالنسبة للشيوعى وقطعا ياتى وفقا لفلسفته ورؤاه”، وأضاف، “صحيح ان هناك بعض أعضاء الحزب يمارسون هكذا سلوك لكنه قطعا في أدب الحزب سلوك مرفوض وواحد من أهم القضايا التي تناولها المفكر الشهيد عبد الخالق محجوب فى كتابه المشهور(اصلاح الخطأ فى العمل بين الجماهير)”، وفي رده على سؤال، هل يهدف الشيوعي للسيطرة على اللجان؟ يقول عبدالقيوم “اذا اعتبرنا أن السعي لتمرير الموقف السياسي للشيوعى او أي حزب سيطرة ربما كان هذا صحيحا وفي تقديري ان هناك اسباب موضوعية تعطي هذا الانطباع من بينها الخبرة ومعرفة الأسس التنظيمية وربما حتى ممارسة العمل السياسي وفقا لمرجعية نظرية وهذا لا يتأتى لجل اعضاء لجان المقاومة من غير اعضاء الأحزاب والتي تمثل الكتلة الأكبر وذلك لطبيعتهم كأشخاص غير مؤطرين فكريا او تنظيميا”، وأضاف، “الدقيق في كل هذا هو أن الآلة الإعلامية للشيوعي تحاول التكريس لصورة ذهنية جمعية بأن كل لجان المقاومة تتبنى الحل الجذري وأن ما عرف بميثاق سلطة الشعب هو الذي يجمع كل هذه التنظيمات أفقية البنية وهذا غير صحيح طبعا”.
هجمة شرسة

بالنسبة للباحث في العلوم السياسية عبدالقادر محمود صالح، فإن إتهام الحزب الشيوعي بإقصاء كل من خالفهم الرأي داخل لجان المقاومة والعمل على شق اللجان إذا تعذر الإقصاء، لا يخرج من سياق الهجمة الشرسة التي ظل يتعرض لها الحزب الشيوعي السوداني منذ فترة، ويرى عبدالقادر في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن الحزب الشيوعي السوداني كان واضحا في كل بياناته الرافضة للتسوية مع اللجنة الأمنية المهيمنة على الحكم وظل ينادي بإسقاط الحكم العسكري من خلال اللاءات الثلاث “لا تفاوض ولا شرعية ولا مساومة” وهذا كله في نظر صالح لا يتعارض مع ما تطرحه لجان المقاومة بغية إسقاط الحكم العسكري في السودان وتأسيس دولة مدنية حديثة قوامها الحرية والسلام والعدالة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس