الضغوط الأمريكية..هل تعجّل بعودة الحكم المدني؟

16
مساعدة وزير الخارجية
مساعدة وزير الخارجية "مولي في"

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة الأمريكية على العسكر في السودان بغية عودة الحكم المدني، أفرزت تساؤلات عدة أهمها؛ ما جدوى الضغوط؟ وإلى أي مدى يمكن أن تساهم الضغوط في عودة الحكم المدني في السودان؟

شكل الضغوط الأمريكية

وكشفت الولايات المتحدة، عن ضغوط مارستها مساعدة وزير الخارجية “مولي في” خلال زيارتها للخرطوم، من أجل تنفيذ تدابير بناء الثقة، سيما محاسبة المسؤولين عن مقتل 100 متظاهر، وأوضحت في بيان مع نهاية زيارة “مولي في” للخرطوم، أن الضغوط تشمل كذلك، إنهاء العنف ضد المتظاهرين، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، الذي عانى منه الآلاف. كما شددت على الضرورة الملحة للتنازل عن السلطة لحكومة انتقالية بقيادة مدنية، وأوضحت أنه لن يكون هناك استئناف للمساعدة الأمريكية حتى يتم استعادة التحول الديمقراطي، وأضافت: “لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بشراكة قوية مع شعب السودان لدعم تطلعاتهم إلى الحرية والسلام والعدالة، وإنه حان الوقت الآن لإجراء حوار بناء والعمل من أجل إنشاء إطار انتقالي بقيادة مدنية”.

تأثير أمريكا

فؤاد عثمان، أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر السوداني وقيادي بقوى الحرية والتغيير
فؤاد عثمان، أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر السوداني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر السوداني فؤاد عثمان قال لموقع “أفريقيا برس”؛ “الولايات المتحدة عامل مؤثر في المشهد السوداني، وزيارات مساعدة وزير الخارجية للشؤون الافريقية مولي في ومبعوثيها للقرن الأفريقي تقف شاهدة على اهتمامهم الشديد بالسودان لعوامل كثيرة، إذ ظلت الولايات المتحدة تردد وتكرر بأنها مع قيام حكومة انتقالية بقيادة مدنية”، وأضاف “سنواصل التواصل الايجابي البناء مع المجتمع الدولي للوصول للهدف المنشود مستخدمين في ذلك كل الأدوات والوسائل السلمية لإنهاء الانقلاب وعودة الحكم المدني.

عجز المدنيين

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

المحلل السياسي الفاتح محجوب بدأ حديثه مع “أفريقيا برس” بسؤال فحواه: بعد مآلات انفراد العسكر بالحكم وبعد قيامهم بفض الشراكة مع حلفائهم قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي- هل سيسمح لهم الغرب بالانفراد بالحكم؟ ام سيتم إجبارهم على تسليم السلطة للمدنيين؟ وهنا يجيب قائلا “المكون العسكري قال إنه جاهز لتسليم السلطة التنفيذية فورا للمدنيين في حالتين، الأولى؛ هي الاتفاق بين القوى السياسية السودانية على حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية أو حكومة منتخبة”، وفي نظر الفاتح فإن الوساطة الأمريكية تريد حكومة مدنية لكن بعد مكوث مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية مولي لخمسة أيام في الخرطوم تبين لها استحالة نجاح القوى السياسية السودانية المدنية في الاتفاق على تسوية سياسية تنتج عنها حكومة انتقالية مدنية توافقية، وهذا يعني أن أمريكا قد تقبل بأي حكومة انتقالية بقيادة مدنية حتى من دون مشاركة قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي”، اذا تبين لها أن هذا هو الطريق الوحيد للوصول لحكومة منتخبة، وأردف المحجوب “مشكلة قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، أنها لم تعد تعبر عن لجان المقاومة التي باتت أقرب للحزب الشيوعي وهي بذلك لا تستطيع ان تقدم تنازلات سياسية بل هي مضطرة للمزايدة مع الحزب الشيوعي على رفض أي تسوية طالما أنها غير قادرة على فرضها على الحزب الشيوعي وعلى لجان المقاومة”، وأكد بأن انقلاب البرهان وحميدتي مرشح بقوة للاستمرار في الحكم، مستدلا بأنه مدعوم بعجز واضح للقوى السياسية السودانية عن التوافق السياسي على حكومة انتقالية بقيادة مدنية.

مصلحة أمريكا

عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي
عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي

بالنسبة لأستاذ العلوم السياسية بجامعة شرق النيل عبداللطيف محمد سعيد؛ فإن “الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها عدو دائم ولا صديق دائم، لذا يمكن أن تغيير نظرتها إلى العسكر بين لحظة وأخرى، بل تتعامل واشنطن مع انظمة دول ليس لها علاقة بالديمقراطية ولا اعتقد ان السودان يعتبر استثناء من تلك الدول سيما إذا وضعنا في حسابنا أن السياسة لعبة قذرة وأن المصالح تلعب دورا في مواقف الدول”، وأضاف سعيد لموقع “أفريقيا برس”؛ “الولايات المتحدة من خلال مواقفها لا أظن أنها تعيد الحكم المدني في السودان فهي كل ما يهمها الاستقرار في السودان بغض النظر عن من يقود الحكومة عسكر اومدنيين”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here