القوة المشتركة ترفض الحوار مع قوات الدعم السريع

46
القوة المشتركة ترفض الحوار مع قوات الدعم السريع
القوة المشتركة ترفض الحوار مع قوات الدعم السريع

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أبدى قائد قوات الدعم السريع – قطاع غرب دارفور – عبد الرحمن جمعة بارك الله، استعدادهم للحوار مع القوة المشتركة في دارفور. وأوضح جمعة أنهم “أوقفوا القتال في المناطق التي تنتشر فيها القوة المشتركة، مشيراً إلى أنهم مدوا أيديهم بيضاء لكل الحركات المسلحة”. وأضاف “رأيي الشخصي هو أن علينا الاحتكام لصوت العقل وأن يكون هناك حوار بيننا”، متسائلاً: “لماذا نتحارب؟”.

وفي سياق متصل، دعا جمعة قيادات وأعيان قبيلة الزغاوة إلى التدخل ومنع المواجهات العسكرية مع القوات المشتركة.

بدورها، سارعت “أفريقيا برس” لمعرفة رد القوة المشتركة بشأن الدعوة للحوار مع قوات الدعم السريع. واستنطقت الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة، الرائد أحمد حسين مصطفى، في الحوار التالي.

بداية.. كيف تنظر لطلب قوات الدعم السريع بشأن الحوار معكم؟ وماذا وراء الأسباب التي دفعت قائد قوات الدعم السريع بغرب دارفور – عبدالرحمن جمعة – للحوار معكم؟

تابعت كغيري من الناس التصريحات المفاجئة التي أدلى بها عبدالرحمن جمعة، المعروف بأنه “الفتى المشاغب”، والتي دعا فيها إلى الحوار معنا. و انا كذلك أجد نفسي أتساءل: ما الذي تغيّر؟ وما الذي دفع هذا الشخص، الذي طالما إتسمت تصريحاته بالعجرفة والغطرسة، إلى محاولة فتح باب الحوار الآن؟

عندما يكون الحديث عن حوار من لسان هذا الفتى المشاغب أتذكر آخر لقاء جمعنا بقيادات مليشيات الدعم السريع كان في فترة الحياد وقبل الهجوم الوحشي على مدينة الفاشر، حين إجتمعنا بوفد من المليشيات بقيادة عبدالرحيم دقلو و النور قبة و عبدالرحمن جمعة نفسه في منطقة شنقل طوباي {غابة حمادة} كان الهدف من اللقاء حينها هو محاولة أخيرة لتحذيرهم من التهور للهجوم على المدن المتبقية مثل الفاشر والضعين، ودعوتهم للكف عن إستهداف المدنيين. إنتهى ذلك الحوار عندما تدخل عبدالرحمن جمعة بنفسه، وأطلق تهديدًا صريحًا، قائلاً إنه سيدخل الفاشر خلال 72 ساعة رغمًا عنا، مطالبًا بإنسحابنا وترك الجيش السوداني لوحده.

لم يكتفِ بذلك، بل زاد من وقاحته بالقسم علنًا قائلاً: “أقسم بالله العظيم، لو ما أسقطت الفاشر خلال 72 ساعة، حأترك دين النبي محمد (ص).

مرّت تسعة أشهر منذ ذلك التهديد، وما زلنا ننتظر تحقيق “وعده” بإسقاط الفاشر لقد جددنا له وعد الـ72 ساعة مئات المرات على مدار هذه الفترة، وكل ما شاهدناه كانت هزائم متكررة لقواته على أيدي قواتنا المشتركة وشباب المقاومة الشعبية والجيش السوداني حتى تم هزيمتهم في154 هزيمة متتالية والفاشر ظلت صامدة ولم يستطع هو أو مليشياته ومرتزقتهم أن يحققوا أياً من أهدافهم، بل تحولوا إلى مرتزقة يتلقون ضربات قاصمة في كل الجبهات.

إذن، ما الجديد؟ لماذا يطلب الحوار معكم؟

الإجابة بسيطة وواضحة: إنها محاولة بائسة لكسب الوقت وإعادة ترتيب صفوف قواته المنهارة، وربما محاولة للهروب من المصير المحتوم الذي يقترب منهم شيئًا فشيئًا.

نحن مستعدون لتجديد أي عدد من “الساعات” التي يريدها عبدالرحمن جمعة لتحقيق “وعده”.

وهل ستستجيبون للحوار معهم؟

لن يجد منا إستعدادًا للحوار مع قادة المرتزقة والقتلة، خاصة هذا الشخص الذي يحمل سجلًا مليئًا بالجرائم البشعة، وعلى رأسها تصفية الشهيد المناضل خميس أبكر بدم بارد. نتحدث إليكم الآن من مدينة الفاشر، معقل الصمود والبطولات، ونؤكد بشكل قاطع أن الفاشر لن تكون ساحة لحوار زائف مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء. بالتأكيد لا ولن نستجيب لمثل هذه الدعوات نحن هنا في الفاشر نقف بثبات للدفاع عن شعبنا، ونقول بوضوح لـ”الفتى المشاغب”، قائد مليشيات الدعم السريع: إذا كنت جادًا بشأن الحوار، فيجب عليك أولاً تسليم نفسك للقضاء السوداني.

الحوار الوحيد الذي يمكن أن يتم معك هو داخل قاعة محكمة سودانية، أمام قاضٍ عسكري أو مدني للإجابة عن الجرائم البشعة التي إرتكبتها مليشياتكم، وعلى رأسها:

1. إبادة أكثر من 15 ألف من المساليت الأبرياء خلال شهرين فقط في مدينة الجنينة.

2. تصفية والي غرب دارفور، الشهيد خميس أبكر، بدم بارد أمام أعين الجميع.

و نقول لهم إن كنتم جادين في طلب الحوار، فابدأوا بتسليم أنفسكم للعدالة، واعترفوا بجرائمكم، ودعوا القانون يأخذ مجراه. أما إذا كنتم تبحثون عن كسب الوقت أو التضليل، فاعلموا أننا هنا باقون، صامدون، ومستعدون لكل السيناريوهات و سنلاحقكم “خور خور” و”شبر شبر” في دارفور و السودان كلها قريباً.

برأيك، هل طلب الحوار يفسر أنهم في حالة ضعف؟

لا يمكنني الجزم بتقييم مباشر لحالة القوة أو الضعف ولكن من الواضح أن نبرة تصريحات قائدهم، “الفتى المشاغب”، اليوم تحمل تغييراً ملحوظاً مقارنة بتصريحاته السابقة. حينها، تحت تلك الشجرة الظليلة في منطقة شنقل طوباي {غابة حمادة} كان يتحدث بنبرة مليئة بالغرور والتهديدات الجوفاء.

أما الآن، فإن نغمة تصريحاته تعكس شيئًا مختلفًا تمامًا. هذا التغيير قد يشير إلى إدراك داخلي بالفشل أو الضغوط المتزايدة على قواته، خاصة بعد أشهر من الصمود الأسطوري من قبل القوة المشتركة والجيش السوداني والمقاومة الشعبية، تلك النبرة الجديدة ربما تعكس محاولة للتراجع عن التهديدات وإيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه.

في الحقيقة، من السهل ملاحظة التحول بين التهديدات المتكررة “بدخول الفاشر خلال 72 ساعة” إلى طلب الحوار اليوم، هذا الفارق لا يمكن أن يكون مجرد صدفة؛ بل يبدو كأنه يعكس تغييرًا في ميزان القوى على الأرض، أو على الأقل إعترافًا ضمنيًا بعدم القدرة على تحقيق الأهداف التي صرح بها سابقًا.

هل أوقفت قوات الدعم السريع بغرب دارفور القتال في مناطق جرجيرة ومستورة ومدينة الطينة وذلك بحسب ما قال قائد الدعم السريع؟

نعم، القتال توقف في تلك المناطق خلال الأيام الأخيرة، ولكن ليس كما يدعي قائد مليشيات الدعم السريع.

إذا ما الحقيقة؟

الحقيقة أن القوة المشتركة هي من أوقفتهم، بسحق جميع تحركاتهم العسكرية في مناطق جبل أوم، وكلبس، وجبل مون و حدوث شلل تام لقوتهم في غرب دارفور.

لقد أفقدناهم القدرة على التحرك عسكريًا، بعدما تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. ما تبقى من مليشيات الدعم السريع في تلك المناطق أصبح معزولًا وغير قادر على خوض أي معارك ذات قيمة إستراتيجية، وبالتالي لا يمكنهم إدعاء وقف القتال بمحض إرادتهم، فالحقيقة أن القوة المشتركة هي من فرضت عليهم هذا الوضع.

أما البقايا المتناثرة منهم داخل مدينة نيالا هم تحت الرصد تماما، فهي لا تشكل تهديداً حقيقياً بعد الآن الى ان كنسهم وطردهم من هناك، حيث أصبحت مجرد فلول تحاول البقاء على قيد الحياة ولا تملك القدرة على مواجهة جيوش القوة المشتركة في الميدان.

كيف تسير المعارك الآن في الفاشر؟

عملية الإستنزاف العظيم تسير وفق ما خططنا له.

ما الذي تبقى للقوة المشتركة حتى تحرر دارفور بأكملها من قوات الدعم السريع؟

كل الأمور تسير ضمن الخطة العسكرية الموضوعة من هيئة القيادة والسيطرة، القوة المشتركة الآن منتشرة في مناطق واسعة بإقليم دارفور وفي كل المحاور في السودان، وقد تمكنت من سحق قوة النخبة للمليشيا في معارك كبيرة بجبل مدو، والسياح، وبئر مرقي، وادي أمبار، وبئر مزة، وغرب دارفور. سنواصل معركة تحرير الوطن بكل عزيمة وثبات، ووفقًا للخطة المحكمة، حتى يتحرر كل شبر من تراب الوطن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here