أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. في محاولة لطي جذوة الخلافات بين مكونات شرق السودان، وتفاديا لإغلاق الشرق مرة أخرى، اتفقت وساطة جنوب السودان “الراعي لإتفاقية سلام جوبا” مع حكومة السودان، على ضرورة قيام مؤتمر جامع يضم كل أهل الشرق ويناقش قضاياهم، مشددة على ضرورة التوافق فيه بين كافة المكونات حتى الوصول لرؤية محددة بشأن كيفية إدارة شرق السودان .. بينما، يتمدد السؤال، هل ينجح المؤتمر الجامع في حل قضية الشرق؟
كيف ينجح المؤتمر؟
يقول كبير مفاوضي مسار الشرق، عبدالوهاب جميل في إفادته لـ”أفريقيا برس”؛ “إن المؤتمر الجامع هو أحد بنود اتفاقية مسار شرق السودان الموقعة في جوبا حيث كانت رؤيتنا له بمثابة فرصة سانحة لاستصحاب كل قضايا الرافضين للمسار والذين يرفضونه بحجة عدم المشاركة في المفاوضات ويعتقدون أن لهم قضايا لم تناقش وبالتالي لم تضمن في الاتفاقيه، لذلك المؤتمر”، ياتي كضرورة لحل ازمة قضية الشرق، وحول مامدى نجاح المؤتمر في حل مشكلة الشرق؟ يقول جميل، من المفترض أن يحل المؤتمر كل قضايا الشرق وعبره يمكن الخروج برؤية ترضي جميع الاطراف والمكونات، مستدركا، ولكن كي ينجح المؤتمر في تحقيق هدفه لابد من التحضير الجيد له وان يكون جامع لكل اهل الشرق وان لا يقصي احد ،وتابع، “نحن من اقترحنا إقامة المؤتمر التشاوري الجامع لاهل الشرق وذلك من أجل التوافق السياسي في الاقليم لأن الكل شركاء في إدارة الاقليم ولن يستقر الاقليم الا بتوافق وتراضي الجميع”.
ترحيب بالمؤتمر
حنان أبكراي، الناطق باسم مؤتمر البجا المعارض، وعضو مركزية التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، رحبت بالمؤتمر الجامع، مشددة في حديثها لـ”أفريقيا برس”؛ عل ضرورة إبعاده من مسار الشرق الذي وقع في جوبا، ونوهت إلى إنهم يردون المؤتمر أن تبدأ فيه قضايا الشرق من الصفر وعبر مشاركة كل الاثنيات دون اقصاء أحد، واضافت، “كذلك نريده مؤتمر يرى فيه كل أهل الشرق انفسهم وتطرح فيه كل القضايا ويعالج جذورها”. ولم تستبعد أبكراي أن يكون هنالك تسويف لقضايا الشرق في المؤتمر، محذرة من ذلك، إذ قالت إنه يقودنا إلى بداية الازمة، وتابعت، “إنهم واعون وطيلة السنتين كنا بنقاوم وواعين لكل المطبات التي يحدثها المؤتمر”، واردفت، “لنا مطالب اساسية يجب أن تحقق في المؤتمر والتي ابرزها إلغاء المسار ومن سرقه”، وتابعت، بما أننا لم نشارك في إتفاقية جوبا يجب أن تلغى الاتفاقية. ورهنت نجاح المؤتمر في حل مشكلة الشرق بمخاطبته جذور الازمة، محذرة من وقوعه في الاخطاء الجسيمة التي وقعت فيها الاتفاقيات السابقة.
جدية الاطراف
في الصدد، رهن أستاذ العلوم السياسية، عبده مختار، نجاح المؤتمر في حل قضية الشرق، بجدية الاطراف ونوعية الحلول المطروحة، والذي شدد على ضرورة أن تكون مختلفة وتكون ذات رؤية إستراتجية شاملة، متوقعا أن تحدث حلا جذريا لقضية الشرق، كما شدد مختار في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ على ضرورة أن يكون الطرح في المؤتمر مختلفا عن الاتفاقيات السابقة والتي قال إنها اثرت النخب، وهنا يستدل بنخب قيادات دارفور، إذ قال عنهم، أثروا انفسهم وتركوا أهل دارفور يعانون التهميش والتنمية، محذرا من حدوث ذلك في شرق السودان بحيث يمكن أن تستفيد نخب الشرق وتجعل مواطن الشرق أكثر تهميشا، وتابع، كذلك لكي يكون المؤتمر ناجح في حل القضايا يجب أن تكون النخب مدعومة من علماء وخبراء في قضايا حل النزاعات.
وصفة الحل
في غضون ذلك، يرى القيادي بالتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، مبارك النور، أن الوساطة الجنوبية تملك مفاتيح الحل في مشكلة الشرق على اعتبار إنها كانت جزء أساسي من المفاوضات في جوبا، وأردف، إن لم يتم إلغاء مسار الشرق فإن مشكلة الشرق لن تحل، وتابع، كذلك إذ لم تمضي الوساطة في اتجاه الإلغاء فإنها ستعتبر غير جادة في حل المشكلة، وقال النور لـ”أفريقيا برس”؛ إنهم متمسكون بإلغاء مسار الشرق ومع تكوين منبر تفاوضي جديد يشمل الموقعون على ذات المسار، معتبرا إلغاء مسار الشرق المخرج للأزمة لجهة إنه عندما تم التوقيع عليه لم يشمل كل مكونات الشرق، وأكد النور أن هدفهم من الإلغاء هو التوافق بين كل مكونات الشرق بما فيهم من وقعوا على المسار، واعرب عن أمله في أن تستجيب الحكومة لمطلبهم وان يكون المؤتمر الجامع لكل أهل الشرق بحيث يناقشوا به كل قضاياهم، وقال النور، إنهم لهم ملاحظات على مسار الشرق أبرزها بحسب النور، لم يكن جامع وأن موقعوا المسار لايمثلون كل الاقليم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
