المساعدات الأمريكية للسودان.. ماذا وراء الخطوة؟

341
المساعدات الأمريكية للسودان.. ماذا وراء الخطوة ؟
المساعدات الأمريكية للسودان.. ماذا وراء الخطوة ؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على الرغم من إعلان الولايات المتحدة عدم إستنافها الدعم الاقتصادي لحكومة العسكر في السودان على -اعتبار إنهم سيطروا على الحكم وأزاحوا المدنيين – إلا أنها لم تلتزم بتعهداتها، إذ قال موقع “ديفكيس” الأمريكي، إن الحكومة الأمريكية قررت إستناف دعمها للسودان المخصص لهذا العام والبالغ 700 مليون دولار، وذلك بعد مصادقة الكونغرس.. فيما يتمدد السؤال، حول لماذا الدعم الأمريكي الآن؟ هل هذا الدعم إنساني ولإنقاذ الإقتصاد السودان المنهار؟ أم لمناصرة العسكر ومساندة حكومتهم ؟

تفاصيل الدعم

وقال تقرير موقع “ديفكيس”: “إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستفعِّل استئناف دعمها بطريقة تتجاوز من خلالها الجيش في السودان”. وأوضح أن الوكالة ستقوم ببرمجة صرف 108 ملايين دولار بهدف دعم نمو منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد من خلال توفير التعليم والتدريب المركز لتحسين تعزيزها وإعدادها للانتقال الديمقراطي السليم ،ولفت موقع “ديفكيس”؛ إلى أن ذلك يأتي بالإضافة إلى تمويل آخر لوسائل النقل لنقل المجموعات المحلية إلى الخرطوم، حتى يتمكنوا من المشاركة في الحوار المستمر، بما في ذلك الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة لمساعدة الانتقال السياسي في السودان، وكشف الموقع الأمريكي أن الدعم يشمل تمويل أعمال حقوق الإنسان بما في ذلك ضمان توثيق الانتهاكات، وتعزيز وسائل الإعلام المستقلة، ودعم الاحتياجات الصحية وبرامج سبل العيش ذات الصلة بالزراعة، ونقل عن نائب مدير شعبة السياسة والبرمجة بالوكالة، إسابيل كولمان قوله “إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية في السودان بحوالي 430 مليون دولار خلال السنة المالية 2022م.

إنتصار سياسي

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

وتخشى القيادية بالمؤتمر السوداني، عبلة كرار، أن تستغل المساعدات الأمريكية من الانقلابين وذلك حينما يعتبرونها انتصارا سياسيا لهم ووقوفا إلى جانبهم، وقالت كرار لموقع “أفريقيا برس”: “لوحت الولايات المتحدة سابقا بإمكانية استئناف المساعدات بأغراض دعم منظمات المجتمع المدني وأغراض أخرى تدعم التحول الديمقراطي، وبالرغم من أن الدعم لايصل بشكل مباشر عبر الحكومة إلا اننا وفي هذه المرحلة كنا نأمل أن تتريث الحكومة الأمريكية ريثما ينجلي الانقلاب على اعتبار أن ذلك يتم فيه حل الأزمة السياسية الراهنة”.

التزام حكومي

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

ويرى المحلل السياسي الفاتح محجوب، في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ أن عودة المنحة الأمريكية للسودان هي جزء من التزام حكومي أمريكي بدعم الديموقراطية في السودان، وايضا بحسب الفاتح دعم للإقتصاد السوداني للحيلولة دون انهياره، مستدركا، لكن مع ذلك أبقت الحكومة الأمريكية الجزء المتعلق بالدعم المالي المباشر للحكومة السودانية معلقا إلى حين إنهاء الوضع السياسي الحالي الذي يسيطر فيها العسكر على مقاليد الحكم، ومجيء حكومة توافقية مدنية أو حكومة منتخبة، وهذا يعني بحسب الفاتح أن الحكومة الأمريكية ليست راضية عن العسكر لكنها أيضا لا ترغب في انهيار الدولة السودانية ولا في وقوعها كليا في أحضان روسيا والصين كما صرح بذلك مسؤول كبير في البيت الأبيض، وأضاف، لذلك أمريكا تمسك العصا من الوسط، فلا هي تقطع دعمها لحكومة العسكر ولا هي تدعمهم الدعم الكافي الذي يكفل لهم الخروج من المأزق الاقتصادي، وتساءل الفاتح؛ هل ستسمح أمريكا بعودة تمويل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للسودان؟ قبل أن يجيب قائلا: “إن سمحت أمريكا بعودة دعم المؤسسات المالية الدولية للسودان فعندها فقط يصعب نفي دعم أمريكا لحكومة العسكر، أما المنحة الأمريكية الموجهة لللاجئين والنازحين والتي ستوزع بعيدا عن سيطرة حكومة العسكر، فهي لا تعتبرها دعما صريحا للعسكر ولكن يمكن القول إنها تصريح واضح بأنها- اي أمريكا- ستتعامل مع حكومة العسكر للحفاظ على مصالحها الأمنية والسياسية في السودان والاقليم”.

دعم مقبول

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

يقول عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أحمد حضرة في إفادته لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن المساعدات الأمريكية والتي تندرج تحت تصنيف المساعدات والدعم الإنساني قد يكون مقبولا بالنسبة لنا سيما التي تشمل قطاعات محددة”، وتابع، “اما أي من أشكال الدعم الأخرى للانقلابيين الذي يطيل من عمرهم فهو مدان من قبلنا وقد يشكك في نوايا الولايات المتحدة وموقفها من الانقلاب”، متسائلا: “هل تبدل امريكا خانة الرفض بالدعم؟ ام تستمر في دعم التحول المدني والديمقراطي؟”

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here