الميرغني في الخرطوم.. هل يسهم في حل الأزمة السياسية؟

20

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بعد 12 عاما من الغياب ، عاد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الطريقة الختمية ، إلى الخرطوم قادما من العاصمة المصرية القاهرة ، وااستقبل المئات من أنصار الطائفة الختمية الميرغني ، إذ اصطفوا بمحيط مطار الخرطوم منذ وقت مبكر من صباح يوم الإثنين لاستقبال زعيمهم الروحي والذي لم يستطع مخاطبة أنصاره ومريديه بمسجد السيد عبد الرحمن بالخرطوم بحري، واكتفى الميرغني برفع الفاتحة ليفسح المجال لنائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل جعفر الصادق الميرغني للحديث في المؤتمر الصحفي.

ترحيب حار

ما إن حطت طائرة زعيم الختمية رحالها في مطار الخرطوم ، حتى بدأت البيانات تتوالى من الاحزاب السياسية ،إذ أعلن حزب الأمة القومي ترحيبه بعودة الميرغني ، مؤكدا إنها ستدعم مسيرة الشعب السوداني نحو إنهاء الانقلاب الراهن واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي ، كما أبدى المؤتمر الشعبي ترحيبه بعودة الميرغني ، مشيرا إلى أنه جاء في ظرفٍ حرج من تاريخ السودان، داعيًا عضويته للمشاركة في استقباله ، وفي ذات السياق أعلن نداء أهل السودان للوفاق الوطني ترحيبه بعودة الميرغني جمعًا للصف ودعمًا للوفاق الوطني على حد تعبيره.

شخصية مهمة

قيادي بحزب الاتحادي الاصل فضل عدم ذكر إسمه، اعتبر في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن السيد محمد عثمان الميرغني مرشد طائفة الختمية ورئيس حزب الاتحادي الديموقراطي الأصل من أهم السياسيين السودانيين ، بل يقول هو أبرزهم على الاطلاق بعد وفاة منافسيه الصادق المهدي والترابي ، وأضاف ، الميرغني الذي يتنافس نجليه علي زعامة الحزب لا زال يعتبر الجهة القادرة على ترجيح كفة أي جهة يحالفها ولذلك تحظى قصة رجوعه للسودان الآن باهتمام كبير من كل القوى السياسية السودانية ومن المراقبين الدوليين والوساطة الدولية ومن المتوقع أن يؤثر إيجابا على مشروعات التسوية السياسية المقترحة، وأردف؛ ينتظره أتباع الطريقة الختمية بشوق كبير لأنه غاب عن البلاد لمدة إثني عشر عاما، وكذلك اتباعه في الحزب الذي تشظى لعدة أحزاب صغيرة بسبب غيابه عن البلاد ، وعليه فإن عودة الميرغني مؤشر لقرب الوصول للتسوية السياسية.

رجل ملهم

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

وليس ببعيد عن الحديث السابق يقول الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح لموقع “أفريقيا برس”؛ إن السيد محمد عثمان الميرغني يعتير بمثابة الكاريزما السياسية والروحية لجمهور واسع وعريض من المجتمع السوداني ، حيث يقول صالح؛ ظل يمثل الملهم والمرشد للحزب الإتحادي الديمقراطي ذو التاريخ الحافل بالنضال ضد المستعمر وضد كل الحكومات العسكرية المتعاقبة على السودان، وكذلك ظل السيد الميرغني مرشدا وموجها للطريقة الختمية التي تحتل مساحة واسعة في الوجدان السوداني المترامي الأطراف ، ويرى صالح إن عودة الميرغني من مصر ستسهم بشكل كبير في لملمة أطراف الصراع السياسي السوداني، لما للرجل من حضور مؤثر في السياسة السودانية ، وأضاف؛ وأيضا يتمتع السيد الميرغني بحنكة ودراية وخبرة تمكنه من معالجة الأزمة الراهنة بأسهل الوسائل وأقصر الطرق، ويرى صالح أن للسيد الميرغني رصيد كبير من العلاقات الإجتماعية مع كافة خصومه السياسيين، ورغم اختلاف الرؤى والخصومة السياسية إلا أنه يحظى بوافر الإحترام والتقدير من كل المكونات الأهلية والمدنية والعسكرية ، ويقول صالح؛ إن الوضع في السودان في أمس الحاجة إلى قائد ملهم يتمتع بكاريزما إستثنائية للخروج بالبلاد من أزمتها من خلال التسوية التأسيسية والمصالحة الوطنية والعبور إلى عملية البناء الوطني ، والسيد الميرغني غني عن التعريف في التأثير السياسي والروحي واللذان يشكلان الأساس المادي واللازم لنقل البلاد من الخصومة والصراع الصفري إلى رحاب التصالح والتجاوز لما فيه من صلاح البلاد والعباد ، وتوصل صالح إلى أن السيد الميرغني يتمتع بعلاقات إقليمية ودولية واسعة شأنها أن تؤثر بشكل إيجابي في مساعيه للملمة أطراف الأزمة والوصول بالبلاد إلى الإستقرار السياسي المستدام.

تعقيد المشهد

كمال كرار
كمال كرار ، قيادي بالحزب الشيوعي السوداني

ولكن القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار قلل من عودة الميرغني للسودان ، جازما بأنها لن تسهم في حل الأزمة السياسية ، وقال كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن عودة الميرغني ربما تعقد المشهد السياسي لاعتبارات عدة أهمها إنه كان مشاركا في عهد النظام السابق ، كما إنه لم يدعم الثورة ، وأردف؛ كذلك ربما تكون عودته من أجل لم شمل الاتحادين والذين بحسب كرار يتصارعون الآن، مشيرا إلى خلافات قيادات الحزب ، وقال كرار إنهم ينظرون لحزب الميرغني بأنه داعم للنظام السابق وإنه جزء لا يتجزّأ منهم .

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here