إنتقادات واسعة تطال تكوين كيان عسكري موازٍ للجيش

39
إنتقادات واسعة تطال تكوين كيان عسكري موازٍ للجيش
إنتقادات واسعة تطال تكوين كيان عسكري موازٍ للجيش

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أعلن عدد من ضباط الجيش المتقاعدين عن قوة مسلحة أطلق عليها “كيان قوات الوطن” تهدف إلى إلغاء اتفاقية جوبا، فضلا عن التمسك بوطنية القوات المسلحة ووحدتها وغيرها، وقال الناطق السابق بإسم الجيش الصوارمي خالد سعد – والذي عين قائدا لها- قال “ليس لدينا صدام مع كل القوات النظامية ولن نلجأ لإغلاق الطرق والمظاهرات وغيرها من الأساليب التي من شأنها أن تدخلنا في مواجهة مع القوات النظامية”، مؤكدا أن التكوين من أجل انتزاع حقوق الولايات التي لم يكن لديها قوات مسلحة، وطالب بوحدة القوات المسلحة، وأردف “جاهزون للتنازل من أجل وحدة القوات المسلحة وان هذه القوات للتوازن وللرد على الحركات التي كونت قوات وتحصلت على مناصب ووزارات”، وقال “إنه من حق أي إقليم أن يقرر مصيره اذا لم يجد ما يحتاجه في الحكومة”، وأعلن اتجاههم لتقرير المصير في حال لم يتم تحقيق هدفهم المتمثل في تطبيق الفيدرالية”، ورفض الصوارمي، ذكر اعداد هذه القوات، بيد انه وصفها بالضخمة والمسلحة، مؤكدا إن هدف أسباب انشاء هذه القوات هو تمثيل الولايات التي لم تكن لديها قوات عسكرية.

غباء سياسي

عبدالناصر الحاج، كاتب صحفي

واعتبر الكاتب الصحفي عبدالناصر الحاج أن حركة الصوارمي المتمردة قانوناً وعُرفاً، هي واجهة الانقلاب الجديد على الثورة، بل بحسب الكاتب هو الانقلاب على كل الاحتمالات الممكنة في دعم وإسناد الثورة، ويضيف لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن اصرار البرهان على زج الشيوعيين والبعثيين مع الكيزان، يؤكد تماماً أن خطة العقل الكيزاني الشيطاني، لا تسعى الا لتفكيك عضد خيار التغيير الجذري، وهنضبة التسونجية قبل أن يستفيقوا للمخطط الانقلابي القادم”، وجزم بأنه اذا لم يُسارع حميدتي تحديداً باعتقال الصوارمي وتنظيف هذه الخلايا الكيزانية وتجريدها من السلاح، فسوف يصبح الظن أعلاه، قائما على مقربة من الحقيقة، وسوف يكون الدعم السريع قد داس على لغم الغباء السياسي بقدميه، حسب تعبيره، واردف “عندي إحساس كبير جدا بأن البرهان والكيزان لاعبين لعبة خطيرة وملغومة، وهي إحراق الحرية والتغيير والدعم السريع ومجموعات سلام جوبا، وكل هذا ليكشفوا ظهر الشارع ويستفردوا بلجان المقاومة ومن ثم يطلقون رصاصة الرحمة على الثورة”.

دعوات مغرضة

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية
العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية

فيما يقول الخبير العسكري العميد ياسر الخزين في إفادته لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن الخطوة أتت نتيجة للدعوات المتكررة التي تنادي بتفكيك الجيش عبر إعادة هيكلته المزعومة تارة بدعوى إنتمائه للكيزان وأخرى تحت سيطرة مناطق بعينها علي سدة قيادته، وهي دعوات مغرضة، الهدف منها حل الجيش” والذي يقول عنه الخزين آخر ماتبقى من قلاع الوطن الحصينة باعتباره يقف سدا منيعا ضد مشروع تفتيته وتقسيمه بعد تمزيقه كما فعل بهيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة والتي كشف عوارها وانعكس خطوة قرار حلها علي قضية إستتباب الأمن الذي انفرط عقده وشعر به المواطن في كافة ربوع الوطن، مشيرا إلى أن ردة فعل الجسم الجديد “قوات كيان الوطن” على الأقل جاءت من باب لفت النظر كحد أدنى وحمل السلاح والمواجهة كخيار آخر، واضاف “كذلك ردة فعل الكيان جاءت بناء على البنود المعيبة أوالمجحفة التي تضمنتها إتفاقية جوبا للسلام خاصة فيما يتعلق بالمسارات الخمس زائدا التمييز الإيجابي لمناطق بعينها دون النظر لأخرى رغم التهميش الواقع عليها”، وقال الخزين “بالنظر لمطالب الكيان الجديد ما لم يعاد النظر في إتفاقية جوبا بفتحها وتقويم إعوجاجها أتوقع نشوء حركات مسلحة في مناطق لم تعرف حمل السلاح يوما في نزاعاتها أو حل صراعاتها مع موقفي الراسخ أن البندقية لم تكن يوما حلا لصراع أو حسما لنزاع، مع إحترامي لقرار القائمين على أمر كيان قوات الوطن”.

عنصر مهم

د. عبدالمنعم حميدة، أستاذ الاقتصاد بجامعة أمدرمان الإسلامية

وانتقد المحلل السياسي عبدالمنعم حميدة خطوة تشكيل حركة مسلحة من الضباط المتقاعدين، إذ قال لموقع “أفريقيا برس”؛ “يمكن أن نتفهم قيام كيان(لمتقاعدي الجيش) لتقديم المشورة للقادة الشّباب من الضُباط او مَدّهم بالخبرات العسكرية المتعلقة بالعمليات والضبط والربط”، مستدركا “ولكن ان يتشكل كيان مسلح منهم يمثل ذلك المزيد من الإنقسامات الجهوية والمناطقية والإجتماعية التي تعاني منها الدولة الان”، وقال حميدة “إن متقاعدي الجيش يمثلون عنصراً مهماً يرفد جيشنا بالخبرات السابقة،كما هم يمثلون القُدوات الذين بهم يقتدي أبناء قوات الشعب المسلحة (ضباط..ضباط صف..وجنود)”، واعتبر حميدة أن دورهم سيظل مستمراً بعد التقاعد، في الإستشارات والتدريب، وختم حديثه بالقول “إننا نتفهم ماقمتم به إلّا اننا لم نستوعب خطوتكم، فبلادنا أنتم أول حُماتها، ووحدة السودان أنتم في مقدمة حراسها فحريٌ بكم التمسُّك بالوحدة، ووحدة الصف ووحدة الوطن ووحدة الشعب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here