أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثار اعتراف وزير المالية جبريل إبراهيم بإستثناء عربة ابن أخيه من الجمارك، ردود أفعال غاضبة، وفيما اعتبر البعض أن الاستثناء تجاوز وفساد مع سبق الإصرار والترصد، رأى البعض الآخر إن ذلك استغلال للنفوذ وسلوك دخيل لا يشبه المجتمع السوداني والمسؤول الحكومي في السودان ما بعد نظام عمر البشير.
اعتراف جبريل
وأبان جبريل بحسب صحيفة الانتباهة؛ أنّ الاستثناء ليس قاصرًا على الحركات، وليس بدعة وقال “لا نجد في هذا حرج أو استغلال للنفوذ ولا أيّ شكلٍ من أشكال الفساد”.
وكان خطاب مسرب كشف عن استثناء أو إعفاء ابن خليل ابراهيم لمبلغ 562000 جنيه من رسوم جمارك عربة بعد أن ورد لقسم المليونية بالادارة العامة للشؤون المالية خطاب من جبريل ابراهيم وزير المالية وجه بالإعفاء ، و بموجب الخطاب وجهت الادارة خطاب الى قسم المديونية لاعفاء “الرفيق أبن أخ وزير المالية” من مديونيته.
سلوك متوقع

بالنسة لعضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر، فإن سياسات وزير المالية جبريل إبراهيم، ظلت تصب ضد مصلحة المواطنين وبسببه وبسبب الانقلاب وصلت الضائقة المعيشية درجة غير مسبوقة، وجراء سياساته التي أضرت بالزراعة في القطاع المطري والمروي هنالك نذر مجاعة قادمة، وقال خضر لموقع “أفريقيا برس”؛ إن تأييد جبريل لانقلاب البرهان-حميدتي أكد “أنه ورفاقه الانقلابيين لا يمتون لثورة ديسمبر بصلة”، وأضاف “إن جبريل ورفاقه لم يهتموا باللاجئين والنازحين وضحايا الحرب، بل كان كل همهم المكاسب الشخصية من وزارات ووظائف ومخصصات، لذلك فإن استغلال النفوذ وإعفاء الجمارك لسيارات ذويهم سلوك متوقع”، وقطع جعفر، بأن الحكومة العسكرية الانقلابية هي حكومة نهبية بامتياز، فالبرهان حسب جعفر؛ يسيطر على شركات البلاد وحميدتي يهرّب الذهب بالاطنان، وجبريل أصبح جزءا من جوقة الفساد، ورأى إنه لا سبيل لإيقاف هذا العبث إلا بمواصلة ثورة ديسمبر وإسقاط ما اسماه انقلاب اللصوص.
الدعاة على الخط
من جانبه، هاجم خطيب مسجد الرحمة بالحاج يوسف الداعية آدم إبراهيم، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم، على خلفية تصريحاته الأخيرة باعترافه بمنح ابن أخيه استثناء من الجمارك، وتساءل الداعية آدم إبراهيم، قائلاً “بأيّ حقٍ تصدق لابن أخيك وتعفيه من الجمارك وتمنع الآخرين، ومن أعطاك الحقّ”. وقال الداعية آدم “إنّ هؤلاء لا يستحقون أنّ يكونوا قادة لهذا المجتمع”، مشيرًا إلى أنّ يومهم سيكون قريبًا، وأضاف “سيسألك الله يا جبريل يوم القيامة بأيّ حقك سمحت لابن أخيك وتمنع الآخرين”. وتابع “بأيّ حق سمحت لك نفسك بذلك وتدعي بأنّه ليس بدعة وأنّك لم تفعل أمرًا جديدًا”، واستغرب إبراهيم من صمت رئيسه على ما وصفه بالفساد الذي عمّ وانتشر وذاعه ولم يستحّ منه. ومضى متسائلاً “يا رئيسه لماذا تسكت على هذا الفساد الذي عمّ وانتشر، ولم يستحّ منه، ولاّ عشان عندو ضهر وعنده قوات وسلاح”. وأكمل “أما تخافون من الله أما تخشون من الله ألاّ تستحون من الله حين تمرحون وتسرحون”.
ثقافة متجزرة

أما الباحث السياسي، عبدالقادر محمود صالح، يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن اعتراف السيد جبريل إبراهيم باستثناء ابن أخيه من الجمارك جاء بعد أن تحولت القضية إلى قضية رأي عام وأصبح الأمر مكشوفا للجميع، ولفت إلى إن هنالك أسباب جعلت الرجل يعترف بهذا الخطأ الفادح، أبرزها بحسب صالح؛ ان الضغوط جاءت من جهات سياسية تريد أن تظهر سلبيات سياسته الاقتصادية وتصويره باعتباره رجل يعمل على تمكين حركته المسلحة وعشيرته في السلطة والاقتصاد، وأضاف “كذلك في ظل غياب الشرعية الدستورية في البلاد، الرجل لا يتورع في إخفاء قراره الخاطئ بل يتمادى في التصريح به جهرا وهو يعلم أنه ليس هنالك من يردعه”، وتابع “هنالك أيضا سبب آخر وهو مرتبط بمطلوبات إتفاق جوبا حيث يرى السيد جبريل أن من مستحقات سلام جوبا أن تحظى حركته المسلحة بامتيازات ربما تشمل الاستثناءات التي قام بها تجاه ابن أخيه. وفي نظر صالح فإن استثناء جبريل ليس استثناء في ظل مناخ المحسوبية والفساد الإداري الضارب بجذوره في عمق مؤسسات الخدمة المدنية في السودان، فيبدو أنها بحسب محمود أصبحت ثقافة متجذرة في بيئة العمل السياسي في السودان وكل القوى السياسية التي حظيت بنصيب في السلطة يقول صالح كانت تمارس أبشع صور المحسوبية والفساد الإداري على مر التاريخ السياسي للسودان.
وشدد على ضرورة “انتباه القائمين على أمر الدولة بضرورة النأي عن مثل هكذا ممارسات من خلال بناء وإعادة بناء المؤسسات الحكومية والخاصة على أسس الكفاءة المهنية والشفافية والبعد عن كل ما يتصل بالفساد الإداري”. ويرى بان ذلك لا يتم إلا من خلال إنجاز أهداف الثورة واستكمال مهام الفترة الإنتقالية (المؤجلة) في السودان”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس