بيان البرهان.. انقلاب أم تصحيح مسار

32
عبدالفتاح البرهان - رئيس مجلس السيادة

بقلم : أحمد جبارة

أفريقيا برسالسودان. تباينت الرؤى واختلفت التحليلات بشأن ماقام به رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان في السودان، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض بأنه انقلاب على إرادة الشعب السوداني، اعتبر آخرون أنه تمزيقٌ للوثيقة الدستورية التي رسمت طريق الفترة الانتقالية بفترة زمنية محددة حتى الوصول إلى التحول المدني والديمقراطي في البلاد، وبين هذا وذاك؛ استنكر الشارع السوداني إجراءات البرهان وخرج في مسيرات منددة بها، مطالباً البرهان بضرورة تنحيه وتسليم السلطة للمدنيين.

بيان البرهان

و أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين في السودان، معلنا التمسك بالوثيقة الدستورية واتفاقية سلام جوبا، كما علق العمل ببعض المواد (11، 12، 15، 16، 71، 72) في الوثيقة الدستورية، والالتزام بالمواثيق الدولية، وأعفى البرهان ولاة الولايات، وتكليف مدراء الوزارات بتسيير أعمالها، فضلا عن تجميده لعمل لجنة إزالة التمكين، كما أعلن أنه سيشكل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، ومشاركة شباب وشابات الثورة في البرلمان الانتقالي، كما قدم الدعوة لعبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور للانضمام لركب السلام.

وفور إذاعة البيان خرج عشرات الآلاف من السودانيين في مدن البلاد المختلفة ضد ما اسموه “الانقلاب”، كما اقتحم الآلاف محيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم. وقابلت قوات عسكرية مسلحة المسيرات السلمية بالرصاص الحي وفرقت آلاف المتظاهرين وطاردتهم في الأحياء.

و نادت لجان المقاومة في الأحياء بالعصيان المدني، الذي نُفذ في الخرطوم العاصمة، ومدينة الأبيض وسط السودان.

تخطيط محكم

الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير

اعتبر عضو اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير الطيب العباس ماقام به البرهان “انقلاب على إرادة الشعب والوثيقة الدستورية”، والتي يرى أنها رسمت طريق الفترة الانتقالية بفترة زمنية محددة حتى تحقيق الحكم المدني والديمقراطي في البلاد.

وقال العباس لـ”أفريقيا برس”: “إن المكون العسكري جزء شريك فقط من المكون المدني في الوثيقة الدستورية ولا يحق له الانقلاب على المدنيين على اعتبار أن رئيس مجلس السيادة أعلى من القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتالي من ناحية تراتبية في الجيش أقل من مجلس السيادة حسب الوثيقة الدستورية، لا يحق له القيام بانقلاب”

ونوه العباس إلى أن الانقلاب الذي قام به البرهان خطط له ورسم له بعناية فائقة، مستدلاً بالتعطيل المتعمد من قبل المكون العسكري بشأن المحاكمة الدستورية والمجلس التشريعي واللتان بحسب العباس كانتا كافيتان لحل الخلافات بين المكون المدني والعسكري وإزالة الأزمة السياسية التي كانت موجودة،

وقال العباس: “ما قام به البرهان يعبد الطريق لفلول النظام السابق للعودة لمؤسسات الدولة، لكن الشعب السوداني يعي لتعطيل مؤسسات الدولة عبر العصيان المدني والخروج للشوارع”.

انقلاب مكتمل الأركان

كمال كرار ، قيادي بالحزب الشيوعي السوداني

ويتفق مع ذات الطرح القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، إذ يرى في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ أن ما قام به البرهان انقلاب عسكري مكتمل الأركان، مؤكداً أنه كان مرتباً له منذ وقت مبكر، مستدلاً باعتصام القصر وإغلاق الشرق، والذي يرى أنهما كانا أحد مخططات المكون العسكري للانقضاض على الثورة والحكم المدني على اعتبار أنه سمح للمعتصمين بدخول القصر، فضلا عن  إعطاءه أوامر للناظر ترك بإغلاق الشرق.

وقال كرار: “إن ما جرى لن يمر على الشعب السوداني ببساطة بل سيرفضه”، واستدل كرار بإغلاق الطرق عبر قوى الثورة والعصيان المدني الذي أعلن عنه فور الانقلاب ، وقال: “إن البرهان قرأ من نفس كتاب الجنرالات السابقين ، منوها إلا إنه لم يوعي الدرس وإنه استهان بالشعب السوداني الذي في نظر كرار سينتصر في معركته مع العسكر ، واردف ، الحكم المدني قادم قادم لا محال وأن قوى الثورة موجودة في الشارع وفي الخدمة المدنية ولن تتراجع عن مطالبها حتى سقوط البرهان . مؤكدا أن الحكم المدني عند الشعب السوداني اصبح خط وإن ثورته مستمرة ولن تتوقف لذلك بحسب كرار فإن البرهان لن يحكم السودان.

تصحيح مسار

بينما يرى مراقبون أن الاجراءات التي اتخذها البرهان تعد تصحيحاً لمسار الثورة مستدلين بفشل المدنيين في تحقيق شعارات الثورة وفشلهم في إدارة البلاد، وأعلن عدد من الخبراء والمختصين ترحيبهم بقرارات البرهان، متوقعين في ذات الوقت أن يُخرج البلاد من أزماتها، كما أيدت مجموعة واسعة من الشعب السوداني قرارات البرهان على اعتبار أنها ستكون منقذة لهم لاسيما في جانب معاشهم وأمنهم.

إعلان التصعيد الثوري

يقول أحد أعضاء لجان مقاومة فضّل عدم ذكر اسمه لـ”أفريقيا برس”: “إن المكون العسكري انقض على السلطة ورمى بشركائه في السجون والمعتقلات السرية” ، مشيراً الى أنه خان العهد والمواثيق، متعهدا في ذات الوقت بأنهم في لجان المقاومة عازمون على إسقاطه ومقاومته بالطرق السلمية، معلنا عن جدول تصعيدي ثوري حتى سقوط البرهان.

وكشف عضو لجان المقاومة عن نية المقاومة في تشكيل ندوات سياسية في الأحياء والنوادي والميادين العامة، معولا في ذات الوقت على مليونية 30 أكتوبر والتي وصفها بأنها ستكون الطوفان في وجه العسكر، كما قال إنها ستعيد للثورة زخمها وألقها. ودعا لجان المقاومة في المناطق الأخرى من العاصمة بمواصلة التتريس في كل شوارع العاصمة وشل الحياة العامة باستثناء الحالات المرضية، واردف قائلاً: “سيكون شهر اكتوبر بمثابة كابوس للبرهان وزبانيته، كما إننا على استعداد لتعطيل الانقلاب وقواه العسكرية وقوانينه الجائرة، أما افنونا جميعا أو فرضنا سلطتنا المدنية الكاملة والردة مستحيلة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here