أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أعلنت كتل سياسية عدة عن تحالف سياسي جديد يهدف لإسقاط العسكر، ويضم التحالف؛ الحزب الشيوعي، وتجمع المهنيين السودانيين، بجانب عدد من القوى المدنية سيما المتشددة في مواقفها ضد العسكر وضد الحوار، ويعد التكتل الجديد الذي أطلق عليه “تحالف قوى التغيير الجذري” تحالفا موازيا لقوى الحرية والتغيير بشقيها التوافق الوطني والمجلس المركزي، ومن المقرر أن تنضم للتحالف الحركة الشعبية المسلحتين بزعامة عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو .. فيما يتمدد السؤال، حول مدى إماكنية التحالف في إسقاط العسكر؟
واجهات الشيوعي
تقول القيادية بحزب المؤتمر السوداني عبلة كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن تحالف قوى التغيير الجذري هو الحزب الشيوعي وواجهاته من الأجسام القمرية، مستغربة من إن التحالف يتكون من حزب واحد ومجموعة أجسام عصبها عضوية نفس الحزب، كما قالت عبلة “إن بعض الأجسام المدرجة في قائمة الموقعين نفت صلتها بهذا التحالف على سبيل المثال لجنة ضباط الشرطة المفصولين تعسفيا والمعاشيين “إنصاف”، بجانب التحالف الاقتصادي لقوى ثورة كانون الأول المجيدة ومنظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، جميعهم نفوا توقيعهم على الانضمام لذلك التحالف”، وبشأن مقدرته على اسقاط الانقلاب، تقول عبلة “الانقلاب سيسقط عندما تتظافر جهود كافة القوى المدنية وتتوحد كلمتهم”، جازمة بأنه لن يسقطه تحالف الحزب الشيوعي مع نفسه.
خطوة مهمة
لكن القيادي بتحالف قوى التغيير الجذري والحزب الشيوعي، كمال كرار، يرى أن التحالف خطوة مهمة في إطار الفرز السياسي الراهن، باعتباره حائط الدفاع القوي عن ثورة ديسمبر وضد محاولات اجهاضها أو تذويبها، مشيرا في حديثه لموقع “أفريقيا برس” إلى أن التحالف سيدفع العمل الثوري للأمام ويوحد طاقات قوى التغيير الجذري للمزيد من المقاومة حتى إسقاط الانقلاب.
لماذا التحالف؟
بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب؛ فإنه و من الواضح أن التحالف الجذري ليس موجها فقط ضد الحكومة بل ضد الأحزاب السياسية السودانية جميعا سيما التي لها وجهة نظر مغايرة للحزب الشيوعي، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “كذلك التحالف موجه ضد الجيش ليس كقيادة بل كضباط وعساكر، بجانب الخدمة المدنية”، وأردف “بما أن الحزب الشيوعي أعلن جهرا عن إقامة تحالفه الجذري فهذا الإعلان قد يكون مؤشرا على اقتراب الحزب الشيوعي وحلفاؤه من نقطة المواجهة مع مكونات السودان القديم والتي يعتبر الجيش السوداني والأحزاب السياسية هما عمودها الفقري”، وقال الفاتح “إن الاعلان عن التحالف الجذري مهدد لمستقبل التوافق السياسي بين الأحزاب السياسية السودانية ومهدد لاستقرار السودان”، مشددا على ضرورة إجراء حوار عاجل لاقناع الحزب الشيوعي وحلفاؤه للتخلي عن هذا التوجه الخطير والقبول بالتوافق السياسي المدني لتكوين حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية تشرف على الانتخابات باعتبار أن التغيير الجذري المقبول هو الانتخابات وليست الاستعانة بحركتين متمردتين علي الجيش السوداني.
تحالف ضعيف
الأمين المكلف لحزب الاصلاح الوطني، المهندس أحمد عيسى، قلل من قدرة التحالف في إسقاط العسكر، قائلا “لا يمكن أن يسقطوا الحكومة لجهة إن تحالفهم ضعيف وليس لهم برنامج حكم واضح”، واصفا التحالف بالبالونة التي يمكن تنفجر في اي لحظة. وقال عيسى لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الحزب الشيوعي أصبح ظهره مكشوف لذلك اتخذ اللعب عبر أذرع عديدة كهذا التحالف، وأردف، رغم عراقة الحزب الشيوعي إلا أنه يفتقر للديمقراطية في مؤسساته، كما إنه لا يرغب بأن يصل للحكم عبر الانتقال السلمي، بل يسعى أن يصل للحكم عبر طرق ملتوية تقود للفوضى.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
