تحذير سوداني: تدفق اللاجئين.. خطر يهدد أوروبا وأمريكا

71
محمد حمدان دقلو
محمد حمدان دقلو "حميدتي" - نائب رئيس مجلس السيادة في السودان

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. إنذار شديد اللهجة، أطلقه نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، محمد حمدان دقلو “حميدتي” للولايات المتحدة وأوروبا يقول فيه ” إذ لم تدعموا الحكومة التي نقودها فسوف يتدفق اللاجئين إلى حدودكم ” وأردف ” ليس أمامكم خيار سوى دعم الحكومة الأخيرة لتجنب أزمة اللاجئين” مشيرا إلى أن حدود السودان تخضع لمراقبة الجيش ، وقال: “نظرًا لالتزامنا تجاه المجتمع الدولي والقانون، فإننا نحافظ على عدم تدفق اللاجئين ، مستدركا ، لكن إذا فتح السودان الحدود، فستحدث مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم” ، مؤكدا أن رسالته لأوروبا والولايات المتحدة هي تنحية شكوكهما جانبا، واعتباره هو وقائد القوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، مصدرين للاستقرار، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين في السودان “كبير”.

مقدرة السودان

وثمة مخاوف تخيم على الاوروبيون والامريكان بشأن تدفق اللاجئين على حدودهم وداخل أراضيهم الامر الذي جعلهم يتخذون إجارات صارمة كتخفيض عدد القادمين إليهم ، وهنا قللت الولايات المتحدة حصتها من اللاجئين في فترات سابقة قبل أن تزيد النسبة في العام الحالي .
هذا ، ويعلب السودان دورا مهما في محاربة الهجرة غير الشرعية مستفيدا من موقعه الاستراتيجي الذي من خلاله يعبر المهاجرون إلى أوروبا ، كذلك وبحسب الأمم المتحدة، يستضيف السودان أكثر من مليون لاجئ من دول أخرى ، كما تشير إلى أن ما يقرب من 7 ملايين سوداني وجنوب سوداني قد نزحوا قسراً، إما داخل بلادهم أو في جميع أنحاء المنطقة ، متوقعة أن يشدوا الرحال إلى أوروبا وأمريكا .

تصريح غير حكيم

ووجدت تصريحات “حميدتي” ردود فعل واسعة في السودان وخارجه ، ففي الوقت الذي سخر فيه البعض من التصريحات واعتبرها بالمضحكة والمبكية في ذات الوقت نظرا لإمكانيات السودان في مواجهة دول أوروبا ، رأى البعض الآخر ، أنها غير حكيمة وكان الأحرى التعامل بدبلوماسية مع هكذا قضايا ، وبين هذا وذاك ، وصف الدبلوماسي الأميركي السابق في السودان، كاميرون هدسون، هذه التصريحات بأنها “ابتزاز محض” من قبل حميدتي، مؤكدا أن هذا سبب آخر لعدم اعتباره، أو التعامل معه، كزعيم شرعي للسودان. وقال هدسون، الذي يعمل باحثا في المجلس الأطلسي، في تصريحات لموقع “الحرة”: “تبدو هذه محاولة واضحة من قبل داعمي حميدتي الروس، لاستخدام السودان مثل بيلاروس جديدة، لخلق فوضى سياسية وتهديد لقادة الاتحاد الأوروبي”. وأضاف: “هذا ابتزاز يهدد بتفاقم أزمة اللاجئين، ما لم تدعم أوروبا حكومته من خلال المساعدة والتعاون والدعم الدبلوماسي”.

مهمة الدعم السريع

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية
الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

في هذا الصدد، يقول المحلل السياسي ، الفاتح محجوب ، في إفادته لـ”أفريقيا برس” : إن الحكومة السودانية وافقت منذ عهد الإنقاذ على منع تدفق المهاجرين الأفارقة والسودانيين إلى أوروبا عبر ليبيا وتم تكليف قوات الدعم السريع بمهمة حراسة الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرغية وكذلك مكافحة الاتجار بالبشر وواصلت الحكومة الانتقالية ذات المهمة محافظة على تكليف قوات الدعم السريع بمكافحة الاتجار بالبشر ومكافحة الهجرة غير الشرعية بدعم من الاتحاد الأوروبي ، وتابع ، ولهذا أراد السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول “حميدتي” ان يذكر الاتحاد الأوروبي بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة السودانية في مكافحة الهجرة غير الشرعية وبالتالي فمن الأفضل للاتحاد الأوربي أن يدعم الحكومة الانتقالية لأن ذلك يتفق مع مصالحه العليا ، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي مهتم أكثر بعدم تحول السودان إلى دولة فاشلة ولا يرغب في أن يرى في السودان دولة منهارة اقتصاديا حتى لا يتحول السودان الى أكبر دولة مصدرة للاجئين إلى أوروبا ولا يرغب أيضا في أن يتحول السودان إلى دولة فاشلة يحتلها المتطرفون مثل عناصر القاعدة و داعش ولهذا يرغب الاتحاد الأوروبي في دعم الحكومة الانتقالية السودانية وأن يرعى التحالف بين المكونين العسكري والمدني للوصول إلى حكومة منتخبة.

مشاركة حكيمة

عبده مختار ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية
عبده مختار ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية

بالنسبة لأستاذ العلاقات الدولية ، بجامعة أمدرمان الاسلامية ، عبده مختار، فإن السودان يمكن أن يلعب دور كبيرا في منع اللاجئيين من العبور لأوروبا، مشيرا في حديثه لـ”أفريقيا برس” إلى أن كل اللاجئين الأفارقة يعبرون لأوروبا وأمريكا عبر السودان على اعتبار أن الدخول إليه سهلا لانه دولة مفتوحة الحدود سيما وأنه الان يعيش في فترة هشاشة أمنية، واستدرك، ولكن ما من الحكمة السياسية أن نجعل الأمر تهديدا وابتزازا لأوروبا بل يمكن أن يكون بصورة تلميحية ودبلوماسية بحيث نظهر الدور الذي يقوم به السودان في محاربة الهجرة غير الشرعية وبعدها نلمح إلى مساعدة وعون من الاسرة الدولية والدول المتضررة من الهجرة ، محذرا من الطريقة التي تعامل بها حميدتي على اعتبار أنها قد تدفع أوروبا تفكر وتتعامل ضد السودان سيما في الجانب الاقتصادي ، وهنا ضرب مختار مثالا بدولة تركيا والذي قال إنها تأثرت اقتصاديا عندما تحدت أوروبا ، وأردف، الآن تركيا بسبب هذا التحدي أصبحت عملتها متدهورة بصورة سريعة جدا ، ولم يستبعد مختار ، أن يكون السودان أحد الأدوات أو الكروت التي تستخدمها روسيا ضد الغرب ، لذلك ، شدد مختار ، على ضرورة أن يفكر السودان قبل أن يتخذ مواقف في القضايا الحساسة ، كما شدد مختار على ضرورة أن لا تترك هكذا قضايا للساسة والعسكريين بل في نظر مختار يجب أن تترك للجهات المختصة كوزارة الخارجية ومختلف المؤسسات بحيث يكون هنالك مشاركة حكيمة تحافظ على السودان وتبعده عن الصراعات والأحلاف.

حماية حميدتي

صباح محمد الحسن كاتبة صحفية
صباح محمد الحسن كاتبة صحفية

أما  الكاتبة الصحفية ، صباح محمد الحسن ، ترى أن تصريحات حميدتي بشأن تدفق اللاجئين إلى أوروبا الغرض منها حماية لنفسه على اعتبار أن الكونغرس الأمريكي لوح بفرض عقوبات على المكون العسكري بحسبان إنهم معرقلون للتحول الديمقراطي ، وتضيف الكاتبة ، لهذا كانت المقايضة بوقف تدفق اللاجئين، وتواصل الكاتبة عبر زاويتها الراتبة ” حميدتي يبحث عن مخرج ولكسب رضا الكونغرس والإدارة الامريكية، فربما ماذكره عن عمله في محاربة الهجرة غير الشرعية، لا يكفي وانه ربما يحتاج إلى المزيد من نسج خيوط الإقناع عله يخيط له ثوباً واقياً ، وتابعت ، وكأن حميدتي أفقه من المجتمع الدولي في مسائلة الحسابات السياسية ، فأمريكا ليست بحاجة لعقلية حميدتي حتى يؤثر في قراراتها لا سيما ان كان وجود حميدتي والبرهان يعيق مصالحها في المنطقة، فما يقوم به حميدتي يمكن أن تقوم به القوات المسلحة التي تحارب الآن في حدود أخرى من البلاد ، فمحاسبة الجنرالات العسكرية على أفعالهم وجرائمهم وفسادهم -بالنسبة لصباح – لا يعني ان أمريكا ستستغنى عن دور الجيش والقوات المسلحة في السودان، حتى يختصر حميدتي هذه المهمة في شخصه وصديقه البرهان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here