تعاطف واسع مع “مناوي” عقب انتشار فيلم إباحي نسب إليه

406
حركات مسلحة ضد السلام بدارفور.. من يقصد مناوي؟

أحمد جبارة 

أفريقيا برس – السودان. تعاطف عدد واسع من القيادات السياسية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، والذي تعرض لاستهداف شخصي عبر نشر فيديو إباحي نسب إليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما أدان البعض الفيديو واعتبره سلوكا مشينا ولا يشبه المجتمع السوداني، اعتبر البعض الآخر ما حدث لمناوي يعد عملا مرفوضا ووسيلة مقززة في تصفية الخصومة السياسية.

حملات تشويش

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو إباحي، إدعى ناشروه أنه لمني أركو مناوي، كما انتظمت حملات تشويش واضحة تروج للفيديو تحت مسمى “فضحية مناوي”، مؤكدة إنه تورط في فيلم جنسي لا يليق بقامته.

ماذا قال مناوي؟

سارع مني أركو مناوي بدوره بنفي مقطع الفيديو المزعوم، وكشف مناوي عن تلقيه إخطاراً منذ نحو عام باعتزام الحزب الشيوعي السوداني، فبركة فيلم إباحي عبر مكاتبه في لندن وأيرلندا، وذلك إبان خلافاته مع الحزب، وقال مناوي، إن الدكتور صلاح بندر – أحد كوادر الحزب الشيوعي السابقة – أخطره عبر الصحفي “عطاف” بخطوات الحزب الشيوعي لإنتاج الفيلم، وأبان أنه تواصل مع صالح محمود عضو مركزية الحزب الشيوعي، الذي قطع بعدم وجود علاقة بين الحزب وصنّاع الفيلم، وأن مثل هذه الأساليب ليست من أخلاق الحزب ولا تقاليده، وبرأ مناوي، الحزب الشيوعي من صناعة ونشر الفيلم، غير أنه اتهم جهات لم يسمها بالوقوف خلف العمل الغير أخلاقي، ووجه حديثه لتلك الجهات بأنه “من السهل عليكم حال أردتم التخلص مني استخدام الرصاص أو السم”.

أسلوب منحط

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

يقول عضو المكتب السياسي لحركة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب لموقع “أفريقيا برس”؛ “تابعت الجدل لكنني وبصرف النظر عن محتوى الفيديو مع أنني لم أشاهده فهذه حرب قذرة تندرج في إطار محاولة اغتيال الشخصية أيا كان المستهدف ومؤكد ان هذا اسلوب مرفوض في الصراع السياسي، على اعتبار أن أدوات الصراع السياسي معلومة ليس من بينها محاولات التشهير خاصة تلك التي لا يتوقف تاثيرها عند المستهدف بل لها تداعيات اجتماعية”، وأضاف “الموضوع هنا ليس متصل بمناوي الشخص انما مناوي السياسي لذلك ربما تقاطعت مصالح عدة جهات تختلف مع الرجل سياسيا فلجأت لمثل هذا الأسلوب الذي يمكن وصفه بلا مواربة بالمنحط اتفقنا أو اختلفنا سياسيا مع القائد مناوي فهذا يجد منا الادانة والشجب”.

تصفية حسابات

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

بالنسبة للباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح ، فإن كثير من بلدان العالم تحدث فيها حالات اغتيال الشخصية وذلك لإثارة موضوعات ذات دلالة جنسية لتصفية الحسابات السياسية مع الخصوم السياسيين مثيري الجدل في أوساط الرأي العام، وغالبا مثل هذه الحالات تقوم بها جهات متخصصة داخل الدوائر الاستخبارية والأفراد ذوي النفوذ المتقدم داخل دائرة القرار السياسي، ولفت صالح إلى إنه يمكن الإشارة إلى حادثة تحرش الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وتداعياتها على مستقبله السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، واستغرب محمود لما حدث لمناوي، قائلا “على غير الطبيعي أن يحدث مثل ذلك في بلد عرف عنه التسامح والتطبيع الإجتماعي حتى في ظل الخصومة السياسية”، ويضيف لموقع “أفريقيا برس”؛ “ان نشر الفيديو المتعلق بالسيد اركو مناوي لا ينفصل من تصفية واغتيال الشخصية من جهات منظمة في تقديري، أرادت أن تصنع زخما إعلاميا ضد السيد اركو مناوي بغرض اغتياله سياسيا واجتماعيا وممارسة الابتزاز عليه، خاصة وأن الرجل لوحظ في الآونة الاخيرة بنهجه المستقل في معارك الفعل السياسي الذي أصبح أقرب إلى صوت الشارع منه إلى الضفة الأخرى”، وأكمل “كذلك السيد مناوي وحركته السياسية لم تنخرط في مبادرة الشيخ الجد التي وجدت إجماعا عليها من مكونات الثورة المضادة حيث في تصريحه الأخير، السيد مناوي أشار بأصابع الإتهام إلى بعض الجهات التي جلس (معهم في منازلهم) هي من خطط لذلك الفيديو”، وقال “كان عليهم أن يضعوا لي السم في الأكل أو الشراب عند تقديمه لي”، ويقول صالح “بغض النظر عن من يقف وراء هذا الحادث اللاأخلاقي، فإنه يشير إلى حالة الإفلاس السياسي التي وصلت إليها تلك الجهات، وهذا بدوره يعكس حمى الصراع السياسي الدائر الآن في السودان على المنطق الميكيافلي (الغاية تبرر الوسيلة)”.

حملة سيئة

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

وعلق القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق على الفيديو قائلا “مؤكد أنه ستظل الخصومة السياسية بين الفرقاء في السودان أمرا محتوما لا يرجى زواله، كما أن التنافس بين بني الإنسان أمر أزلي لن ينتهي”، وأستدرك “ولكن يجب أن يكون الأمر مضبوطا بأخلاق ومعايير لا تتنافى والوسائل المشروعة”، وقال عروة لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن تعرض السيد مني اركو مناوي لتشويه لا أخلاقي وتصميم حملة سيئة كالتي شهدناها أمر يوجب التصدي له وتعقب ناشريه لمعاقبتهم، فهو مسلك لم يتخذه إلا سواقط الأنظمة الدكتاتورية، وقد مارسته أجهزة النظام المباد ضدهم ومع الناشطين السياسيين”، مشددا على ضرورة رفضه ومحاربته من الجميع”، واردف “عمل كالذي نشر لا يعد مسيئا فحسب بل يتجاوز أعراف الخلاف السياسي الموروث، ومهما كان الخلاف مع مناوي فمقابلته بهذه البذاءات أمر مرفوض ومستنكر ومدان، وهذا لا ينفي أن درجة الخلاف مع مناوي ارتفعت واتسعت عداواته السياسية وخلافاته اشتدت مع زملاء له في الحركة وفي التحالف وفي الحكومة، فضلا عن خلافه منذ الانقلاب مع قطاعات سياسية وشعبية واسعة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here