تعليق مسار الشرق..هل تبدو خطوة لحل الأزمة؟

56
تعليق مسار الشرق..هل تبدو خطوة لحل الأزمة؟

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في خطوة لاقت القبول وسط مكونات شرق السودان، أعلنت الحكومة تعليق مسار الشرق المضمن في اتفاقية سلام جوبا، في وقت يرى فيه مراقبون أن خطوة التعليق تصب في حل قضية الاقليم المتنازعة مكوناته، فيما انتقد البعض الخطوة، واعتبرها إنهيارا لاتفاقية جوبا التي حظيت برعاية إقليمة ودولية، مؤكدين، أن المسار تناول كل قضايا الاقليم وعليه فإن تجميده يعني إنهيار للعملية السلمية وعودة نار الفتنة مجددا في شرق السودان.

ترحيب ترك

محمد الامين ترك
محمد الامين ترك، رئيس المجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في شرق السودان

وسرعان مارحب سيد محمد الأمين ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق ‎السودان، بقرار التعليق، حيث قال ترك: “قرار تعليق مسار الشرق بشرى كبيرة ونسوق التهنئة لكل الشعب السوداني ولأهل الشرق بصفة خاصة لأن هذه القرارات تساهم بشدة في لم شمل أهل الشرق وحل قضية الاقليم بكل مكوناته”. وأوضح ترك أن القرارات شملت أمر تنفيذ “القلد” بيت الهدندوة والبني عامر في العام 2019، لافتاً إلى أن القلد هو اتفاق صلح و يعد الأساس في التعايش السلمي وتصحيح كل المفاهيم الخاطئة لدى الجميع. واعتبر أن تكوين لجنة لحل القضية يؤكد أن الجميع متفقون في الأساس، في وقت وصف الخلاف بينهم بالسياسي وقال: “لم يكن لدينا قصد ضد البني عامر أو الحباب لأننا كلنا في مكان واحد”. وأضاف: “لا توجد أي مشكلة بيننا وبين أهلنا البجا والبني عامر والحباب بإعتبارها كلها قبائل بجاوية، والقلد يؤكد ترابط بعضنا بالبعض وإعترافنا بالبعض لأن توقيع كل النظار في هذه الوثيقة هو إعتراف ضمني بحق الجميع في الشرق”.

لماذا المواقفة على التعليق؟

بدوره، أعلن رئيس وفد التفاوض لمسار الشرق في اتفاق جوبا، أسامة سعيد، الموافقة على تعليق مؤقت لاتفاق مسار الشرق لمدة أسبوعين حسب طلب لجنتي مجلس السيادة والوساطة الجنوبية، وقال سعيد، في بيان تلقت “أفريقيا برس” نسخة منه، إن “قبولنا بالتعليق استشعاراً منا للمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه كل الشعب السوداني ومستقبل الأمن والاستقرار في بلادنا”.

مقبولية الخطوة

الدكتور عبد الرحمن أبوخريس – أستاذ العلاقات الدولية في المعهد الدبلوماسي، التابع لوزارة الخارجية السودانية

أستاذ العلوم السياسية عبدالرحمن أبوخريس، ذهب في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ إلى أن خطوة التعليق، تصب في مصلحة حل أزمة الشرق على اعتبار أنها تمت بموافقة جميع المكونات في الشرق، وأمتدح ابوخريس لجنة الحكومة في التعامل مع الازمة، حيث قال: “نجحت في التوفيق في معالجة الازمة باعتبارها دخلت بمدخل الجلوس مع كل الاطراف والاستماع لوجه الاختلاف والاتفاق بينهم، وبعدها اتخذت قرار التعليق”، والذي بحسب أبوخريس وجد مقبولية من كل الاطراف، بجانب قبول خارجي، منوها إلى أن الخطوة ستحدث استقرارا للحكومة القادمة لجهة إنه لن يحدث إغلاق للشرق والذي قال إنه احدث توترا للحكومة السابقة، مؤكدا إنه سيحفز ويشجع بالاسراع في تشكيل الحكومة.

نتائج وخيمة

الهادي ادريس ، عضو مجلس السيادة الانتقالي ، وأحد الموقعون على إتفاقية سلام جوبا
الهادي ادريس، عضو مجلس السيادة الانتقالي، وأحد الموقعون على إتفاقية سلام جوبا

لكن عضو مجلس السيادة الهادي إدريس، قال إن قرار التعليق ليس حلا، مؤكدا أن تجميد مسار الشرق سيفتح الباب لمزيد من المشاكل في المسارات الاخرى، كما إن للشرق قضية حقيقة وعادلة واعترف بها الجميع والاقليم عانى من التهميش السياسي والاقتصادي، واضاف في برنامج تلفزيوني: “للاسف الشديد الناس تنظر لاتفاق الشرق في الشخوص وليس فيما حققه الإتفاق لإنسان شرق السودان”، وبحسب إدريس، فإن الإتفاق يتضمن ميزات كثيرة لشرق السودان منها قيام صندوق خاص لشرق السودان يتم فيه إيداع 300 مليون دولار لدعم التنمية في ولايات الشرق، بالاضافة للتمييز الإيجابي لأبناء وبنات شرق السودان، مشددا على ضرورة المحافظة على هذه المكاسب، وقال: “هذا الإتفاق اتفاق مثالي صنعناه نحن السودانيون وبذلنا فيه جهدا واستخدمنا كل تجاربنا لننتج إتفاقا سليما ويجب أن ننظر اليه بإيجابية كبيرة كما يجب المحافظة عليه لانه خاطب كل القضايا السودانية خصوصا التقسيم العادل للسلطة والثروة والانتخابات والمؤتمر الدستوري والهوية وغيرها”، مستدركا، “ولكن للأسف الشديد تمت شخصنته” ، وقال إدريس: “إن أي إلغاء في هذا الإتفاق سوف يقودنا إلى نتائج وخيمة”.

كيف يكون الحل؟

عبدالوهاب جميل
عبدالوهاب جميل، كبير مفاوضي مسار شرق السودان في إتفاقية جوبا للسلام

فيما رهن كبير مفاوضي شرق السودان، عبدالوهاب الجميل في حديثه لـ”أفريقيا برس” حل مشكلة الشرق بتراضي وتوافق كل المكونات في شرق السودان، مؤكدا ان ذلك يمثل خارطة طريق ناجحة لحل الازمة، منوها إلى أن تعليق مسار الشرق ليس بالجديد، حيث بحسب جميل إنه أصلا مجمدا منذ توقيع الاتفاقية ولم تتطبق بنوده على أرض الواقع، متعهدا بالبحث عن ايجاد حل لمشكلة الشرق، واردف: “نحن في مسار الشرق ندعم بشدة ايجاد مخرج وحلول ناجعة للأزمة من أهل الشرق انفسهم بعد أن عجزت الحكومة في ايجاد حلول للأزمة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here