تعيين سفراء عسكريين يثير ضجة في السودان

33

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار تعيين عدد من العسكر سفراء في وزارة الخارجية، ردود أفعال واسعة في السودان، ففي الوقت الذي اعتبره البعض محاولة من البرهان لعسكرة الحياة المدنية، رأى البعض الآخر، أن الإجراء الذي تم كان طبيعيا، على اعتبار أن هنالك دول تحتاج إلى سفراء ذات خلفيات عسكرية سيما التي تشهد أوضاع أمنية معقدة.

قرار البرهان

وعيّن رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، 5 من جنرالات من الشرطة والجيش والأمن سفراء في وزارة الخارجية، تمهيدا لابتعاثهم لدول الجوار، وبحسب موقع “سودان تربيون” عيّن البرهان الفريق، فتح الرحمن محي الدين صالح محمد، سفيرا في وزارة الخارجية السودانية، وضمت القائمة أيضا الفريق أول، جمال عبد المجيد، مدير جهاز المخابرات العامة السابق، وهو ضابط جيش، ويرجح بحسب مصادر مطلعة أن يتولى مهام السفارة السودانية في جوبا عاصمة جنوب السودان. كما عين علي عثمان محمد يونس سفيرا، ويتوقع أن تكون وجهته تشاد. وسمى القرار إبراهيم محمد أحمد إبراهيم سفيرا بالخارجية، واللواء بشرى أحمد إدريس، وهو ضابط شرطة سابق، ينتظر أن يكون سفيرا في أفريقيا الوسطى.

تقليد عالمي

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب فإن تعيين كبار الضباط في مناصب السفراء تقليد عالمي متعارف عليه، وهو عادة يتم إما كمكافاة للضابط أو بغرض الاستفادة منهم في مناطق تحتاج لوجود ضابط ذو خلفية أمنية للتعامل مع ظروف سياسية وأمنية معينة، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “الضباط الذين تم تعيينهم جميعا تم توزيعهم على دول الجوار الجغرافي عدا مصر وهي دول تعيش توترات امنية وسياسية تحتاج لرجال يمتلكون خلفية أمنية للتعامل معها.

لماذا التعيين؟

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

لكن القيادي بحركة “حق” مجدي عبدالقيوم “كنب” يذهب بعيدا عن الحديث السابق، إذ يقول في إفادته لموقع”أفريقيا برس”؛ “إن تعيين العسكر من ناحية بغرض بسط نفوذهم على كل القطاعات بما فى ذلك السلك الدبلوماسي، وهم -العسكر- أبعد فى التعاطي مع ملف العلاقات بين الدول”، واضاف “كذلك من وجهة أخرى يؤشر التعيين إلى الخشية من تداعيات الصراع وانعكاساته الأمنية في معظم الدول الأفريفية نتيجة تقاطع المصالح في الصراع الدولي التي أصبحت أفريقيا ميدانا رئيسيا له، لذلك تم تعيين هؤلاء العسكر في السلك الدبلوماسي”.

رفض القرار

ورفضت قوى الحرية والتغيير في بيان لها الخطوة، إذ قالت “إن المرسوم يوضح تناقض الأحاديث المتكرِّرة التي ترد في خطابات قائد الانقلاب منذ الرابع من يوليو، بابتعاد الجيش عن السياسة وعودته للثكنات، وتكشف مثل هذه القرارات النوايا الحقيقية في الهيمنة على جميع مناحي الحياة، وعسكرة الوظائف المدنية، بما في ذلك العلاقات الخارجية التي تعتبر من صميم مهام الحكومة التنفيذية”. وأضافت “يعيد هذا المرسوم منهج التمكين في التعيين الذي انتهجه نظام الإنقاذ المباد دون أية أسس أو معايير وتقديم الوظائف الرفيعة مكافآت لبعض الذين قدَّموا خدمات للنظام، بغض النظر عن ضعف قدراتهم وعدم أهليتهم الفنية لهذه الوظائف، وإن مثل هذه القرارات تتضرَّر منها البلاد وتهز صورتها في الأوساط الإقليمية والدولية”. وقالت الحرية والتغيير “إن تعيين 5 ضباط متقاعدين في مناصب سفراء يثير القلق جراء التوجه الواضح في ترجيح المعطى الأمني العسكري على حساب قواعد العمل الدبلوماسي، مؤشراً لعودة السودان مجدَّداً لدائرة الصراعات الإقليمية والخارجية، عوضاً عن دوره بعد ثورة ديسمبر المجيدة في تسخير العمل الدبلوماسي لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. وتابعت “لعل خطورة هذا التوجه أن بعض العناصر المرتبطة بزعزعة استقرار الإقليم لا تزال نافذة وحاضرة كما تعاني البلاد نفسها من تضارب توجهاتها الدولية والإقليمية بين قادة الانقلاب أنفسهم”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here