تقدم: ما حدث في سوريا قد ينطبق على السودان

53
تقدم: ما حدث في سوريا قد ينطبق على السودان
تقدم: ما حدث في سوريا قد ينطبق على السودان

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. قال الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدُّم”، شهاب إبراهيم الطيب، في حواره مع “أفريقيا برس”، بأنّ ما حدث للأسد في سوريا ستكون له انعكاسات دولية. وأوضح أنّ هذا السيناريو قد ينطبق على السودان، حيث تعتمد الأطراف المتحاربة فيه على حلفاء لهم مصالح محددة. ويشير الطيب إلى أنّ هؤلاء الحلفاء لن يواصلوا دعمهم متى ما ظهرت لهم فرصة أفضل مع دول أخرى.

سقط نظام الأسد في سوريا، بعد تراجع روسيا عن دعمه.. فهل هذا السيناريو سيتكرر في السودان؟

تؤكّد حتمية التاريخ أنّ السير نحو خلط الأوراق والاعتماد على دعم حلفاء لهم مصالح متناقضة لن يستمر إلى الأبد. فعندما تجد هذه الدول صيغاً أخرى لمصالحها، ستتخلّى عن أي نظام لا يحظى بدعم شعبي ولا يراعي مصالح وطنه بإرادة وطنية.

هذا الأمر سينطبق على أطراف الحرب في السودان. ويبدو واضحاً أنّ ما حدث للأسد في سوريا، من سقوط نظامه نتيجة امتداد مشروع دولي وإقليمي، سيصل تأثيره إلى السودان، خصوصاً الأطراف التي تستند إلى دعم روسيا وإيران. فهذان الحليفان، أساساً، ليسا سوى شريكين “خفيفي الوزن” بالنسبة لإيران وروسيا في المنطقة.

المؤتمر الوطني عيّن أحمد هارون رئيسا للحزب بدلاً من إبراهيم محمود، في وقت هناك قطاع عريض في الحزب يرفض هذا التغيير.. هل سنشهد مفاصلة جديدة؟

إنّ انقسامات حزب المؤتمر الوطني تمثّل نتيجة طبيعية للتغيرات الجذرية التي يشهدها السودان. وعلى الرغم من أنّ هذه الانقسامات تضعف الحزب، إلا أنّها قد تمهّد الطريق لتغيير سياسي أوسع في البلاد.

تعكس هذه الانقسامات أيضاً الصراعات الداخلية العميقة التي كان الحزب يعاني منها قبل سقوطه، بين مراكز القوى المتعدّدة داخله. وقد تفاقمت هذه الصراعات بعد الإطاحة بنظام عمر البشير، مما أدّى إلى تباين الرؤى حول المستقبل واختلاف وجهات النظر بشأن كيفية التعامل مع المرحلة الانتقالية وتوجهات الحزب المستقبلية. نتج عن ذلك صراع وتنافس شديد على المناصب القيادية داخل الحزب، خاصة بعد سقوط النظام السابق.

إلى جانب ذلك، فإنّ الانقسامات بين الإسلاميين تساهم في تعقيد الأزمة السياسية في السودان، وتأخير إيقاف الحرب، وبالتالي تأخير تحقيق الاستقرار. إذ يؤثّر هذا الوضع على الجيش، الأمر الذي قد يؤدي إلى انقسامات داخله، مما يمدّد أمد الصراع ويزيد من حدة التوتّر في البلاد.

قوات الدعم السريع تقتل المدنيين في امدرمان ودارفور والجزيرة.. هل هنالك ثمة محاولة من جانب تقدم لوقف هذه الانتهاكات، غير محاولات الدعوات للمفاوضات بين الجيش والدعم السريع؟

أولاً، يجب التأكيد على حقيقة أنّ هذه الحرب بدأت في ظل أدنى المعايير الإنسانية والأخلاقية، إذ تُرتكب فيها انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب. وعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها القوى المدنية والسياسية لحماية المدنيين من هذه الانتهاكات، فإنّنا نعمل حالياً على تشكيل تحالف دولي يفرض قراراً لحماية المدنيين على أطراف الحرب.

لماذا لم تضغط “تقدم” على قوات الدعم السريع لوقف قتل المواطنين سيما إنه كانت لكم علاقة قوية بالدعم السريع حيث جمعت بينكم اعلان إتفاق؟

ما حدث مع قوات الدعم السريع كان محاولة لاختراق حالة التعنت بين الطرفين وعدم التزامهما باتفاق جدة. لقد وقّعنا إعلاناً لحماية المدنيين مع الدعم السريع، وليس اتفاقاً ملزماً، بينما طُرح الإعلان نفسه على قادة الجيش ليكتمل بذلك اتفاق يشمل طرفي الحرب لحماية المدنيين.

ومع ذلك، ليس لدينا وسيلة لإلزام أي طرف من أطراف الحرب إذا لم تتوفر الإرادة لديهم لحماية الشعب السوداني. لكن هذا لن يمنعنا من مواصلة العمل على إصدار قرارات دولية وإقليمية تضغط على أطراف الحرب لحماية المدنيين والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني.

هناك حديث عن لقاء مرتقب بين عبدالرحيم دقلو وتقدم لتشكيل حكومة منفى.. هل هذا صحيح؟

أتحفّظ على الردّ على هذا السؤال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here