جدل المبادرة الإماراتية لتسوية النزاع الحدودي بين أديس أبابا والخرطوم

68

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. أثارت مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي طرحتها لوقف التصعيد العسكري الحدودي بين أديس أبابا والخرطوم العديد التساؤلات في الساحة السياسية وتركت خلافاً واسعاً داخل المجلس السيادي. وأعلنت الحكومة السودانية، في شهر مارس الماضي قبولها بوساطة إماراتية لمحاولة حل التوتر المتصاعد مع إثيوبيا حول الحدود.

وتنص المبادرة الإماراتية على استثمار الأراضي محل الخلاف مع الجانب الأثيوبي دون إشارة لوضع العلامات الحدودية التي يتمسك بها السودان. فيما يذهب آخرون أن المبادرة الإماراتية تنتقص من الحق السوداني لملكية أراضي الفشقة. وقامت أطراف حكومية في مقدمتها وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي بزيارة دولة الإمارات في الشهر الماضي لدراسة المبادرة رغم الرفض الكبير الذي وجدته.

رفض سيادي

في ذات السياق أعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار رفضه القاطع لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة في التوسط لحل النزاع الحدودي في منطقة الفشقة. وقال في ندوة حول “العلاقات السودانية الاريترية” نظمها مركز دراسات وأبحاث القرن الأفريقي بوزارة الثقافة والإعلام إن المبادرة تعني أن شخصاً يريد إعطاء أرض لمن لايستحقها وخاطب دولة الإمارات بالقول ” ليس من حقكم توزيع أرضنا”.

رفض في الولايات

كما رفض تجمع ولاية القضارف التي تضم َمنطقة الفشقة ، المبادرة الإماراتية لحل النزاع بين السودان وإثيوبيا في منطقة الفشقة، لجهة عدم اشراكهم في المبادرة. وقال الناطق الرسمي للتجمع “مبارك النور”، إن “التجمع رفض المبادرة الإماراتية لحل الخلاف مع إثيوبيا في منطقة الفشقة الحدودية وأضاف نحن أصحاب المصلحة ولا نعرف تفاصيل المبادرة.

صمت أثيوبي

ولم تُبدِ أثيوبيا أي اهتمام بالمبادرة الإماراتية حيث أشارت فقط أن هناك مبادرة من دولة الإمارات مطروحة لحل النزاع الحدودي بين البلدين وتمسكت أثيوبيا في وقت سابق بخروج الجيش السوداني من المناطق التي سيطر عليها كشرط لبداية أي حوار حول المنطقة.

وأكدت القيادة الأثيوبية أكثر من مرة أن بلادها لا تريد حربا مع السودان، ووصفه بـ “البلد الشقيق”. فيما يلوح رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان “عبدالفتاح البرهان”، من لجوء بلاده للخيار العسكري لاستعادة كافة مناطق الفشقة الحدودية، ما وصفه بالاحتلال الأثيوبي ، ويعود ويؤكد في عدة مناسبات أخرى متانة علاقات البلدين وأن النزاع يمكن أن يحل بالحوار والطرق الدبلوماسية.

مصالح غربية

أقر المحلل السياسي الطيب كنونة بأن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت تمثل المصالح الأمريكية في المنطقة. وأضاف في حديثه لموقع أفريقيا برس أن الإمارات تحاول أن تكون لاعب مؤثر في المنطقة العربية الأفريقية وأشار إلى أنها تتطلع لتكون بديل لدور مصر في المنطقة. وكشف أن دافع الإمارات البحث عن سوق جديدة لاستثماراتها في دول الإقليم. واستبعد كنونة أن تقبل أثيوبيا بالمبادرة الإماراتية ولم يخفى أن يكون وراء المبادرة الإماراتية مصالح وأجندة غربية.

وشدد كنونة على سودانية الفشقة الحدودية وقال تاريخياً لاخلاف حول ملكيتها للسودان، منذ عهد الملك منيلك الثاني، والعديد من الوثائق، موجودة الآن بدار الوثائق القومية السودانية.

تجدد الصراعات

قالت مصادر عسكرية مُطلعة، لموقع أفريقيا برس إن القوات المسلحة تصدّت أمس لمُحاولة مليشيات إثيوبية مسنودة بقوات أخرى، التوغل داخل الأراضي السودانية، وتمكنت من صدها كما استعادت منطقة (مرشا) الحدودية.

وكشف ضابط في الجيش السوداني برتبة لواء أن السودان يسيطر حالياً على ٩٥ في المئة من الأراضي السودانية التي تحتلها أثيوبيا. وقال إن القوات المسلحة بالمنطقة على درجة عالية من الروح المعنوية وعلى قناعة بأنهم يدافعون عن الأرض، وأردف وأن القوات المسلحة بسطت سيطرتها على أراضى الفشقة ولم تبقى منها إلا القليل.

ومنذ بداية التوتر الحدودي بين أديس أبابا والخرطوم في نوفمبر من العام الماضي قُدمت العديد من المبادرات الإقليمية والدولية لنزع فتيل الأزمة بين السودان وأثيوبيا لكنها لم تجد تلك المبادرات القبول من طرفي النزاع. وما زال التصعيد العسكري يراوح مكانه على الشريط الحدودي للبلدين دون حل جذري يلوح في الأفق.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here