أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. تحركات مكثفة يقوم بها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى عدد من الدول العربية والأفريقية، ففي غضون الأيام الماضية وصل البرهان الإمارات وأبرم عددا من الاتفاقيات، في وقت أكدت فيه مصادر أن هدف الزيارة كان بغرض حث الإمارات للتوسط بين الفرقاء السودانيين، وواصل البرهان جولاته الخارجية، إذ حطت طائرته أمس في مطار كمبالا عاصمة يوغندا والتي بحث فيها مع الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، تطورات المشهد السياسي في السودان، في وقت توقع فيه خبراء بأن يكون هدف الزيارة لمقابلة عدد من المسؤولين الإسرائليين لبحث مشروع التطبيع المتعثر، ولم يمضي البرهان سوى ساعات في يوغندا، حتى قالت وسائل إعلام؛ إن البرهان وصل إلى عاصمة دولة جنوب السودان جوبا قادما من يوغندا، قبل أن تؤكد وسائل إعلام أخرى تأجيل زيارته إلى السعودية والتي كان مقرر لها الأربعاء الماضي.
لماذا الزيارات؟

ويرى السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية الرشيد أبوشامة في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ أن جولات البرهان الخارجية تهدف لإنهاء الأزمة في السودان، مشيرا إلى أن زيارته المؤجلة للسعودية لحث الأخيرة على بلوغ توافق سياسي بين الأطراف السودانية على اعتبار أن الوضع في السودان يشهد انهيارا سياسيا واقتصاديا، وبشأن زيارة البرهان إلى يوغندا، لم يستبعد أبوشامة أن تكون امتدادا لزيارته التي التقى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، منوها الى أنها قد تكون بهدف التطبيع، والتي ترى إسرائيل بحسب أبوشامة إنه تأخر كثيرا، وأضاف: “إسرائيل شعرت بأن فترة حكم البرهان على وشك الانتهاء على اعتبار وجود ضغط دولي وشعبي على حكمه، لذلك تريد أن تسرع في عملية التطبيع، وما يؤكد أن زيارة البرهان ليوغندا بهدف التطبيع” ويقول أبوشامة: “ما من داع أو سبب يجعل رئيس دولة يزور يوغندا في الوقت الحالي غير أن يكون هنالك مسؤول إسرائيلي لمقابلته” وأضاف: “كذلك ما يعضض أن هدف الزيارة من أجل التطبيع هو عدم مقدرة يوغندا في تقديمها لمساعدات اقتصادية للسودان إذ افترضنا زيارة البرهان من أجل المساعدات الاقتصادية”.
البحث عن دعم

بالنسبة للكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبداللطيف محمد سعيد فإن يرى أن الزيارة للمملكة العربية السعودية تعني البحث عن دعم مالي خاصة وأنه كان مرتب لها بعد زيارة الإمارات مباشرة، وفي رده على سؤال “أفريقيا برس”، حول ماذا عن زيارة البرهان ليوغندا وجوبا؟ و هل هي زيارة أمنية؟ يجيب سعيد قائلا: “لا أجد مبررات لزيارة البرهان إلى جوبا ويوغندا، والسودان يعاني من أزمات اقتصادية فإن كان يبحث عن حلول لها لا اعتقد ان حلها عند جوبا او يوغندا”، ولم يستبعد سعيد أن تكون الزيارة بغرض مقابلة مسؤول إسرائيلي ، حيث قال “من المحتمل ان يتم اللقاء بمسؤول إسرائيلي خاصة وأن ليوعندا علاقات مع إسرائيل” مستدركا: “ولكن ماذا سيستفيد السودان من هذا اللقاء؟ هل بطمع ان تتوسط له إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد ما حدث من زيارة حميدتي لروسيا وامتناع السودان من التصويت في إدانة الغزو الروسي لاوكرانيا؟، اذا كان الهدف من زيارة يوغندا؛ اللقاء بمسؤول إسرائيلي فماذا عن زيارة البرهان لجوبا؟”، ويلفت سعيد إلى أنه قد تكون زيارة البرهان ليوغندا وجوبا لتنشيط اتفاقية السلام بين الأطراف الجنوبية على اعتبار أن يوغندا والسودان تضمنان للاتفاقية، وأضاف، كذلك يحتمل السعي لتاثير يوغندا على إثيوبيا خاصة في هذه المرحلة التي تسود العلاقة بين إثيوبيا والسودان من توترات، كما لم يستبعد سعيد أن يكون ملف الايباد حاضرا في هذه الزيارة خاصة أن حمدوك هو رئيس هذه الدورة.
ضجة كبيرة

يقول المحلل السياسي، الفاتح محجوب في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ تحمل الزيارات الخارجية للفريق عبدالفتاح البرهان حملة تساؤلات أكثر من كونها اجابات على اعتبار أن زيارته للإمارات أنتجت ضجة كبيرة حول ادعاءات غير مؤكدة عن مبادرة إماراتية أو صفقة إماراتية لتحقيق توافق سياسي سوداني وتوافق إثيوبي مصري سوداني، إضافة لتصريحات عن ودائع مالية إماراتية لم يتم تحديد حجمها ولا تاريخ إيداعها، ويمضي المحجوب قائلا: “كذلك جاءت زيارة البرهان ليوغندا التي ترأس الايقاد ذات دلالات سياسية أيضا لأن الاتحاد الأفريقي بات شريكا رئيسيا في مبادرة الأمم المتحدة”، ويعتبر دعم الايقاد لأي تسوية بحسب الفاتح تتم مع إثيوبيا أمر مهم، وكذلك دعمها لحكومة توافق وطني أو حتى حكومة منتخبة، ويضيف، كذلك أن فشل التوافق السياسي أمر مهم للاعتراف الأفريقي بها، وتأتي زيارة البرهان لدولة جنوب السودان بحسب الفاتح في ذات السياق، أي البحث عن دعم سياسي في الايقاد أو ضمان الاستقرار في الدولتين لأن الحكومة الانتقالية السودانية لا ترغب في أي توتر مع دولة جنوب السودان، وبالنسبة للفاتح فإن البرهان سيذهب في جولة خارجية أخرى للسعودية بحثا عن دعم مالي وسياسي لحكومته خاصة من المجتمع الدولي وأصدقاء السودان، وبحسب الفاتح ووفقا لهذه المعطيات التي ذكرها فإنه يصعب القطع بأن جولات البرهان الخارجية ستنتج طوق نجاة للسودان، مستدركا؛ لكن المتوقع أن ينتج عنها تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية وهو أمر مهم يهيء القوى السياسية السودانية للتوافق السياسي لأن التحسن في الاقتصاد يعني أن المكون العسكري يمكنه المضي قدما لوحده من دون شريك مدني، ولم يستبعد المحجوب أن يرضخ المكون المدني لمبدأ الشراكة مع المكون العسكري في ظل التحركات الخارجية التي يقودها البرهان والتي هدفها التوافق الوطني.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس