حاكم إقليم دارفور .. ماهي صلاحياته؟ وهل ثمة سلطة تراقب أدائه؟

25

بقلم : أحمد جبارة

أفريقيا برسالسودان. ما إن تسلم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي مهامه رسميا ، حتى بدأ الرجل ينخرط في مشاورات واسعة مع قطاعات الشعب الدارفوري ، فتارة يخاطب لقاءات جماهيرية ، وتارة يلتقي بنازحين ولجان مقاومة بجانب قادة الإدارة الأهلية، وبين هذا وذاك، يبرز سؤال عريض لدى المراقبين فحواه ، ماهي خطط مناوي لإدارة الإقليم؟ وهل هنالك ثمة سلطة تراقب حكومته؟ وفي حال أخطأ من يحاسبه؟

قرارات مناوي
أول القرارات التي أصدرها مناوي بعد تنصيبه حاكما لدارفور هو تعينه عبدالرحمن يوسف أمين عام لحكومة إقليم دارفور ، في وقت يأتي فيه التعيين ضمن المشاورات التي إبتدرها حاكم الإقليم لتشكيل حكومة إقليم دارفور، مناصفة بين الجبهة الثورية بشقيها وأصحاب المصلحة بجانب قوى إعلان الحرية والتغيير.

كذلك أصدر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قراراً عين بموجبه السيد عبدالعزيز مرسال حسب الله “شدو” وزيراً لمالية حكومة إقليم دارفور وهو الأمر الذي وجد انتقاداً واسعاً من المراقبين لجهة أن قرار التعيين صدر بعد أقل من يومين من نشر الاعلان للتنافس على الوظيفة المعنية في وسائل الاعلام المحلية ، كما أن مرسال غير مؤهل للمنصب.
بينما يرى البعض أن اختيار مرسال لوزارة المالية إختيار صادف أهله مشيرين إلى ما يتمتع به عبد العزيز من كفاءة مهنيه في المجال المالي والمحاسبات فضلا عن روحه الوطنية العالية وما يتمتع به من حسن الخلق وطهارة اليد واللسان وهو ما سيجعله محل ترحيب وقبول جميع أهالي إقليم دارفور بمختلف مكوناتهم السياسية والقبيلة.

أولويات مناوي
يقول حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي ، إن أولوياته لحكم دارفور تقوم على خلق أرضية تستوعب المشاريع التنموية والخدمية التي تجذب اللاجئين والنازحين والمستثمرين، بجانب التواصل مع المجتمع الدولي والمانحين، وأعلن مناوي خلال حفل تنصيبه، عن تدشين عدد من المشروعات الخدمية والتنموية، كما قرر فتح حدود دافور مع دول الجوار، وأبرزها ليبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد، لتعظيم منافع التجارة.

تعاون مناوي
كذلك ، أكد مني أركو مناوي على عمل حكومته مع جميع أبناء الإقليم ، كما أكد بحثهم عن الدعم لدارفور من أي جهة، مناشدا العالم بتقديم الدعم للإقليم وشدد مناوي على ضرورة إنفاذ بند الترتيبات الأمنية، وكشف عن الشروع في تكوين قوة مشتركة لحماية الموسم الزراعي وحفظ الأمن ومنع التفلتات والاحتكاكات.

ورد مناوي على انتقادات صُوِّبت له باختيار عناصر من حزب المؤتمر الوطني المحلول ضمن لجنة الخبراء التي كوّنها، مؤكداً أنّ مُشكلته ليست مع منسوبي الحزب المحلول، ولكن مع سياساته، وقال “هنالك من اكتسبوا خبرة خلال الثلاثين عاماً وهنالك من أجرم، ويجب أن يُحاسب”. وأضاف “أريد لحكومتي أن تتعايش مع الكل لتمضي نحو السلام والاستقرار”.

كما ، قال مناوي خلال لقاء تفاكري نظمه مركز إشراقات الغد للدراسات والتنمية إن عودة الاقليم تعني عودة الفدرالية والتنمية ، مبينا أن تنصيبه في الفاشر كان حاشدا وكبيرا ، وأشار مناوي الى معاناة أهل دارفور في الحصول على الخدمات ، وكشف مناوي عن وجود تنسيق تام ما بين الأجهزة الأمنية وحركات الكفاح المسلح رقم شح الإمكانيات، مطالبا بتسريع بدء عملية الترتيبات الأمنية وتكوين القوى المشتركة ، كاشفا عن جاهزية القوات المشتركة في شمال دارفور ، وطالب الحكومة الاتحادية بالتدخل لتشكيل القوات المشتركة، واضاف: ننتظر جكة ناس الخرطوم لتشكيل القوات المشتركة، و يوجد نقص حاد فى عدد أفراد قوات الشرطة.

تقاطع صلاحيات
ويرى مراقبون أن تنصيب مني أركو مناوي حاكما لإقليم دارفور قبل مؤتمر نظام الحكم، من شأنه خلق مشكلات وتداخل صلاحيات بين الولاة والحاكم الجديد. و يقول هنا المدير التنفيذي لمحلية الكومة بولاية شمال دارفور بحر الدين مختار، إن اتفاق السلام لم ينص بصورة مباشرة على شكل العلاقة بين ولايات الإقليم والحكومة الاتحادية، مما يخلق تعقيدات خاصة في مسألة الولاة، ويستبعد مختار، في حديث للجزيرة نت، حدوث إشكاليات في العلاقة بين الحاكم والولاة الخمسة، “لالتزام الجميع بنص اتفاق السلام الذي حدد شكل الحُكم، ووضع أطره لتكون وفقا لمخرجات مؤتمر نظام الحكم المرتقب التئامه”.

محاسبة مناوي

صلاح الدين الدومة، مختص في شؤون الادارة والحكم المحلي

ويرى المختص في شؤون الادارة والحكم المحلي، صلاح الدين الدومة أن مناوي لايستطيع أن ينفرد بحكم الاقليم لوحده لجهة أنها هنالك من هو أعلى من الاقليم وهو المركز ، بجانب المحليات، وأضاف، حتى الميزانية التي حددها مناوي والمقدرة بـ 700 مليون دولار لاتضع في خزينته بل ستكون في شكل مشاريع يطرحها مناوي، وأشار الدومة في حديثه لـ “أفريقيا برس” إلى إنه حتى الان لم يتم تحديد لشكل المالية في الإقليم والذي يفترض بحسب الدومة أنها تكون تابعة للمركز وليس للإقليم، واعتبر الدومة أن محاسبة مناوي ستأتي من مواطن دارفور والذي بحسب الدومة أصبح واعي ومستقل ويعلم كل حقوقه.

رجل ذكي

الفاتح محجوب، محلل سياسي

يؤكد المحلل السياسي الفاتح محجوب، أن قانون تأسيس منصب حاكم دارفور خلا تماما من كيفية عزل الحاكم أو محاسبته، واستدرك قائلا، لكن هذا لا يعني أنه يمتلك سلطة مطلقة وذلك لأن المال في يد الخرطوم والحدود في يد الخرطوم وبالتالي يظل خاضعا لسلطة الخرطوم وهي تظل قادرة على محاسبته بحكم أنها هي التي تمول سلطة دارفور، وتابع ، مناوي زعيم سياسي وقائد عسكري لأحد حركات دارفور وحاكم إقليم دارفور ، فكل التصريحات التي خرجت منه تهدف دوما لتحقيق أغراض بعضها للتذكير بأنه موجود وبعضها للضغط لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية.

وقال الفاتح لـ “أفريقيا برس” كذلك معظم تصريحات السياسيين يتراجعون عنها إذا لم تحقق ما يرغبون فيه ترتد في شكل هجمة عكسية عليهم ، لافتا إلى أن تصريحات مناوي في دارفور قصد بها تحقيق مكاسب سياسية وسط سكان دارفور لإعطاء أهمية لمنصب الحاكم بما في ذلك حديثه عن فتح الحدود أو السماح بتجارة عربات بوكو حرام. وتابع ، أما تصريحاته المناكفة للحكومة المركزية فهي عبارة عن تذمر من عدم ايفاء الحكومة الانتقالية بمتطلبات سلام دارفور المالية والسياسية وهو لذلك انسحب من آلية حمدوك السياسية وهاجم سياسات الحكومة الانتقالية كلها، واستدرك ، لكن هو رجل ذكي ويعرف تماما متى ينسحب من أي حملة نقدية ويمكنه ببساطة أن يبني عكسها.

طاقم ناج

راشد التجاني محلل سياسي وخبير في شؤون إقليم دارفور

راشد التجاني المحلل السياسي و المختص في شؤون دارفور ، يقول في إفادته لـ “أفريقيا برس” : إن حاكم دارفور مني اركو مناوي بدأ في اختيار طاقمه المساعد بمنتهى الدقة والذكاء لاداركه التام بأن نجاحه كحاكم لهذا الإقليم المنكوب يتطلب هذا الاختيار ، مشيرا الى أن التعقيد جاء نتيجة لتراكمات الماضي الأليم ، وأضاف ، لذلك كان اختياره لكبار مساعديه من الوزراء والمستشارين ذوي الكفاءة العالية بعيدا عن العنصرية والقبيلة والمجاملات، مؤكدا أن القائد مني أركو مناوي سينجح في اداره هذه الإقليم الشديد الحساسية من النواحي الجيوسياسية والاثنية لجهة إنه يعلم بالتقاطعات الإقليمية والدولية ذات الصلة بهذا الاقليم، بجانب الوضع الداخلي المعقد أيضا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here