أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. طمأن القيادي في حركة جيش تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي، الحاج أحمد أبكر، الشهير بـ”الحاج روما”، الشعب السوداني بقرب تحرير ولاية الجزيرة.
وقال في حوار مع “أفريقيا برس”، إن الخطط العسكرية لتحرير الولاية تسير وفق ما هو مرسوم لها، نافيًا وجود أي عقبات تعترض عملية التحرير. وأضاف: بإذن الله، نعد الشعب السوداني أنه وخلال أيام قليلة ستتحرر ولاية الجزيرة من دنس مليشيات الدعم السريع.
وأضاف أن القوات المشتركة أظهرت فاعلية كبيرة في الميدان، مشددًا على أن الانتصارات العسكرية تحققت بفضل التنسيق بين المحاور، بما في ذلك دارفور والخرطوم والجزيرة.
وفيما يتعلق باتهامات البطء، أوضح الحاج روما أن العمليات العسكرية تعتمد على خطط دقيقة تهدف إلى تقليل الخسائر البشرية والبنية التحتية.
وأشار إلى أن استسلام عناصر الدعم السريع يعكس انهيارًا تدريجيًا في صفوفهم نتيجة الحصار وفقدان القيادة.
وأكد أن مقترح حكومة المنفى الذي طرحته “تقدم” يعكس حالة التخبط في استراتيجيات الدعم السريع وشركائه. وقال إن هذا المقترح، إلى جانب خططهم السابقة، فشل بسبب افتقارهم لرؤية سياسية واضحة أو قبول شعبي.
اقترح حمدوك رئيس تنسيقية “تقدم”، تشكيل حكومة منفى.. كيف تقرأ هذا المقترح؟ وهل ستجد حكومة المنفى قبولًا من السودانيين؟
مقترح حكومة المنفى الذي طرحته تنسيقية “تقدم” بالشراكة مع قوات الدعم السريع يهدف إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، وفقًا للنموذج الليبي. يأتي هذا المقترح بعد فشل الخطة (أ) التي كانت تعتمد على السيطرة الكاملة على البلاد عبر الانقلاب في 15 أبريل وتشكيل حكومة مدنية تقودها “تقدم”.
أما الخطة (ب)، التي تضمنت تشكيل حكومة في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، مستوحاة من النموذج الليبي واليمني، فقد باءت بالفشل أيضًا.
وأخيرًا، الخطة (ج)، المتمثلة في فكرة حكومة المنفى التي تبنتها “تقدم”، لم تستطع حتى الآن تقديم تعريف واضح أو آليات تنفيذ مقنعة، مما أدى إلى فشلها كذلك.
بالتالي، يبدو أن هذا المقترح يواجه صعوبات جوهرية في تحقيق قبول شعبي أو نجاح سياسي.
القوات المشتركة لها أدوار كبيرة في حرب الكرامة، حيث ما زالت تدافع باستماتة في دارفور والفاشر، بجانب وجودها في عدد من المحاور.. فهل يمكن أن تصنع الفارق في الجزيرة، خصوصًا بعد تراجع قوات الجيش أمس بعد التقدم الكبير نحو مدني؟
القوات المشتركة خرجت من موقف الحياد وأعلنت وقوفها بجانب الشعب السوداني، ساعية إلى الحفاظ على وحدة البلاد أرضًا وشعبًا، بعد أن أدركت أن مشروع الدعم السريع هو مشروع أجنبي يستهدف ابتلاع مؤسسات ومقدرات السودان. دخول القوات المشتركة في قلب المعركة أحدث توازنات ميدانية وحقق انتصارات في مختلف المحاور، سواء في دارفور أو الخرطوم أو محور ولاية الجزيرة وسنار.
ولاية الجزيرة، كغيرها من مدن السودان، مرتبطة بالمشهد العام، حيث أن القوات المشتركة بالتعاون مع الجيش وشباب المقاومة مصممون على تحرير الولاية وكل المدن السودانية المحتلة من قبل مليشيا الدعم السريع في أقرب وقت.
أما الحديث عن تراجع الجيش والقوات المشتركة بعد التقدم الكبير نحو ود مدني، فإنه يأتي ضمن تكتيكات ميدانية تنفذها القوات وفق تعليمات غرفة القيادة والسيطرة الموحدة، التي تشرف على العمليات في كافة المحاور وتحدد تحركات القوات بناءً على الوضع الميداني.
القوات المشتركة متهمة بالتقاعس والبطء في محور الفاو المتجه نحو مدني.. كيف ترد على هذا الاتهام؟
في ميدان المعركة، هناك العديد من الأمور التي قد لا تكون واضحة لعامة الناس، مما يجعل البعض يعتقد أن من السهل إبداء الرأي أو الحكم على الأمور العسكرية.
مع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن القوات المشتركة تعمل ضمن عدة محاور محددة، منها الخياري، الفاو، المناقل، وسنار، ولكل محور أدوار خاصة تختلف عن الأخرى. الانتصارات تُحقق بشكل جمعي من خلال تنسيق الجهود بين كل المحاور، كما هو الحال الآن.
أما في حالة حدوث خسائر أو انسحاب، فإن ذلك يُحسب على جميع القوات مجتمعة، وليس على محور أو قوة بعينها. الانتصار أو الخسارة في المعركة هي نتيجة للعمل الجماعي، والقوات المشتركة تلتزم بتعليمات القيادة الموحدة لتحقيق الأهداف المرسومة.
إذن، ما العقبات التي تواجه الجيش في تحرير مدني؟
القوات المسلحة والقوات المشتركة تواجه مليشيا تفتقر إلى العقيدة العسكرية، تتمركز في قرى ومدن ولاية الجزيرة، وتركز على تدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء. هذا الوضع يتطلب من القوات التعامل بحذر واتباع خطط عسكرية دقيقة ومدروسة، قد تبدو للمواطن العادي بطيئة، لكنها ضرورية لتحقيق الأهداف بأقل الخسائر.
لا توجد عقبات حقيقية تعيق القوات المسلحة والقوات المشتركة عن تحرير ولاية الجزيرة. الخطط العسكرية تسير وفق ما هو مرسوم من القيادة والسيطرة، وبإذن الله، سيتم تحرير ولاية الجزيرة من مليشيات الدعم السريع خلال الأيام القليلة المقبلة.
قبل أيام، عدد من قوات الدعم السريع سلمت نفسها للقوة المشتركة في الفاشر، وقبلها سلم قائد الدعم السريع بالجزيرة أبو عاقلة كيكل نفسه للجيش، كما استسلمت قوات أخرى من مصفاة الجيلي للجيش. كيف تفسر استسلام قوات الدعم السريع المتكرر؟ وهل الاستسلام يعني بداية الانهيار لقوات الدعم السريع؟
أولًا، الدعم السريع عبارة عن مليشيات تفتقر إلى مشروع وطني يوحدها أو برنامج سياسي يجمع أفرادها. هم مجموعة اجتمعت على القتل والنهب وتدمير البنية التحتية للسودان.
بطبيعة الحال، ومع محاصرتهم في جميع المحاور وغياب رؤية واضحة لدى قياداتهم، خاصة قائدهم الذي اختفى في ظروف غامضة، أصبح أفراد الدعم السريع في حالة من الحيرة وفقدان الاتجاه. في ظل هذا الوضع، لا يبقى أمامهم سوى خيارين: الموت في الميدان أو تسليم أنفسهم.
قرار القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول البرهان، بإعفاء كل من يسلم نفسه وسلاحه، شجع المزيد من عناصر الدعم السريع على خيار الاستسلام، مما يعكس انهيارًا تدريجيًا لهذه المليشيات مع استمرار الضغط العسكري عليها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس