أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. يشهد السودان أزمة سياسية واقتصادية مستفحلة خاصة بعد أن أصدر رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في الايام القليلة الماضية، قراراً بتشكيل حكومة تصريف أعمال جديدة وتكليف عددا من الشخصيات لتولي الوزارات والولايات. وحول هذه الخطوة طرحت عدة تساؤلات في الشارع السوداني، حول مدى إمكانية “حكومة تصريف الاعمال” في الخروج بالبلاد من أزمتها الاقتصادية والسياسية؟
رسالة تطمين

أستاذ الاقتصاد بجامعة أمدرمان الاسلامية د.عبدالمنعم حميدة ، يرى في تصريحات لموقع “أفريقيا برس” أن حكومة تصريف الاعمال ليس لها علاقه مباشرة بالازمة السياسيه والاقتصادية الحادثه في الشارع الان ، فهي- بحسب حميدة- حكومة محددة بمناصب معينه وبأهداف محدوده قصيرة المدى ، مؤكدا أن الهدف منها إرسال رسالة تطمين من السيد البرهان للشارع السياسي (احزاب ومستقلين وشعب) فحواها : ايها المواطنون امهلونا حتى نسلمكم السلطه بإنتخابات شرعيه ، واضاف ، أما رسالته للأحزاب فهي:ان كنتم تريدون السلطه فعليكم بتجهيز قواعدكم وبرامجكم حتى موعد الانتخابات.
حكومة مؤقتة
ويقول حميدة ، إن حكومة تصريف الاعمال القصد منها حكومة مؤقته مختصره ذات عناصر فعاله بوزارات محدده ، كما يرى الخبير الاقتصادي ، أن حكومة تصريف الاعمال يتركز مجهودها في نقاط أساسيه معينه ابرزها معاش الناس والأعداد للإنتخابات والمحافظه على الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والامني حتى بلوغ الغايه الاساسيه وهي الانتخابات ، ويمضي قائلا ، تصريف الاعمال هو شبيه بحكومة انتقاليه عايش الشعب السوداني أداءها خلال مايقرب من ثلاث سنوات منذ التغيير وحتى ٢٥ أكتوبر من العام الماضي ، واعتبر حميدة أن حكومة تصريف الاعمال مهمة ومطلوبة في هذا التوقيت على اعتبار أن طابعها تقشفي إذ يتمثل ذلك في محدودية عدد الوزراء وكفاءتهم وبالتالي تخلو هذه الحكومه من الاسراف الاداري الحكومي والانفاق البذخي الفلكي ، كما أنها بحسب عبدالمنعم ترسخ لدى معظم المواطنين عدم الفساد المالي للوزير وحاشيته وبطانته ، وختم حديثه قائلا ، إذن قرار السيد برهان بتكوين حكومة تصريف الاعمال كان قرارا لابد منه حتى يستطيع كبح جماح المتسلقين وأصحاب الهوى الوزاري المتمثل في الاحزاب السياسيه.
وضع متآزم

فيما تقول ، أستاذة العلوم السياسية ، بجامعة الخرطوم د.تماضر الطيب في مجمل إفادته لموقع “أفريقيا برس”: هذه الحكومة وإن استطاعت العمل لن تحرز اي تقدم على اعتبار أنها حكومة تم تشكيلها في ظل وضع متآزم لا تتعدى كونها حكومة تسيير أعمال ، كما قالت تماضر ، إن تفاقم الاوضاع الاقتصادية وغياب الدعم الخارجي وتوقف عجلة الانتاج بكل تاكيد سوف لن يمكن حكومة تصريف الاعمال من تسيير الوضع ولو باقل تقدير ، علاوة على تردي الوضع الصحي بسبب كورونا وعدم الشفافية فيما يتعلق بكافة القضايا اليومية التي تعاني منها البلاد .
ضغوطات الوزراء

في هذا السياق قال القيادي بقوى الحرية والتغيير ، عادل خلف الله في تصريحات لموقع “أفريقيا برس” إن حكومة تصريف الاعمال لن تخرج البلاد من ازمتها الاقتصادية على اعتبار أن كل من تم إختياره للحكومة سيكون محاط بكثير من الضغوطات سيما ضغوطات الشارع ، والذي يرى خلف الله ، إنه رافض لإي حكومة يشكلها البرهان ، وأضاف ، كذلك الوزراء الذين تم اختيارهم سيواجهون وضع غير مشجع ومحفز ، إذ بحسب خلف الله ، مازال السودان يشهد عزلة دولية ، كما إن الاوضاع الداخلية متأزمة اقتصاديا وسياسيا ، متوقعا مزيدا من الاستقالات وسط الوزراء في حكومة تصريف الاعمال .
هذا وقد ، أعلن عدد من الوزراء والولاة في حكومة تصريف الاعمال إستقالتهم ، إذ تقدم والي الجزيرة المكلف بإستقالته معللا بأن الاوضاع لايمكن أن تستمر بهذا الوضع ، بجانب إنه لم يتم مشاورته في المنصب ، وعطفا على والي الجزيرة ، فقد تقدم وزير الشباب والرياضة المكلف ايضا بإستقالته موضحا أن سببب إستقالته تتعلق بعدم دستورية تعينه على اعتبار إنه جاء من جهة غير مجلس الوزراء .
واعتبر عادل خلف الله، أن تكوين حكومة تصريف اعمال، يوضح انعكاس لتأزم الانقلاب وتعبير عن عزلته الدولية والمحلية ، كما قال خلف الله ، لايمكن لوزير أن يحترم نفسه وإرادة الشعب أن يكون جزء من الانقلاب ومن قراراته .
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس