حُمّى الصراع بين حميدتي وموسى هلال ، ماذا يُخبي اطلاق سراحه؟

291
موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد العربية ومن أكثر الشخصيات تأثيراً في إقليم دارفور

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. بعد موافقته بإطلاق سراحه خلال الساعات القادمة يترقب محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس السيادي السوداني بحذر خصمه وابن عمه الشيخ موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد العربية ومن أكثر الشخصيات تأثيراً في إقليم دارفور بدأ نشاطه العسكري منذ العام 2003.

تعود جذور الخلاف بين حميدتي وهلال عندما بدأ الصراع حول الذهب بجبل عامر بشمال دارفور في 2012 ، وكان للمعارضة القوية التي لوح بها هلال في وجه حكومة المعزول البشير ومطالباً بحقوق سياسية واقتصادية لأهل دارفور أن تبدأ معركة التخلص منه. بجانب مطامع سياسية كانت حاضرة في مشهد إقليم دارفور.

بداية المعركة

في منتصف نوفمبر من العام 2017 بدأت معركة جمع السلاح ضد هلال شارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع وخلفت عدداً من القتلى والجرحى وانتهت باعتقال موسى هلال من معقله بمنطقة مستريحة بشمال دارفور مع عدد من أعضاء حزبه في مجلس الصحوة الثوري وشكلت المعركة بداية قوية لرصيد حميدتي العسكري لتحقيق نفوذه في الإقليم.

وكان هلال قد رفض مبدأ جمع سلاح قواته، معتبرا ذلك محاولة لتحجيم دوره لصالح قوات الدعم السريع التي يصفها هلال بأنها قوات مليشيات أوجدها الرئيس السابق عمر البشير لحماية نفسه بدلاً من قوات الأمن والجيش.

إطلاق سراحه

بحسب صحف محلية فان موسى هلال سوف يتم اطلاق سراحه خلال يوم أو يومين وأشار مصدر موثوق لموقع أفريقيا برس أن اكتمال الترتيبات لاستقبال موسى هلال قد تمت وأكد المصدر حضور عدد كبير من أنصاره وأقاربه للمشاركة في الاحتفال.

وتوقع مراقبون أن يتم اطلاق سراح موسى هلال قبل فترة ليست بالقصيرة، لكن مهر المصالحة لم يكتمل لحساسية العلاقة بينه وبين حميدتي وأن صدر هلال لم يشفى بعد. وبحسب مراقبين أن هناك بعض الشروط يريد حميدتي ضمانها ومنها عدم محاول هلال الانتقام والثأر.

مصالحة شاملة

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي علم الدين عمر وصف خطوة اطلاق سراح موسى هلال المقبلة بأنها إتجاه نحو مصالحة شاملة تبدأ بالمكونات الواحدة وتتوسع لتشمل المكون الإجتماعي كاملاً. واضاف في حديثه لموقع أفريقيا برس أن ملف الشيخ موسى هلال هو بالتأكيد ملف حافل بالأسرار والتقاطعات حيث تشكلت قوات الدعم السريع من الأساس لتحل محل قوات حرس الحدود التي تزعمها موسى هلال لسنوات وهو من ذات عشيرة القائد حميدتي.

وأردف عمر أن الأمر الذي جعل الصراع بين أبناء العمومة أمر حتمي في ظل وجود قوات عشائرية مسلحة ومتجاورة وقطع بأن المعادلة قد أختلفت حاليا وبدأت ملامح التحالفات القديمة السياسية والإجتماعية تتشكل على أسس جديدة ربما رأت تبعاً لها قيادة الدعم السريع وقيادة القوات المسلحة السودانية ضرورة تحسس مكامن القوة القديمة وإزالة الغبائن لمواجهة تحديات دخول قوات الجبهة الثورية بفصائلها المختلفة ضمن الترتيبات الأمنية ما يعني تغيير المعادلة.

وأشار إلى أن المفاوضات مع السيد هلال في محبسه كانت طويلة ومضنية وأحتاجت لزمن طويل لتصل لمرحلة التوافق على مسارات محددة وملزمة لجميع الأطراف. ومضى بالقول يمكن أن يكون إطلاق سراحه بداية مرحلة جديدة من التحالفات القديمة. ويمكن قراءتها على ضوء دخول المرحلة الأخيرة من تحديات الفترة الإنتقالية بالنسبة للمكون العسكري وقيادة قوات الدعم السريع.

وسجن هلال ثلاث مرات حيث سجن مرتين عام 2002 بتهم قتل جنود سودانيين وآخرها منذ 2017 وحتى الآن .
و يتهمه الغرب ومنظمات حقوقية بتشكيل ودعم مليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here