رافضو الإتفاق الإطاري.. هل سيلتحقون بركب الموقعين؟

17
رافضو الإتفاق الإطاري.. هل سيلتحقون بركب الموقعين؟
رافضو الإتفاق الإطاري.. هل سيلتحقون بركب الموقعين؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. ما إن أعلن التوقيع على الاتفاق الإطاري بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري ، حتى سارعت العديد من الاحزاب ببيانات الرفض ، معللة بأن الاتفاق شرعنة لإنقلاب 25 أكتوبر ، فيما قالت أحزاب أخرى إن الاتفاق لم يكن شاملا بين كافة القوى السياسية وإنه كان حكرا على مجموعة “قحت” المجلس المركزي التي تدعي إنها تمثل الشارع والثورة .. فيما تبرز عدد من الأسئلة لدى المراقبون بشأن ماهو مصير الرافضين للإتفاق؟ وهل سينضمون للإتفاق؟ وماهي عقبات الانضمام للتسوية ؟ ومن يحق له الانضمام؟ ومن لا يحق له؟

حدود الاتفاق

ويحدد الاتفاق السياسي الموقع بين المكون العسكري وتحالف الحرية والتغيير “المجلس المركزي” الأطراف المدنية التي تحق لها المشاركة في “الاتفاق” ويسميها قوى الثورة والقوى الداعمة للانتقال في وقت أعلنت فيه عدد من أحزاب قوى التغيير الموقعة على الاتفاق رفضها إغراق الاتفاق الإطاري بقوى سياسية لا تؤمن بالتحول المدني الديمقراطي، وذلك بعد إعلان رئيس حزب الأمة السوداني الذي شارك في حكومة البشير مبارك الفاضل المهدي، رغبته في الالتحاق بالاتفاق.

طلبات كثيفة

عروة الصادق – عضو لجنة التمكين

كشف القيادي بقوى الحرية التغيير عروة الصادق عن طلبات كثيفة من الاحزاب للإنضمام للاتفاق، منوها إلى أن بعضها مؤمن بحتمية الوصول لحل سياسي شامل على ضوء هذا الإتفاق، والبعض الآخر يرى أنه شر لا بد منه، وآخرين يرون أنه يجب إغراقه لإيقاف تدفق المؤيدين له، وأضاف عروة لموقع “أفريقيا برس” : لا يوجد ما يمنع الانضمام للاتفاق طالما أن من سيوقع مؤمن بالقضايا المطروحة والمؤجلة بما فيها سلام جوبا وقضية الشرق، والعدالة الانتقالية وتفكيك التمكين وتوحيد الجيوش. فهناك يقول عروة إن قوى الثورة وقوى الانتقال والقوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير وآخرين التحقوا بمسودة الدستور الانتقالي، وجميعهم دعموا الاتفاق وسيشاركون في فعالياته اللاحقة وصولا للاتفاق النهائي، وأوضح أن الاتفاق يحظر على المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهته وكل القوى التي تقف ضد الثورة وناصبت الثوار العداء، بجانب القوى التي تتنتهج من التخوين والاتهام بالعمالة سبيلا لانتقاد الاتفاق.

امكانية الانضمام

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

أما المحلل السياسي الفاتح محجوب، يرى أن التسوية السياسية المقترحة تمت بشكل أساس بين العسكر وقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” وانضم لهم لاحقا ما تمت تسميتهم بقوى الانتقال وهم المؤتمر الشعبي والاتحادي الاصل فرع محمد الحسن الميرغني وانصار السنة مستدركا، لكن العسكر وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي يعلمون تماما ان نجاح الاتفاق الاطاري في التحول إلى تسوية سياسية جديدة يتطلب انضمام ما تمت تسميتهم باصحاب المصلحة وهم الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام واهل شرق السودان اضافة لبعض القوى السياسية السودانية التي لا ترى فيها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مهدد للثورة ولا لنفوذها في الحكومة الانتقالية القادمة ولهذا قال متحدث باسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي انهم لا يرحبون بتوقيع القوى السياسية غير الثورية ، ولكن هذا في نظر الفاتح مجرد حديث لا معني له لان عدد مقدر من أهل الشرق ومن حلفاء حركات الكفاح المسلح يصعب وصفها بالقوى الثورية لكن يمكن اضافتها لقوى الانتقال ، وقال الفاتح لموقع” أفريقيا برس” أن من يوقعون على الاتفاقية وينضمون للتسوية هم من ينجح التفاوض معهم لاقامة التسوية السياسية وهؤلاء يجب أن يكون من بينهم حركات دارفور واهل شرق السودان بشكل خاص.

معايير الانضمام

صديق دلاي، كاتب صحفي

ويرى مراقبون إن اي محاولة لإنضمام الاحزاب التي شاركت النظام السابق في الاتفاق يعني خيانة لدماء الشهداء، مؤكدين ان الاتفاق الإطاري يعيد السلطة المدنية ويحقق أهداف الثورة والتي يقولون إنها لن تأتي بمشاركة ما أسموهم “الفلول” ، داعين في ذات الوقت إلى اغلاق الاتفاق على كل من يريد عودة النظام السابق بمسميات وواجهات الحزب المحلول.

ويشدد الكاتب الصحفي صديق دلاي على ضرورة إبعاد كل من لايمثل الثورة من الاتفاق، مشيرا إلى أن الاتفاق ليس منحة بل حق يكون عبر معايير ثورة ديسمبر المجيدة ، وقال دلاي لموقع “أفريقيا برس” إن الاتفاق قد يكون فرصة فريدة لقحت لتجاوز المعارك الصغيرة وقبول الآخرين وأظنها خطة بارعة أو صدفة عجيبة أن تعود فكرة الوفاق السوداني الشامل بيد الحرية والتغيير وليس بيد البرهان، ويضيف أن الذين يريدون الانضمام للإتفاق على طمع سيجدون مكانهم في كتلة الإنتقال وهذه ليست منحة بل حق بمعايير ثورة ديسمبر لتعمير الفترة الإنتقالية وضبط زمانها مع المهام المحددة والتي تتمثل في المفوضيات مع الإهتمام بالأمن والإقتصاد وبناء تفكير وطني بالحد الأدني وإثراء الساحة السياسية بعمل واسع بدعوة للإنتاج من كل نوع وصنف وإتاحة المجال الخلاق للشباب وفتح أي باب موارب بالثقة الجديدة على طريق الحريات والوفاق الجديد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here