ردود أفعال واسعة بعد زيارة البرهان إلى الإمارات

254
ردود أفعال واسعة بعد زيارة البرهان إلى الإمارات
ردود أفعال واسعة بعد زيارة البرهان إلى الإمارات

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تباينت رود الأفعال بشأن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى دولة الإمارات، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض؛ أن الزيارة طابعها إقتصادي من الدرجة الأولى، سيما ما تشهده البلاد من تردي في الأحوال المعيشية، رأى البعض الآخر، أن الزيارة بهدف مقابلة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك وإقناعه للعودة مجددا لقيادة الحكومة في السودان، وبين هذا وذاك؛ رأى آخرون أن الزيارة محاولة يائسة من البرهان لإنقاذ الانقلاب ماليا بعد أن خوت خزينة البنك المركزي من احتياطيات النقد الأجنبي .

من يرافق البرهان؟

وتوجه رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية، ويرافقه وزير الخارجية المكلف علي الصادق، و وزير المالية جبريل إبراهيم ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد مفضل.

توقيت الزيارة

فؤاد عثمان، أمين العلاقات الخارجية لحزب المؤتمر السوداني

أمين أمانة العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر السوداني فؤاد عثمان يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن زيارة رئيس المجلس الانقلابي تأتي في وقت تشهد فيه البلاد اختناقا سياسيا واقتصاديا مستفحلا، ويلوح في الأفق شبح الإنهيار بسبب إنقلاب 25 أكتوبر، مشيرا إلى أن الزيارة محاولة لاستعادة ما فقده الإنقلاب، وتابع؛ الآن السودان عاد لتتراجع علاقاته الخارجية والتي استعادها وفك عزلته إبان حكومة الفترة الإنتقالية مابعد ثورة ديسمبر المجيدة، كما قال فؤاد؛ إن الزيارة أيضا محاولة يائسة من البرهان لإنقاذ الإنقلاب ماليا بعد أن خوت خزنة البنك المركزي من احتياطيات النقد الأجنبي وتدهور كارثي لقيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، ولم يستبعد أن تتناول الزيارة مآلات أمن المنطقة واستقرارها بشكل عام وأمن سواحل البحر الأحمر سيما بعد ماقطع به السودان على لسان حميدتي بعد زيارته لموسكو بإقامة قاعدة بحرية لروسيا بشواطئ السودان وتبعات ذلك، وختم حديثه؛ عموما تأتي الزيارة لفك عزلة النظام المترنح إقليميا ودوليا وسوف لن يفلح في ذلك.

علاقات وثيقة

الفاتح محجوب - محلل سياسي
الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

ويرى المحلل السياسي الفاتح محجوب؛ أن زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى الإمارات هي زيارة رسمية بدعوة من حكومة الإمارات العربية المتحدة التقى عبرها ولي عهد أبوظبي وجميع مسؤولي الإمارات ذوي الصلة بالعلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن الامارات لها علاقة وثيقة بالمكون العسكري في الحكومة السودانية الانتقالية، كما أكد أن لها أيضا علاقات وثيقة مع عدد من القوى السياسية السودانية، وأضاف؛ لذلك الدور الكبير للإمارات في الشأن السوداني سعت واشنطن لجعله يصب في السياسة الأمريكية تجاه السودان ولمنع حكومة الإمارات من دعم حكومة يقودها العسكر من دون شراكة مدنية توافقية، وبشأن ما وراء زيارة البرهان للإمارات؟ يقول الفاتح لموقع “أفريقيا برس”: “غالبا ما سيكون ملف كيفية إنشاء حكومة توافقية يشترك فيها المدنيون وتحظى برضى أمريكا ودول الترويكا وتحافظ في ذات الوقت على العلاقات الوثيقة للسودان مع الإمارات والسعودية ضمن ملفات زيارة البرهان للامارات، وأكمل؛ كذلك سيكون هدف الزيارة التباحث حول كيفية تقديم الإمارات دعم مالي للحكومة السودانية يساعدها على إيقاف تدهور العملة الوطنية وتوفير الوقود والقمح، إضافة لتوسيع حجم التجارة بين البلدين، كما أكد الفاتح إنه سيكون للأزمة اليمنية دورها في ملفات التباحث بحكم تواجد الدولتين في الحلف الذي يقف مع الحكومة اليمنية الشرعية.

هدف الزيارة

عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، عبداللطيف محمد سعيد يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن زيارة البرهان إلى الإمارات زيارة رسمية وتمت بدعوة إماراتية، وبالرغم من أن الهدف من وراء الدعوة غير معلن وغير معروف، إلا إنه بالنظر إلى تشكيلة الوفد الذي ضم وزير المالية؛ يبدو أنها تدور في أطر اقتصادية خاصة وان السودان يعيش أزمات اقتصادية خانقة منها ارتفاع سعر الدولار ووقف؛ ومنع بعض السلع من قبل السلطات المصرية من الدخول إلى السودان ومنها القمح وهو الأمر الذي قال عنه سعيد إنه يشكل هاجس للسلطة خاصة بعد الحرب الأوكرانية، وشدد سعيد بأنه “لا يجب أن لا نهمل الإمارات على اعتبار أنها تحاول أن تكون حليفا للسودان”، ولم يستبعد أن تكون هناك أهداف سياسية للزيارة كالتأثير على التشكيل الوزاري واختيار رئيس الوزراء، وختم حديثه بالقول: “المهم في الأمر أن فترة الزيارة غير محددة فقط لذلك ستطول حتى تستوفي كل الجوانب التي تهم الطرفين.

اقناع حمدوك

مصادر محلية قالت إن زيارة البرهان إلى الإمارات ربما لمقابلة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك – والذي حطت رحاله هنالك منذ إستقالته- لإقناعه بالعودة لرئاسة مجلس الوزراء من جديد، لكن عضو مركزية قوى إعلان الحرية والتغيير القيادي بحزب الأمة القومي عبد المطلب عطية، استبعد أن تكون زيارة البرهان لدولة الإمارات ذات علاقة بإعادة رئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله حمدوك إلى منصبه، وقال عطية بحسب موقع “سودان لايت”: “إن عودة حمدوك لا يمكن أن تتم بهذه البساطة خاصة وأنه عندما دفع باستقالته أوضح حيثيات ذلك بشكل واضح بحديثه عن ضرورة توافق سياسي”، وأضاف “الآن ليس هنالك أرضية لذلك إلى جانب الاعتقالات التي تعرضت لها قيادات بمركزية الحرية والتغيير”، مشيرا إلى ان حمدوك لا يمكن أن يعود في هذه الظروف التي ازدادت سوءً بعد مغادرته.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here