روسيا.. هل ستجد موطئ قدم على البحر الأحمر؟

173
روسيا.. هل ستجد موطئ قدم على البحر الأحمر؟
روسيا.. هل ستجد موطئ قدم على البحر الأحمر؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أعادت زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” لروسيا قضية القاعدة الروسية في السودان إلى الواجهة مجددا، فحميدتي الذي حطت رحاله في أرض السوفيات، أكد عقب الزيارة إنه لا مانع في إقامة قواعد عسكرية روسية أو غيرها من الدول على البحر الأحمر، بيد إنه اشترط الوجود العسكري بما أسماه “تحقيق مصلحة السودان” وعدم تهديد أمنه، وأشار حميدتي، إلى أن “ملف القاعدة الروسية في السودان من اختصاص وزير الدفاع، ولا علاقة له به”، مؤكدا في الوقت ذاته أنه “إذا كانت هناك مصلحة للسودان وشعبه من إقامة القاعدة، وفائدة لإقليم شرق البلاد، فلا توجد موانع”.. فيما يبرز سؤال عريض لدى المراقبين، فحواه؛ هل إقامة قاعدة روسية من مصلحة السودان؟ وهل سيكون لروسيا موطئ قدم في البحر الاحمر؟

قدرات روسيا

صلاح الدين الدومة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية

يقول أستاذ العلاقات الدولية صلاح الدين الدومة لـ”أفريقيا برس”؛ إنه ليس من مصلحة السودان إقامة قاعدة روسية في البحر الأحمر لجهة أن روسيا لاتملك شيئا يمكن أن تقدمه للسودان، وأردف؛ “روسيا قبل الحرب مع أوكرانيا لا تملك شيئا دعك بعد خوضها غمار الحرب، مؤكدا أن ما تقدمه للسودان يتمثل في دعم النظام العسكري الدكتاتوري والذي يقتل الشباب العزل”، لذلك بحسب الدومة ما تقدمه روسيا للشعب السوداني هو الدمار والخراب. ونوه إلى أن السودان الآن يحتاج إلى تقنيات حديثه وإستثمارات لا يجدها إلا من أمريكا والغرب، كما قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تفتح أسواقها للمنتجات السودانية وهو ذات الامر الذي تفقده روسيا، وأكد الدومة أن القاعدة الروسية في البحر الأحمر لا تجلب المنفعة للسودان، مؤكدا أن ضررها أكبر من منافعها. وسخر الدومة من تصريحات حميدتي بشأن قيام قاعدة روسية في السودان، مؤكدا أن قدراته الأكاديمية لاتتسوعب معنى قاعدة، منوها إلى أنها قضية استراتيجية تقع على كاهل الدولة وليس أشخاص، وأكد إنه ليس من حق الحكومة الحالية الدخول في اتفاقيات عسكرية مع دول على اعتبار أن هذه الاتفاقيات من صميم الأجهزة التشريعية والتي بحسب الدومة حتى الآن لم تبصر النور.

خطوة جرئية

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية
العميد ياسر أحمد الخزين، خبير عسكري

فيما يقول، الخبير العسكري، ياسر أحمد الخزين في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ إن سياسة المحاور غير المبررة التي ظلت تنتهجها الحكومات السودانية السابقة منذ الاستقلال دون النظر لمصالح السودان، هي ما أضرت بالبلاد، لذلك فإن إقامة قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر والتي بدأها النظام السابق ونكص عنها المكون العسكري بعد سقوط الإنقاذ، الخطوة ستكون جريئة وصادمة للكثيرين، مستدركا، لكنها ستعيد توازن القوة وتحفظ للسودان مصالحه وحقوقه في ظل الأطماع الدولية وتكالبها على منطقة البحر الأحمر الإستراتيجية، لا سيما للسودان مصالح مرتبطة بالروس وتعاون في مجال التسليح، وأكد الخزين إن إنشاء القاعدة سيكون له مصالح مستقبلية وضمان ضد القرارات الأممية المتوقعة على السودان، والتي بدأت بحسب الخزين إرهاصاتها تطفو على السطح.

مصالح حيوية

الفاتح محجوب - محلل سياسي
الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب، فإن القواعد العسكرية لأمريكا تنتشر في معظم دول أوروبا مثل ألمانيا وبريطانيا وكذلك في دول آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين وكذلك في أستراليا وامريكا الجنوبية ودول الخليج وفي قارة أفريقيا في جيبوتي ودول أخرى، وأكمل، كذلك لدى كل من بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا قواعد عسكرية في مختلف دول العالم، وعليه بحسب الفاتح الذي تحدث لـ”أفريقيا برس”؛ فإن وجود قاعدة عسكرية لروسيا أو أمريكا في السودان ليس نهاية المطاف ولا يعتبر خيانة للوطن، أن تمت صياغة اتفاقية إنشاء القاعدة بما يكفل عدم تضرر الدولة السودانية وضمان الحصول على منافع واضحة من إنشاء القاعدة، وقال الفاتح إن المشكلة ليست في إنشاء القاعدة العسكرية بل في طبيعة الاتفاقية التي تحكم عمل القاعدة، وبالتالي لا بأس من إنشاء القاعدة العسكرية الروسية في بورتسودان إن كانت تضمن مصالح حقيقية للسودان ولا ينتج عنها ضرر بالمصالح الحيوية للدولة السودانية.

منطقة إستراتيجية

عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي

“لقد جعل السودان نفسه حليفا لروسيا بزيارة حميدتي لها ثم عدم التصويت ضد غزو اوكرانيا .. وروسيا اليوم تبحث عن حليف مهما كان وزنه” هكذا بدأ الكاتب الصحفي عبداللطيف محمد سعيد حديثه مع “أفريقيا برس”، وأكمل؛ موقف السودان هذا يؤكد أنه يمنح روسيا موطئ قدم في سواحل البحر الأحمر وهي منطقة استراتيجية تتنافس الدول الكبري في البحث عن موقع فيها، متسائلا؛ ماذا يستفيد السودان من علاقاته بروسيا؟ وهل وضع في حساباته خسارة الطرف الآخر من المعادلة؟ وهل مصالحه من روسيا أكبر من مصالحه مع أمريكا وحلفائها في حلف الناتو؟ قبل أن يجيب قائلا: “إن عدم قرآءة المستقبل والتخطيط السليم المبني على نظرة المصالح والمستقبل سوف يضع السودان في موقف لا يحسد عليه”، وشدد على ضرورة أن يبعد السودان عن سياسة المحاور وأن يرجح مصالحه سيما إنه يمر بفترة اقتصادية حرجة قد تكون إحدى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أو بسبب الحصار الذي سيفرض على روسيا، كما تساءل سعيد ايضا ، هل النظام في السودان الان كما يعلن ويصرح هو حليف استراتيجي لروسيا؟ ام انها حسابات المصالح التي ترتبط بزمن معين تزول بزوال مسبباتها؟

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here