أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. قبل أيام وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان العاصمة التشادية نجامينا ليجري محادثات مع رئيس الفترة الانتقالية في تشاد محمد إدريس ديبي ، تناولت القضايا الأمنية والحدود ومكافحة الإرهاب، وتعزيز القدرات العملياتية للقوات السودانية التشادية المشتركة المنتشرة على الحدود، وتفعيل القوة الثلاثية المشتركة بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى. ولم تمضي سوى ساعات على زيارة البرهان إلى تشاد حتى حطت طائرة نائبه في مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” رحالها في مطار نجامينا في زيارة وصفت بالغريبة وغير المتوقعة. وأجرى حميدتي محادثات مع محمد إدريس ديبي، تناولت قضايا الحدود والأمن، بجانب قضايا أخرى.
زيارة عادية
الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح يعلق على معرض الطرح ، ويقول لـ “أفريقيا برس” إن زيارة البرهان و حميدتي إلى تشاد زيارات عادية في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين والبحث عن سبل تطويرها في كافة المجالات بما فيها واهمها المجال الأمني خاصة وأن العديد من الأحداث الدامية التي وقعت مؤخرا في مناطق متفرقة من غرب السودان تم الإشارة فيها إلى مجموعات نازحة من تشاد تسعى إلى الهيمنة والسيطرة على الأرض من خلال الغارات المتكررة من قبل هذه المجموعات المتفلتة. ويرى صالح أن هذه الزيارات تأتي في سياق السعي للعمل المشترك من أجل درء وقوع الصراعات ومعالجتها بما يكفل الإستقرار الأمني بين طرفي الحدود ، وأضاف ، كذلك تعد تشاد الآن الحليف الإستراتيجي بالنسبة لنظام الحكم الانقلابي في السودان ولما للنظامين من ملامح مشتركة حيث يشترك كلاهما في خلفياتهم العسكرية الانقلابية. وتابع بالقول، ربما تأتي هذه الزيارات في إطار المناورة السياسية وشغل الرأي العام وصرفه عن تعثرات التسوية السياسية الراهنة. مشيرا الى أن هنالك أيضا مستوى تحليلي آخر وهو المستوى الدولي وتداخلات مصالح الشركات المتعددة الجنسيات والتي في تقدير صالح تقف خلف العديد من التناقضات والصراعات في المنطقة، وهنا يقول صالح يمكن الإشارة إلى الدور الروسي والفرنسي في كلا الدولتين.
إجراء احتياطي
في الصدد يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس ” إن زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى تشاد ونائبه في مجلس السيادة الفريق أول حميدتي تأتي في سياق التنسيق مع الحكومة التشادية فيما يحدث في جمهورية أفريقيا الوسطى -التي تعرضت لثلاث محاولات انقلابية في غضون العام الماضي- وكل هذه المحاولات يقول الفاتح شاركت فيها مجموعات قبلية مسلحة ذات امتدادات في كل من تشاد والسودان وبدعم خارجي من دول أوروبية وفي ظل مخاوف تشادية من تدخل مجموعات سودانية مسلحة في عمل قلاقل قد تطيح بنظام ديبي الإبن المدعوم من فرنسا. ويضيف ، بما ان السودان الذي يتطلع الى حكومة انتقالية بقيادة مدنية تقود اعادة الدعم المالي الدولي للحكومة الانتقالية السودانية فإن البرهان وحميدتي لا يرغبان في اثارة غضب المجتمع الدولي ويريدان السيطرة على كافة المجموعات القبلية المسلحة التي لها تداخلات بين البلدين وهو أمر بحسب الفاتح يرحب به كثيرا رئيس المجلس العسكري في تشاد الرئيس ديبي الإبن ، فيما تساءل الفاتح ، هل تكلل جهود قادة السودان وتشاد بالنجاح؟ قبل أن يجيب بنفسه قائلا : لا أحد يعرف النتيجة في ظل التدخلات الواسعة للإستخبارات الاجنبية على حدود تشاد وأفريقيا الوسطى، مستدركا ، لكن الحكومة السودانية قامت تحوطا باغلاق الحدود مع افريقيا الوسطى وهو إجراء من باب الاحتياط لكنه غير فعال في ظل اتساع الحدود و ضعف الامكانيات المادية واللوجستية.
رسائل مباشرة
أما الكاتب الصحفي عبدالماجد عبدالحميد ، فقد كتب على صفحته بالفيسبوك قائلا : علامات الاستفهام والتعجب أمام زيارة حميدتي إلى تشاد عقب ساعات فقط من عودة الفريق البرهان ، لها مايبررها ، قبل أن يجيب قائلا : زيارة البرهان كانت لمناقشة قضايا ذات صلة بالتوتر والالتهاب الأمني في المنطقة وبصراحة فإن الفريق البرهان بصفته قائداً للجيش السوداني يجد نفسه في خندق واحد مع الرئيس الانتقالي التشادي والسودان وتشاد في صف واحد مع الموقف الأمريكي الواضح والصارم من التغلغل الروسي في أفريقيا الوسطي ، وتابع ، حميدتي وقوات الدعم السريع وأطراف دولية واقليمية أخرى تقف داعمة للموقف الروسي المساند لحكومة أفريقيا الوسطي ، ويمضي الكاتب ، إذا تناولنا الأمور بهذه الصراحة فيمكن القول إن حميدتي تم استدعاؤه إلى تشاد ليستمع وبطريقة مباشرة وصريحة إلى رسائل تشاد ومن خلفها فرنسا ومن خلفهما أمريكا ، منبها إلى إنه و في عالم اليوم لم تعد الرسائل غير المباشرة ذات جدوي وماينفع ويفيد هو الرسائل المباشرة والواضحة بلا رتوش ، ويؤكد عبدالحميد أن فرنسا باتت (منزعجة) من تحركات الدعم السريع الداعمة لحكومة أفريقيا الوسطي وان تشاد من جانبها ترتعد من تحركات للدعم السريع تجاه تشاد. تحركات بحسب عبدالحميد ترى سلطة ديبي الابن أنها ربما ستقود إلى التدخل المباشر في الشأن التشادي وتهديد نظام الحكم هناك ، وتابع ، لم تترك زيارة البرهان إلى تشاد شاردة ولا واردة في القضايا الواضحة بين الخرطوم وإنجمينا وتم ذلك بحضور كبار قادة الجيش والأمن والاستخبارات بين البلدين . ولأن كبار رجالات الأمن بين السودان وتشاد لم يتركوا مايمكن للنائب حميدتي أن يبحثه مع قيادة دولة تشاد ، فإن عبدالحميد يقول إن رحلة دقلو إلى نجمينا كان إستدعاءاً للرجل تم تغليفه بزيارة لاترقى لمستوى زيارة الرجل الثاني في الدولة ، وختم ، قوله هذا له ما يعضده وغداً لناظره قريب.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس