سباق الحواضن.. من يسيطر على حكومة الانتقال؟

84

بقلم: خالد الفكى

أفريقيا برسالسودان. الساحة السياسية تشهد حالة من التقاطعات وتباعد المواقف خاصة داخل التحالف الأكبر على مر تاريخ السودان السياسي (الحرية والتغيير)، الذي قاد الثورة ضد البشير تحت مظلة “تسقط بس”، ولكن تفرقت كلمته وتاهت خطاه بين مسارات حكم الانتقال لتصل مرحلة سباق الحواضن السياسية مابين العسكر والمدنيين بغية السيطرة على الحكومة التي يقودها رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك.

إصلاح الحاضنة

مبارك اردول – رئيس المكتب السياسي لتحالف الديمقراطي للعدالة

رئيس المكتب السياسي لتحالف الديمقراطي للعدالة، مبارك اردول، يوضح لــ’’أفريقيا برس،، بأن أهداف الحرية والتغيير (الإصلاح)، تستهدف إصلاح الحاضنة السياسية ووقف احتكار القرار السياسي.

ويرى أردول أن القرار في يد مجموعة محددة، مما يستوجب توسيع قاعدة الانتقال من قوى الثورة والمكونات التي تم إقصاؤها. كما يفيد أردول بعدم سعيهم لاقصاء اي طرف، مضيفاً “وهذا ما نرفضه لأنفسنا فلن نمارسه على غيرنا”.

أردول ينفي بشدة أن يكون التحالف الجديد لأجل إقصاء لمجموعة الأربعة وأقامة تحالف مع العسكر، كما يعتقد أن هناك بروباغندا السياسية من مؤيدي القوى المناوئة لعملية الاصلاح.

الدكتور عصام دكين – أكاديمي ومحلل سياسي

السيناريوهات المتوقعة على المشهد بعد قيام التحالف الجديد مع العسكر، يقول الاكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عصام دكين:” بالتأكيد  قد تشمل حل الحكومه الحالية وتكوين حكومة كفاءات وطنية غير حزبية”.

ويشير دكين لـ’’أفريقيا برس’’، بأن السيناريوهات قد تطال إصلاحات اقتصادية وسياسية بتكوين المفوضيات، مع تحديد موعد قاطع للانتخابات. لافتاً إلى ضرورة كتابة مسودة الدستور، واستكمال إجراءات الانتقال بدون حاضنة سياسية مباشرة، مع التأكيد على الالتزام بالوثيقة الدستوريه المعدلة.

وأضاف دكين: “خلال أكثر من عامين ظل السودان يحكم بحكومة فترة انتقالية بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك رئيساً للوزراء و بحاضنة سياسية يسارية علمانية تحت مسمى قوى إعلان الحرية والتغيير”.

وأكد دكين أن حكومة حمدوك وجدت نقداً كبيراً من المراقبين والسياسين لأنها فشلت في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية. وأردف قائلا: “ووصفها حمدوك بأنها كانت فترة فوضوية، ووصفها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بأنها حكومة مختطفة من أربعة أحزاب تقرر في مصير الشعب السوداني”.

هذا والاحزاب المسماة بمجموعة الاربعة هي “الامة القومي والمؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي الديمقراطي و البعث العربي الاشتراكي الاصل”.

وتوقع دكين ميلاد مرحلة جديدة قادمة بتكوين حكومة بقيادات تختلف عن التي حكمت البلاد منذ أغسطس 2019م حتى أكتوبر 2021م. وشدد دكين على وجود حكام مستقلين أصحاب كفاءات وخبرات وليس حكام نشطاء سياسين تعزيزاً للمؤسسات السياسية في النظم الانتخابية  ليقوم الشعب السوداني باختيار نموذج سياسي يتناسب مع حكم البلاد.

مؤامرة العسكر

جمال إدريس الكنين – رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري

رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري، جمال إدريس الكنين،  القيادي بالحرية والتغيير، يؤكد لـ” أفريقيا برس”، أن مايجري من تحشيد هو مؤامرة. ونوه الكنين إلى محاولات إجهاض وضرب الحرية والتغيير مستمرة من قبل العسكر.

وأضاف: “لايمكن إنهاء شرعية التحالف الذي أنجز الثورة رغم التواطؤ الداخلي والخارجي على القوى الفعالة”. وأقر الكنين لـ’’أفريقيا برس’’، بحدوث ووقوع أخطاء في عمل كيان الحرية والتغيير، مبيناً أن هذا ليس مبرراً لتمدد العسكر وتحجيم قوى الثورة الحية.

وأكد القيادي في تحالف الحرية والتغيير أن مايجري من اصطفاف من قبل بعض منسوبي التحالف مع العسكر هو انقلاب ناعم بعد فشل انقلاب القوة. وتابع قائلاً: ” الحرية والتغيير باقية والمحاولات اليائسة لن تنجح في تشتيت قوى الثورة لصالح نظام شمولي جديد”.

مني أركو مناوي – حاكم إقليم دارفور

هذا وشدّد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، على أنّ إعلان الحرية والتغيير الجديد ليس انقلاباً على الثورة وإنما تصحيح لما تمّ اختطافه.

وطالب مناوي بمواجهة مع قوى الحرية والتغيير المهيمنة حالياً على المشهد، وقال: “مجموعة الأربعة هي التي أحدثت انقلاباً في الثورة”.

الساحة السياسية تعاني انقساماً عميقاً، وتكتلات هلامية قوامها واجهات تدعي أوزاناً سياسية غير حقيقية، حسب الأمين السياسي لحركة تمازج “الجبهة الثالثة” تمازج، محمد موسى بادي.

محمد موسى بادي – الأمين السياسي لحركة تمازج “الجبهة الثالثة” تمازج

ويرى بادي أن الوضع السياسي أصبح غير مستقر لضعف الأحزاب “النخبوية” و بعض”حركات القبيلة الواحدة” مما خلق حالة من إحتقان المشهد و الركون للجهوية.

وحذر من تأجيج المشهد بصنع حواضن جديدة، وصناعة حالة من التشرزم والابتعاد عن الوفاق الوطني، واستمرار أساليب “التوقيع و التوقيع الكيدي المضاد؟!” على مواثيق فارغة بعيدة عن قضايا الوطن. وأضاف بادي: “هذا يهدد بفوضى و حرب أهلية لا تبقي ولا تذر”.

خيار الشارع

مسمى الحاضنة السياسية للعسكر، ذاع في الشويسال ميديا، ويشمل أحزاب “الامة مسار ونهار ومبارك الفاضل والهادي المهدي ومجلس الصحوة الثوري والشعبي والإصلاح الآن والعدالة السيسي وابوقردة”.

كما يشمل الحركة الشعبية شمال تابيتا بطرس وتحرير السودان جناج مناوي، والعدل والمساواة بقيادة جبريل والبعث جناح يحيى الحسين، والاتحاد الديمقراطي إشراقة سيد محمود، بجانب الإدارة الأهلية، و الطرق الصوفية والسلفية.

هيثم فضل – عضو لجان التغيير والخدمات في ضاحية جبرة جنوبي الخرطوم

عضو لجان التغيير والخدمات في ضاحية جبرة جنوبي الخرطوم، هيثم فضل، يؤكد أن الشارع لن يتهاون في الحافظ على الثورة، وأن موالي العسكر من القوى التي شاركت البشير ستعاني كثيراً. وقال الفضل لـ’’أفريقيا برس’’: “للأسف بعض القوى السياسية تفضل الارتماء تحت حذاء العسكر”.

هذا وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قد التقى المبعوث الامريكي، واتفقا على تأسيس حاضنة سياسية من كل الأحزاب السودانية بتوسيع قاعدة المشاركة.

الفضل يؤكد على أن مايحدث من محاولة هو صناعة حاضنة أخرى واصفاً الأمر بـ”المسرحية الهزيلة”، التي يقف على إخراجها المكون العسكري. ويشير إلى إنها تجمع فلول النظام البائد مع مكونات لا تؤمن بالتحول الديمقراطي، مبيناً أن لجان المقاومة والقوى الثورية واعية لما يحاك ضد الثورة ، بل هي متقدمة حتى على قوى الحرية والتغيير.

وأكد الفضل  لـ’’أفريقيا برس’’ على أنه ليس هنالك أي مجال لأي إنقلاب عسكري أومدني لموضوع صناعة حاضنة جديدة لن يجدي، مضيفاً: ” الشارع هو الحاضنة الاساسية”. وقال الفضل: “رسالتي لقوى الحرية والتغيير أن ترتفع لمستوى الشارع ولحماية الانتقال الديمقراطي باستكمال تأسيس النقابات المهنية والمجلس التشريعي فهي القادرة على حماية الانتقال الديمقراطي”. وأضاف الفضل: “بالتالي يكون هنالك دعم موسسي لمواجهة أي محاوله لإعاقة التحول الديمقراطي”.

في المقابل حث الأمين السياسي لحركة تمازج “الجبهة الثالثة” تمازج، محمد موسى بادي، على استمرار المكون العسكري في رئاسة المجلس السيادي- خلال كل الفترة الانتقالية- والمضي قدماً في تنفيذ اتفاق السلام والترتيبات الأمنية.

كما دعا بادي لاستمرار حكومة رئيس الوزراء  حمدوك الحالية مع التأمين على دعمها و تطوير أداءها وتوسيع قاعدة المشاركة فيها، عبر مراجعة معايير وأوزان ومدى القبول الجماهيري للأحزاب التي تشارك فيها. وأفاد بادي بأن ادعاء بعض المكونات السياسية- من هنا أو هناك- “العودة لمنصة تأسيس الثورة” يمثل إدعاءً سياسياً غير واقعي يخلق حالة من التشرزم و الاستقطاب الحاد  ويعقد المشهد.

وقال أنه يجب على قادة  الأحزاب والحركات و المكون العسكري و كل حكماء الوطن والمهتمين بالجلوس على “مائدة مستديرة”. ويوضح بادي لـ’’أفريقيا برس’’: “هذا لأجل الحوار حول بناء برنامج وطني يتسامى ويناقش “قضايا و تحديات الانتقال السياسي في السودان” بشفافية، لقيادة الفترة الانتقالية وصولاً لنهايتها السعيدة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here