مسيّرات “بيرقدار” التركية.. هل تحسم المعركة لصالح الجيش السوداني؟

59
طائرات
طائرات "بيرقدار" .. هل تحسم المعركة لصالح الجيش السوداني؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على النحو المتوقع، دخلت تركيا بقوة لدعم الجيش السوداني. وأفاد مصدر عسكري رفيع بأن الجيش السوداني تسلّم دفعة محدودة من طائرات “بيرقدار” التركية، التي دخلت الخدمة فعليًا منذ حوالي شهر.

وأضاف المصدر أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش السوداني طائرات “بيرقدار” في حربه ضد قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن نشاطها يقتصر حاليًا على ولاية الخرطوم. كما أوضح أن الجيش حصل تدريجيًا على أسلحة طيران ومقاتلات نوعية قبل أن يتسلم شحنة من السيارات المصفحة ضد القنص، التي دخلت المعارك في الخرطوم مؤخرًا مع بداية العملية البرية أواخر سبتمبر.

هذا التطور المتعلق بانضمام الطيران التركي إلى الجيش السوداني أثار تساؤلات عديدة حول مدى قدرة الجيش على حسم المعركة.

تعويل الجيش

وفقًا للقيادي بحزب الأمة القومي، مرتضى هباني، اعتمد الجيش بشكل كبير في حربه ضد المليشيات على استخدام سلاح الطيران والطائرات المسيرة، وهو ما أحدث فارقًا كبيرًا في مجريات الحرب. هذا الاعتماد ساهم في تحقيق انتصارات متتالية، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، بفضل تقدم المشاة، وفعالية القوات الخاصة، وجهود الاستخبارات العسكرية، مع توفير الغطاء الجوي لدعم العمليات البرية.

وأضاف هباني في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن الجيش تعرض خلال فترة نظام المؤتمر الوطني لإضعاف متعمد، حيث عمل النظام السابق على تقوية قوات الدعم السريع التي أنشأها لحمايته من معارضي النظام، خاصة حركات الكفاح المسلح.

وأشار هباني إلى أن النظام السابق سعى لجعل قوات الدعم السريع بديلاً للمشاة في العمليات العسكرية، مما دفع قيادة الدعم السريع للاعتقاد بأنها قادرة على هزيمة الجيش والسيطرة على الوضع، بناءً على قوة الدعم السريع المفترضة وضعف الجيش كما كانوا يظنون.

يرى مرتضى هباني أن قوات الدعم السريع، التي فشلت في الحصول على طيران حربي في السابق، كانت تخشى تأثير سلاح الطيران في معركتها ضد الجيش. ولهذا السبب سعت إلى مهاجمة مروري والسيطرة على القاعدة الجوية هناك، كما فعلت مع قاعدة ود النجومي في جبل أولياء، إلى جانب محاولاتها الفاشلة للاستيلاء على قاعدة وادي سيدنا الجوية في الأيام الأولى من الحرب.

وأشار هباني إلى أن دخول الطائرات المسيرة التركية “بيرقدار”، التي سبقها صيتها بفضل دورها في الحروب، يُتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا خلال الفترة القادمة، خاصة مع انهيار قوات الدعم السريع تحت وطأة الضربات الجوية والبرية المكثفة للجيش، والتي ساهمت أيضًا في الحد من تدفق الأسلحة عبر الحدود.

وشدد هباني على أهمية تقييم جدوى تحركات قيادة الجيش خلال هذه الحرب، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز التواصل مع الدول الداعمة، مثل إعادة العلاقات مع إيران، إلى جانب رسائل التطمين من تركيا وبعض الدول المجاورة المهمة والمؤثرة في المنطقة.

ورغم فعالية سلاح الطيران في إنهاك قدرات الدعم السريع منذ بداية الحرب، بما في ذلك تدمير معسكراتها ومقراتها وقطع خطوط التمويل الأساسية، إلا أن هباني أكد أن المدنيين لم ينجوا من الأضرار، حيث فقد الكثيرون أرواحهم ومنازلهم وممتلكاتهم بسبب العمليات الجوية.

ودعا هباني الجيش إلى اتخاذ التحوطات اللازمة لحماية المدنيين أثناء مطاردة قوات الجنجويد، مشددًا على ضرورة تقليل الأضرار التي قد تصيبهم. كما أعرب عن أمله في استمرار انتصارات الجيش وتحقيق أهدافه في أقصر وقت ممكن.

داعم حقيقي

المحلل السياسي محمد عبدالجبار أكد في تصريح لموقع “أفريقيا برس” أن تركيا تُعد داعمًا حقيقيًا للجيش السوداني، مستندًا إلى عدة اعتبارات، أبرزها المصالح الاقتصادية المشتركة، إلى جانب البعد الأيديولوجي. وأوضح عبدالجبار أن الجيش السوداني مدعوم من الإسلاميين، متوقعًا أن تقدم تركيا مزيدًا من الدعم للجيش في المستقبل.

وأشار عبدالجبار إلى أن الطيران التركي يُعد من بين الأفضل في العالم، ويتمتع بفاعلية كبيرة في المعارك، مستدلًا باستخدامه في ليبيا وسوريا، حيث أحدث فرقًا كبيرًا. وأضاف أن الطيران التركي يتميز بدقة التصويب إلى جانب قوته، مما يجعله، في رأيه، عاملًا حاسمًا في حرب السودان، كما يتضح من الانتصارات التي حققها الجيش مؤخرًا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here