عثمان ميرغني يكتب : لِمَ يا دكتور حمدوك ؟

70

خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك شهر سبتمبر الماضي.. حَمَل مسؤول ألماني رفيع رسالة مهمة للغاية إلى الدكتور عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان الذي دشن أول ظهور أممي لحكومة ثورة ديسمبر المجيدة..

الرسالة الألمانية كانت مباشرة وصريحة ومختصرة.. (نرغب في مساعدتكم.. نمنحكم مجانا واحد من أفضل خبراء الاقتصاد في ألمانيا ليكون مستشارا اقتصاديا تستفيدون من خبرته الواسعة..)

توقع المسؤول الألماني أن يكون العرض من الأهمية لدرجة أن يطلب حمدوك سرعة إرساله ثم يتصل بمكتبه في الخرطوم ليطلب منهم استقبال الخبير الألماني الرفيع في المطار.. حتى قبل أن يعود حمدوك إلى السودان..

لكن المفاجأة كانت أكبر كثيرا مما توقع المسؤول الألماني الرفيع.. أشار حمدوك إلى أحد مساعديه وقال للمسؤول الألماني اذهب وتفاهم معه!!

ومضى الأن حوالى شهر كامل.. ولم يرد السودان، ولو بالرفض على العرض السخي الذي قدمته ألمانيا.. والحقيقة لو كان الرد بالرفض لكان أهون.. لكن التجاهل الكامل أكثر فداحة..

لكن التجاهل لم يتوقف هنا.. وزير خارجية ألمانيا كان أول مسؤول أجنبي يزور السودان بعد توقيع الاتفاق الدستوري وتكليف حمدوك رئيسا للوزراء.. زارنا حتى قبل تشكيل الحكومة أو إعلان اسم وزير الخارجية.. بل ودهش الشعب السوداني وهو يرى وزير خارجية ألمانيا يتجول في ساحة الاعتصام ويرسل تحية لمن صنعوا الثورة ومن ضحوا من أجلها بدمائهم وفلذات أكبادهم..

ومن فرط حماس الوزير الألماني عرض على الحكومة السودانية أن تشارك ألمانيا في رعاية مفاوضات السلام.. خاصة أنها استضافت من قبل أكثر من جولة تفاوضية على أراضيها.. والعرض الألماني علاوة على أنه يحمل كثيرا من المدلولات الدولية فإنه يوفر ضمانات بمثقال دولي ضخم لأي اتفاق يوقع.. وكالعادة لم تتلقَّ ألمانيا حتى كتابة هذه السطور ردًّا من الحكومة السودانية، لا بالرفض ولا بالقبول.. أي التجاهل الكامل..

مسؤول رفيع في برلين قال لنا.. وبمنتهى الصراحة.. هناك مشكلة في (مكتب) رئيس الوزراء.. لابد من مراجعة الوضع (المؤسسي) لمكتب رئيس الوزراء.. فمثل هذا الأداء يعيق التواصل ليس على المستوى الدولي فحسب، بل حتى على المستوى المحلي داخل السودان..ومن عندي.. “اسمع كلام الْبِبَكِّيك.. ولا تسمع كلام البضحكك”.. يا حمدوك..!!

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here