عن ماذا يبحث “عبد الرحيم دقلو” في جوبا؟

75

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على نحو مفاجئ، هبطت طائرة إثيوبية في مطار جوبا عاصمة جنوب السودان، على متنها قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، وقائد أركان الجيش الإثيوبي، والتقيا الرئيس سلفاكير ميارديت في إجتماع استمر لأكثر من ساعة، بحضور مستشاره بول ميل.

صفحة جديدة

المحلل السياسي الفاتح محجوب، يقرأ زيارة عبدالرحيم دقلو إلى جوبا من عدة زوايا، حيث ربط زيارة دقلو بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي احمد إلى السودان، قائلا لموقع “أفريقيا برس” إن “زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للسودان مثلت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، إذ إنها حفلت بعناق حار بين قائدي البلدين، وهو ما تم تفسيره بأنه يطوي صفحة العداء بين الدولتين حيث سبق لرئيس الوزراء الإثيوبي في بداية الحرب بين الجيش والدعم السريع أن دعا لفرض حظر على الطيران ومنع المدفعية الثقيلة من العمل في السودان، وهو ما فسرته الحكومة السودانية بأنه انحياز لميليشيات الدعم السريع خاصة وأنه أعلن أن السودان لا يوجد فيه حكومة حاليا وإنه يعاني من فراغ في السلطة”، مستدركا “ولكن زيارته لبورتسودان تم اعتبارها إعترافا رسميا بشرعية حكومة البرهان”. وتابع “بعد رجوع أبي احمد إلى إديس أبابا قادما من بورتسودان غرد قائلا انه سيتوسط بين البرهان وحميدتي لإنهاء الحرب في السودان”.

ويرى الفاتح إنه “بما أن عبدالرحيم دقلو مقيم في اديس ابابا هذه الأيام فقد تم تفسير زيارته مع رئيس أركان الجيش الاثيوبي بانها تندرج في اطار الوساطة الاثيوبية، وربما ترغب حكومة اثيوبيا في إشراك دولة جنوب السودان في الوساطة الاثيوبية”، مستدركا “ولكن مشاركة مرتزقة من كلا الدولتين في القتال مع الدعامة أثار مخاوف العديد من المراقبين من تحول الزيارة من الوساطة للتنسيق مع الدعامة ضد الجيش السوداني خاصة بعد بث إعلام الدعم السريع لأخبار عن مشاركة مزعومة لمرتزقة من التقراي مع الجيش السوداني في منطقة الدندر”. وهو ما يتم تفسيره بحسب الفاتح بأنه برغبة للدعم السريع في استعداء الحكومة الإثيوبية على الحكومة السودانية ودفعها للتخلي عن الوساطة والانحياز لقوات الدعم السريع في صراعها للإستيلاء على السلطة في السودان.

رؤية مختلفة

ولكن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، عبدالماجد عبدالحميد، لديه رؤية مختلفة لزيارة دقلو لجوبا، حيث قال عبر صفحته الرسمية في الفيسبوك، “إن لقاء دقلو بالرئيس سلفاكير كانت إمتداداً للقاء سابق بأديس ابابا”، مؤكدا “إنه بحث خلال الزيارة ملف ما تسميه ميليشيات التمرد بمستحقاتها من البترول”، والتي بحسب عبدالماجد تبلغ ملايين الدولارات علي حد زعمها.

لماذا الزيارة؟

فيما يقول، خبير الحكومة عبدالله الطيب إلياس لموقع “أفريقيا برس” إن “خوف إثيوبيا من دعم السودان للمعارضة الإثيوبية دفع برئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد إلى زيارة السودان الذي تقارب كثيرا مع روسيا، وإيران وتركيا، هذا كله دفع برئيس وزراء ربيبة إسرائيل وأمريكا وصاحبة الإمارات لزيارة السودان لتأمين جانبه، وفي ذات الوقت يقول تدفع بأركان حربها للذهاب مع قائد ثاني قوات المليشيات الإرهابية التي تعمل طيلة شهور الحرب الخمسة عشر بلا قائد عام لمحاولة سلفا كير لتسهيل طريق لإمداد الميليشيات بالسلاح والعتاد وبالمرتزقة عبر جنوب السودان”.

ويقول إلياس “إن سلفا كير لن يقع في مثل هذا الخطأ الصبياني ولديه العديد من المستشارين وهو ينظر إلى المليشيات وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت ضربات القوات المسلحة السودانية التي يتحسن موقفها العسكري يوما بعد يوم”، مشيرا إلى أن “جنوب السودان تتنفس عبر ميناء البحر الأحمر العاصمة الإدارية للدولة السودانية حاليا، ونفظ الجنوب يدر على الدولة الوليدة أموالا مستمرة لا يمكن ان يستبدلها سلفا كير برشوة إماراتية مؤقتة، واثيوبيا نفسها تفعل ذلك لكسب رضا أمريكا واسرائيل والإمارات”. ولا يرى الياس أن “هذه الزيارة تفيد مليشيات آل دقلو الإرهابية التي تحتضر”.

وفي تقدير الياس فإن “السبيل الوحيد الذي تبقى للمليشيات هو الاستسلام للقوات المسلحة السودانية لتبقي على جنودها لحماية ثروات أهاليهم والا لم يتبقى للمليشيات إلا الفناء التام وهذا ليست ببعيد”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here