في معركة “الإرهاب” السودان يطارد قادة حركة حماس

110

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. قبل أيام طلب السودان رسمياً من الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) مساعدته في القبض على المسؤول المالي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في السودان، ماهر عارف أبو جواد، لجهة أنه يدير استثمارات كبيرة للحركة في السودان بجانب ما قيل أنها جرائم تتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال.

وبدأ السودان في تغيير بوصلة سياساته أخيراً حيث قام بتفكيك علاقات النظام السابق. وتعد حركة حماس من الحركات الإسلامية التي كان نظام عمر البشير يدعمها بيد أنها أصبحت الآن من أكثر الخاسرين بعد أن كانت الخرطوم ملاذاً آمناً لها ولقادتها.

تفكيك

وقامت لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 واسترداد الأموال ومحاسبة الفاسدين بالتحري مع المسؤول المالي ماهر أبو جواد حول قضايا، تتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال تحت قانون لجنة إزالة التمكين، وقانون مكافحة الإرهاب مستندة على أدلة سودانية وأخرى من المخابرات الامريكية تتهمهم فيها بدعم وتمويل الإرهاب.

وبحسب لجنة التمكين فقد بلغ حجم الأموال والشركات والمنقولات، التي تم استردادها بواسطة لجنة إزالة التمكين والمملوكة للمطلوبين، من قادة حماس 18 شركة، و34 عقاراً وقطع أراض ٍ، من بينها 24 شقة مملوكة لماهر سالم، بجانب بعض العقارات الأخرى.

علاقات قديمة

ظل نظام الرئيس عمر البشير، يحتفظ بعلاقات قوية مع حركة حماس، ومقابل ذلك آوى عدداً من قياداتها، وأتاح لها فرص الإقامة والاستثمار في السودان، تحت مظلة (العمل الطوعي) أحياناً، وذلك على خلفية الايديولوجيا المشتركة بين حماس ونظام البشير، بجانب تزويدها بالسلاح والأموال ، وظلت الخرطوم بوابة مشرعة الدخول لقادة حركة حماس.

وكان لنتيجة تلك العلاقة أن شددت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات على السودان و أبقته في قائمة الدول الراعية للإرهاب لفترة طويلة ، ما اضطر الحكومة الانتقالية، لإلغاء تسجيل وحجز و مصادرة ممتلكات عدد من المنظمات، التي كانت تعمل كواجهات لجماعة الإخوان المسلمين و التنظيمات الحليفة لها.

اتهامات متكررة

ظلت إسرائيل تتهم حكومة البشير فترات طويلة بدعم حركة “حماس” بالسلاح، على الرغم من قرار نظام البشير قطع علاقاته مع طهران، وهو ما قاد إسرائيل إلى تنفيذ هجمات عسكرية جوية وبحرية. وفي العام 2009، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية مايقارب17 شاحنة تنقل أسلحة، وعللت إسرائيل بأنها كانت في طريقها إلى غزة.  وفي عام 2010 وافقت القاهرة على طلب إسرائيلي بفرض اجراءات أمنية على حدودها لمنع تهريب السلاح من السودان إلى غزة.

إدانة التطبيع

وكانت حركة “حماس” قد أدانت قرار الحكومة السودانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وجاء في بيان الحركة: “تلّقى شعبنا الفلسطيني البطل، ومعه كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم خبر موافقة حكومة السودان على تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ببالغ الصدمة والإدانة والاستنكار”.

ملاحقة طبيعية

شدد الخبير السودانى في الجماعات الإسلامية محمد خليفة صديق على أن ملاحقة الحكومة الانتقالية لعناصر حركة حماس ليس مستغرباً لجهة أن السلطات السودانية ستلاحق كل من له علاقة بالإسلامين ووصف العلاقة الحالية بين الحكومة الانتقالية وحركة حماس و التيارات الإسلامية بالمتوترة. وقال في حديثه لموقع أفريقيا برس إن العلاقة بين فلسطين والشعب السوداني ستظل قوية وأضاف سوف يستمر دعم السودانيين للقضية الفلسطينية كقضية عادلة و برر ذلك بالموقف الشعبي السوداني الرافض التطبيع مع “إسرائيل”. واستنكر خليفة مصادرة الحكومة لشركات حماس في السودان ونبه إلى أنه يجب أن تعامل معاملة شركات أجنبية وقطع بأن هناك شركات ناجحة يستفيد منها السودان.

و منذ الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019 بدأت مساع جادة لإنهاء عزلة السودان مع المجتمع الغربي خصوصاً بعد رفع الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here