موكب 13 نوفمبر..قتل المتظاهرين في السودان.. إلى متى؟

81

بقلم : أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أحداث دموية شهدها موكب 13 نوفمبر في السودان، المطالب بعودة الحكومة المدنية، وفيما اعتبر قانونيون أن قمع المتظاهرين انتهاك لحق التعبير السلمي المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية، رأى أخرون؛ أن الانتهاكات أظهرت الوجه الفاشي والقمعي لمدبري الانقلاب، وبين هذا وذاك، أدانت دول ومنظمات الحملة الامنية العنيفة التي أستهدفت المتظاهرين، محذرين من عواقب وخيمة على السودان جراء هذه الانتهاكات.

بيان الأطباء

وقُتل خمسة متظاهرين السبت الماضي خلال احتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف ضد الانقلاب العسكري، فيما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيّل للدموع على محتجّين في الخرطوم، وفق لجنة أطباء السودان المركزية.

عواقب جدية

وأدان الاتحاد الاوروبي في بيان له، قتل المتظاهرين، كما حذّر من “عواقب جديّة” في ما يتعلق بتواصل الدعم الأوروبي للسودان، وشدد بيان الاتحاد الأوروبي على “الدعوة لإطلاق سراح جميع المعتقلين بمن فيهم الصحافيين” الذين تم توقيفهم منذ الانقلاب، وقال “سنحاسب السلطات على انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الحماية للمدنيين، وهو ما حدث منذ إنهاء عملية الانتقال الديموقراطي”. وقال البيان “نحن نشعر بالقلق العميق أيضا بشأن اعتقال الصحفيين”، مضيفا أن حرية التعبير والوصول إلى المعلومات من حقوق الإنسان العالمية.
هذا ، وقد كثّفت قوات الأمن السودانية ضغطها على الإعلام حيث اعتقلت السلطات مدير مكتب قناة الجزيرة في الخرطوم، الصحفي المسلمي الكباشي، حسب ما أعلنت وسائل إعلامية محلية.
وقال الاتحاد الأوروبي انه سيحمل السلطات السودانية المسؤولية عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان منذ الانقلاب العسكري الذي يوم 25 أكتوبر الماضي.

أمريكا على الخط

كذلك، أعربت الولايات المتحدة عن “أسفها العميق” لسقوط قتلى خلال الاحتجاجات في السودان ضد استيلاء الجيش على السلطة، مؤكدة إدانتها “للاستخدام المفرط للقوة”. وقالت السفارة الأمريكية في السودان، في تغريدة عبر “تويتر”: “تعرب سفارة الولايات المتحدة عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح وإصابة عشرات المتظاهرين اليوم الذين خرجوا من أجل الحرية والديمقراطية، وتدين الاستخدام المفرط للقوة”.

مطالب مشروعة

كما أدان أستاذ العلوم السياسية، بجامعة الخرطوم، بروفيسور عمر محمد علي، الانتهاكات التي مورست على المتظاهرين السلميين ، معتبرا ماحدث لهم في موكب ١٣ نوفمبر بالجريمة المكتملة الاركان، واردف: “لايمكن قتل المتظاهرين ويفترض حماية المواكب من المتفلتين حتى ولو استفزوا القوات النظامية”. وطالب عمر في حديثه لـ”افريقيا برس” بضرورة الكشف عن الجناة ومحاسبتهم، معتبرا عدم المحاسبة جعلت إستمرار وتكرار الانتهاكات من السلطات ، وقال علي ، حتى حرب الجنوب ودارفور لم يتم محاسبة مرتكبيها ، وأصفا الامر بالمؤسف، وقال ، إن الشباب لهم مطالب متمثلة في حق التعليم والزواج فضلا عن تحقيق شعارت الثورة، مشددا على ضرورة أن تستجيب الحكومة لمطالبهم على اعتبار أنها مشروعة، وقال إن كان هنالك ايضا اعتداء على القوات النظامية يجب أن يقدموا مرتكليها للمحاكمة على اعتبار أن منسوبي الاجهزة النظامية هم سودانيين ووطنيين.

وجه الانقلاب الحقيقي

عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير

في الشان ذاته، أكد القيادي بقوى الحرية والتغيير، عادل خلف الله، أن الانتهاكات التي قامت بها الاجهزة النظامية في حق التظاهرات السلمية كشفت الوجه الفاشي والقمعي لمدبري الانقلاب، ونوه الى إنها أثبتت أن النظام الجديد نظام لا يقبل التعددية والتحول الديمقراطي، ورأى أنه كشف معاداته للتطلعات الشعبية، وقال خلف الله “للجريدة”: هذه الانتهاكات كذبت إدعاءات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان التي أطلقها في مؤتمره الصحفي الاول والتي أكد فيها وقوفه مع التعبير السلمي وأنه يسعى لتصحيح مسار الثورة ، وأردف: والانتهاكات كشفت أيضاً عن الموالين للبرهان والمنابر الإعلامية المساندة للإنقلاب والمعادية للتحول الديمقراطي والسلام المستدام، وأعرب خلف الله عن تفاؤله بإنتصار الارادة السلمية وذكر: “شعبنا مثل ما أسقط نظامهم القديم سيسقطهم بعون الله ويفشل مخططهم الهادف لاستعادته”، وطالب الأجهزة النظامية بأن تنسجم مع قانونها ودستورها الحامي للشعب وأن لا تتحول إلى أدوات للتنكيل بالشعب وخدمة الفاشية، وحذر من خطورة استمرار الانتهاكات على اعتبار أنه سيترتب عليها عقوبات دولية لن يحمد عقباها ستفرض على السودان.

سلوك وحشي

اللواء فضل الله برمة ناصر – رئيس حزب الأمة القومي والقيادي في قوى الحرية والتغيير

رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، وصف القمع الذي مورس ضد المتظاهرين السلميين بالوحشي، محملا في ذات الوقت مسؤولية القتل إلى النظام الانقلابي ، وطالب برمة بالإسراع في تقديم الجناة للمحاكمة على اعتبار أنها تشفي قليل أسر الضحايا، كما اعتبرها المخرج لدوامة القتل المستمرة في المسيرات السلمية، وقال ناصر لـ”أفريقيا برس”: ” ندين بشدة ماحدث في موكب 13 نوفمبر وندعوا الأجهزة النظامية لضبط النفس واتاحة حق التعبير للمتظاهرين السلميين والناشطين”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here