قراءة في نصوص التسوية السياسية المرتقبة

162
قراءة في نصوص التسوية السياسية المرتقبة

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. في الوقت الذي تزداد فيه الازمة السياسية تعقيدا، كشفت مصادر مطلعة تفاصيل تسوية سياسية للخروج من ذات الأزمة، حيث قالت المصادر إن هنالك مكونات في قحت أعلنت استعدادها للوصول إلى حل توافق سياسي مع العسكر يفضي إلى إتفاق يؤسس لوضع جديد، وبحسب المصدر فإن العملية تأتي برعاية (البعثة السياسية للأمم المتحدة لدعم التحول الديمقراطي – ايقاد IGAD – الاتحاد الأفريقي)، وقطع المصدر بأن التسوية ستصل الى اتفاق وتشكيل حكومة تكنوقراط على معيار الكفاءة قبل يونيو لجهة إنه و في حال عدم الاتفاق يصعب اعادة القروض والهبات التي كان سيدفعها المجتمع الدولي لولا وقوع الانقلاب.

توقيت التسوية

التسوية السياسية تأتي في وقت وعد فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين خلال يومين أو ثلاثة، وهو أحد الشروط التي تطالب بها القوى المعارضة، والقوى الدولية والاقليمية لإنجاح أي مبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد، وقال البرهان خلال إفطار رمضاني أول من أمس إنهم شرعوا في اتخاذ إجراءات إطلاق سراح المعتقلين لتهيئة المناخ للحوار «حتى يساهموا مع الآخرين في تحقيق الوفاق»، معلنا في الوقت ذاته استعداد الجيش للتنحي وتسليم السلطة للمدنيين حال حدوث توافق بين المدنيين، وأوضح البرهان أنه عقد اجتماعا مع النائب العام، ورئيس القضاء لدراسة الوضع القانوني للمعتقلين، وتسريع الإجراءات الخاصة بهم.

شكل التسوية

مصدر عسكري فضل حجم هويته، قال لموقع “أفريقيا برس” إن “التسوية السياسية المرتقبة ستكون برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي”، مشيرا إلى أنها تعتمد اساسا على الحزبين الأكبر في السودان -الاتحادي الديموقراطي الأصل وحزب الامة- إضافة لقوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية، واضاف، إن خطوة اطلاق قيادات قوى الحرية والتغيير المعتقلين في السجون هي جزء من برنامج التسوية السياسية الجديدة، وكشف أن عدد مقدر من لجان المقاومة مشارك في التسوية السياسية ومعهم ايضا تجمع المهنيين فرع قوى الحرية والتغيير، ونبه المصدر إلى إنه وفي حال تشكيل حكومة توافقية يمكنها أن تنال دعم المجتمع الدولي سيما من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي و صندوق النقد الدولي اضافة لدعم اصدقاء السودان، وقال المصدر “إن الحزب الشيوعي لا زال رافصا المشاركة في التسوية السياسية، مستدركا، لكنه غالبا سيشارك عبر الاجسام التي يسيطر عليها”، ومضى المصدر قائلا “إن التسوية ترتكز علي تنازلات من المكون العسكري للمكون المدني لينال المدنيون سلطة كاملة في الشان التنفيذي مقابل سلطة كاملة للعسكريين في الشان العسكري والاتفاق علي المضي قدما نحو الانتخابات باعتبارها النهاية الحتمية للفترة الانتقالية”، مؤكدا أن هذا الاتفاق يضمن عدم التصادم بين المكونين، مستدركا، لكن وجود الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني خارج التسوية يمكن ان يتسبب بخميرة عكننة، مشددا على ضرورة التفاهم معهما بما يضمن مضى كل الاحزاب السياسيه نحو التوافق على كيفية خوض الانتخابات.

جدية البرهان

الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير
الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير

ويرى القيادي بقوى الحرية والتغيير الطيب العباس في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن تصريحات البرهان بشأن اطلاق سراح المعتلقين ، تعد خطوة إجابية إن صدقت نواياه ، متوقعا في ذات الوقت أن تساهم التسوية السياسية القادمة في حل الازمة ، وأعتبر حديث البرهان من شأنه أن يحفز الاحزاب السياسية ويطأنها بأنه سيبعد عن المشهد السياسي ، ورهن العباس نجاح التسوية في مصداقيته وجديته في تنفيذ ما قاله .

تحذير الشيوعي

فيما، حذرت القيادية بالحزب الشيوعي، آمال الزين، من مغبة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين عبر تسوية سياسية، وأشارت إلى أن ذلك سيفتح الباب للسلطة السياسية بالتدخل في أمر القضاء من خلال تسليط سيوف الاتهام على رقاب الناس دون صدور قرار ببراءتهم، وشددت آمال في تصريح لـ”الجريدة” على ضرورة أن يخضع المعتقلون لولاية القضاء والنيابة العامة بسبب انهم منتظرين بالسجون تحت تهم جنائية، ولفتت إلى أن إدانة المعتقلين يجب أن تتم من محكمة مختصة عملاً بمبدأ ”المتهم بريء حتى تثبت إدانته”، وأكدت ان ذلك يعود امتثالاً لمبدأ سيادة حكم القانون والعدالة، وأضافت أن التسوية السياسية لا تنفي التهمة ولا تؤكدها، وأستنكرت آمال تصريحات رئيس مجلس السيادة الانقلابي، عبد الفتاح البرهان، التي ذكر فيها بأنه جلس مع رئيس القضاء والنائب العام من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وقطعت بأنه تدخل سافر في شؤون القضاء.

تسوية محاصصة

بشرى الصائم قيادي بقوى الحرية والتغيير وعضو مبادرة المجتمع المدني
بشرى الصائم – قيادي بقوى الحرية والتغيير وعضو مبادرة المجتمع المدني

بالنسبة للقيادي بقوى الحرية والتغيير بشرى الصائم، فإن التسوية السياسية القادمة ستكون محاصصة مغلفة بإسم التكنوقراط، مشيرا في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن المستفيد الأول من التسوية هو المكون العسكري على اعتبار إنه سيستمر في السلطة، ويرى بشرى فى حال عدم قبول العسكر لأي تسويه يكون ثمنها تسليم رقابهم للسكين، مستدلا بحديث حميدتي إذ قال أمس “نحن ما ممكن نمشي ثكناتنا وفي زول بسن في سكينه عايز يضبحني”.
وبشأن إماكنية المبادرة في حل أزمة البلاد، يقول الصائم، “لا يحدني التفاؤل بحلها لان الأمر مرتبك ومعقد”، وارجع ذلك إلى ما أسماه إنعدام الروح الوطنيه بين الجميع، وقال الصائم إن التسوية تجمع ما بين القوى التى تتحدث باسم قوى الثورة من احزاب ومهنيين ومجتمع مدنى وبعض من لجان المقاومه وقوى احزاب الحوار والفلول والميثاق والحركات، وهو الامر الذي اعتبره بشرى ما سعى ونجح فيه العسكر، مؤكدا إنهم جميعهم يجمعون على ما عدا الموتمر الوطنى قولا لا فعلا، معتبرا التسوية حوار اخر جديد تحت الطربيزه بين العسكر والمدنيين وبشكل جديد ووثيقة دستورية جديدة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here